كتب أيمن رمضان
تساءل الشارع المصرى الذى لم ينم طيلة الليلة الماضية وظل يراقب شاشات التلفاز، عن سر استمرار حريق منطقة العتبة والرويعى لـ18 ساعة متصلة، رغم الجهود الجبارة والمضنية التى بذلها رجال الحماية المدنية والقوات المسلحة لإخماده، فحجم الخسائر البشرية والمادية لم يحصَ حتى الآن نظراً لضخامته.
وشدد اللواء جمال عبد المنعم مدير الحماية المدنية الأسبق بالجيزة، على أن هذه المنطة بها مسببات الحريق العنيف والشديد، نظراً للنشاط التجارى الكبيرى والتكدس السكانى، بالإضافة إلى المخازن الكثيرة والكم الهائل من المنتجات القابلة للاشتعال التى تعج بها مناطق العتبة.
وأضاف عبد المنعم، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى" أن الشوارع الضيقة وحجم الإشغالات بها، سَبَّبَ عائقًا أمام جهود الحماية المدنية، مطالبًا بضرورة رفع الوعى لدى المجتمع المصرى، وبالأخص فى المناطق التجارية والصناعية.
وناشد اللواء جمال عبد المنعم، المسؤولين بضرورة نقل المحال والورش التجارية من منطقة العتبة إلى أطراف المدن الجديدة تدريجيًا، بعد تخصيص أسواق مخصصة لها بكامل المرافق جميع اشترطات الحماية المدنية.
وطالب ببناء منطقة تسوق على أطراف مدينة العبور أو الشيخ زايد مرفقة بالكامل، ومقسمة لكل منتج على حده، مع توفير وسائل نقل لها، وبعد ذلك نقل هؤلاء التجار وأصحاب الورش والمحال إليها تدريجيًا سوف تستفيد الدولة والمواطن.
وقال: "القاهرة الفاطمية من منطقة الأزهر، والحسين، والغورية، مخنوقة بهذه التجارة، والمعالم الأثرية بها شبه مدفونة وغير مستغلة، وفى حال رفع كل هذه الإشغالات مع إجراء عملية ترميم لهذه المبانى الأثرية، سوف تظهر بثوب يجذب السائح الأجنبى قبل المواطن المصرى".
وأكد عبد المنعم، أن الدولة سوف تستفيد من السياحة، والمواطن سوف يشعر بالعمق التاريخى المتنوع لهذه المنطقة، بالإضافة إلى أن التجار وأصحاب المحال سوف يشعرون بعد نقلهم براحة البال، وعدم الخوف من نشوب حرائق أخرى.
حريق العتبة
