أثار حادث تل أبيب ضجة كبيرة، فى الساعات الأخيرة من مساء أمس الأربعاء، بعد عمليتين إطلاق نار وقعتا فى قلبها التجارى، وبالتحديد داخل مجمع "شارونا" التجارى القريب من مقر "وزارة الدفاع" الإسرائيلية، وأخرى فى شارع مجاور له، وأسفرا عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة.
وسقط منفذ العملية بنيران الشرطة الإسرائيلية وألقى القبض على مشتبه به آخر، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن أحد المصابين حالته حرجة للغاية، ما يشير إلى أن عدد القتلى قابل للزيادة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية فى بيان لها: "مسلحان شاركا فيما يشتبه بأنه هجوم ذات دوافع قومية"، مشيرة إلى أن حادثة إطلاق النار الأولى وقعت داخل مجمع "شاورنا"، فى حين أنه تم الإبلاغ عن حادثة إطلاق نار أخرى فى شارع "هأربعاه" المتاخم للمكان.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن هناك أنباء غير مؤكدة عن وجود مسلح ثالث فر من المكان، ولا تزال الشرطة تجرى عملية البحث عنه، مؤكدة نشر قوات من الشرطة والجيش الإسرائيلى فى الشوارع المحيطة بحثًا عن أى مشتبه بهم محتملين، وإعلان حالة التأهب.
وقال شاهد عيان للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن المسلحين ارتديا زى رجال دين يهود "حريديم"، ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من قبل المسئولين الأمنيين.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه تم إطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى هبطت طائرته فى تل أبيب حوالى الساعة العاشرة مساءً بعد رحلة إلى موسكو استمرت ليومين، على الهجوم، وأنه توجه مباشرة إلى مقر الجيش الإسرائيلى فى تل أبيب، القريب من مجمع "شارونا" وعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الأمنى.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال هرتسى هليفى، والمفوض العام للشرطة رونى الشيخ، ووزير الأمن العام جلعاد إردان، وصلا إلى مكان الهجوم. وقال يحيئيل ميلر، مسعف متطوع من "نجمة داود الحمراء" فى منظمة "إيحود هتسالاه": "عندما وصلت إلى الموقع شاهدت امرأة كانت فاقدة للوعى ولم تكن تتنفس وفى حالة بالغة الخطوة، وبدأنا بجهود الإنعاش، وقدمنا العلاج أيضًا لعدد من الأفراد الذين عانوا من جروح جراء إصابتهم بأعيرة نارية وشظايا".
فيما قال دافيد دهان، مسعف آخر من "إيحود هتسالاه" للصحيفة العبرية: "عندما وصلت إلى المكان شاهدت شبانًا مصابين بطلقات نارية خارج مطعم فى مجمع شارونا، قدمنا لهم العلاج وكذلك لعدد آخر من الأفراد الذين عانوا من الصدمة". وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه فى شهر أبريل الماضى، بحثت الشرطة الإسرائيلية فى إمكانية إغلاق مجمع "شارونا" بسبب مخاوف من أن المجمع التجارى ليس آمنًا بما فيه الكفاية، ولكن إدارة المكان أعلنت بأنه سيظل مفتوحًا، وطلبت الشرطة من بلدية تل أبيب إلغاء رخصته، مشيرة إلى أن التراخى الأمنى يعرض زوار المكان للخطر.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن عملية تل أبيب استهدفت أحد المراكز التجارية وسط المدينة، مشيرة إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة حيث إن أحد المصابين حالته خطرة للغاية، مشيرة إلى أن الطواقم الطبية التابعة لنجمة داود الحمراء أعلنت حاليا الطوارئ، بمستشفى ايخيلوف بمنطقة تل هاشومير.
فيما قالت قناة "24 news" الإخبارية الإسرائيلية، إنه تمت تصفية أحد مطلقى النار وإلقاء القبض على آخر، فيما تواصل قوات الشرطة أعمال تمشيط فى المنطقة بحثًا عن آخرين.
ويضم المجمع التجارى الشعبى أكبر سوق طهى داخلى فى إسرائيل، ويمتد على مساحة 8,700 متر مربع ويضم 91 محلاً تجاريًا من كل الأنواع. ومنذ أكتوبر الماضى، قتل 29 إسرائيليًا و4 أجانب وأصيب المئات فى موجة من العمليات الاستشهادية، على الرغم من الانخفاض الملحوظ فى العنف مؤخرًا، وفى فى الفترة نفسها استشهد 200 فلسطيني، حوالى الثلثين منهم خلال تنفيذهم لهجمات والبقية فى مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
الشرطة الإسرائيلية تتأهب بعد الحادث
