السبت، 18 مايو 2024 01:59 ص

قصة حياة أوباما لندن.. صادق خان المسلم ابن سائق الأتوبيس الذى أصبح عمدة عاصمة الضباب

قصة حياة أوباما لندن.. صادق خان المسلم ابن سائق الأتوبيس الذى أصبح عمدة عاصمة الضباب صادق خان
السبت، 07 مايو 2016 07:51 م
كتب محمد الحكيم
صادق خان العمدة المسلم الجديد لعاصمة الضباب لندن، أحدث ضجة فى العالم الغربى بعدما تغلب على منافسه اليهودى من حزب المحافظين زاك جولدسميث وفاز بالمنصب

"برلماني" تتبع قصة حياته، وفق ما أدلى به لمجلة "بيزنس انسايدر" الدولية، وبعض المواقع الإنجليزية، ويقدم لكم حديثه عن نفسه نصًا فى التقرير التالي.

صادق خان نشأ فى مسكن يأوى المهاجرين لأب سائق للحافلات العامة

صادق خان (1)

صادق خان مع أسرته فى عمر سنتين


قال صادق خان: " قصة عائلتى هى قصة لندن، والداى كانا مهاجرين من باكستان إلى تلك المدينة العظيمة، وأبى كان يعمل قائدا للحافلات العامة لأكثر من 25 عامًا، وأمى كانت خياطة بالقطعة تساعده على مصاريف العائلة".

الطفل الخامس لأبيه. درس فى جامعة أرنيست بيفين بمقاطعة توتينغ، حيث أصبح فيما بعد عضوا برلمانيا بها منذ عام 2005

صادق خان (2)

صادق خان (فى الوسط) بالمدرسة


وأضاف: "التحقنا جميعًا أنا وأخوتى بالمدارس المحلية المختلفة، وكان المعلمون يشجعونا على العمل الجاد، لذلك جميعنا التحقنا بجامعات".
ولم يتخل صادق خان عن منصبه بوصفه نائب برلمانى حتى بعدما أصبح عمدة مدينة الضباب.

التحق صادق خان بكلية المحاماة جامعة نورث لندن ( التى أصبحت الآن جامعة لندن ميتروبوليتان) بعدما استبعدته الجامعة من دراسة طب الأسنان.

صادق خان (3)

صادق خان فى الجامعة


ادخر صادق خان مالًا جيدًا لإقامته مع أسرته حتى سن الرابعة والعشرين، وقال: "ظللت مقيمًا مع والدى وأمى حتى بعدما تخرجت من كلية المحاماة وأصبحت متدربًا، مدخرًا بعض الأموال إلى أن تزوجت واشتريت مسكنًا لى بالرهن العقارى، وعمرى 25 عامًا".
أصبح خان محامى مدافعًا عن حقوق الإنسان، حينما بلغ السابعة والعشرين من عمره، ولاقى احترامًا كبيرًا من المحامين الكبار.

عمل خان كمحامى مدافع عن حقوق الإنسان جعله يعمل مع حزب المحافظين

صادق خان (4)

صادق خان أثناء عمله بالمحاماة


أحد موكلى خان كان الزعيم الإسلامى القومى لويس فرخان، الذى وصف الشعب اليهودى بـ "مصاصى الدماء"، وذوات البشرة البيضاء بـ "الشياطين"، ووصف هتلر أيضًا بالرجل العظيم، وفقًا لـ "سكاى نيوز".

أضاف خان: "بعض الموكلين بصراحة لم يكونوا لطفاء، بل كانت شخصيات بغيضة، وأحد الأمور العظيمة فى هذه الدولة أننا وضعنا قانونًا نحتكم إليه، وننفذ واجباته بالكامل، بالتالى لكل إنسان حقوقه ومسؤولياته".
2003 كان عامًا فاصلًا فى حياة صادق خان حينما قرر العمل فى السياسة بعدما كان نائبًا فقط فى مقاطعة توتينغ.

صادق خان (5)

صادق خان أثناء حملته الانتخابية


كشف صادق خان لـ "بيزنس انسايدر" أسباب ابتعاده عن عمله فى المحاماة ودخوله السياسية قائلًا: "أرى الأمر كالتالى لو أنا محظوظ ويمكننى علاج قضية بعينها سأقوم بصناعة القرار الذى يؤدى إلى تحسين جودة الحياة لجميع موكلى ليس واحدً فقط بل عشرات ومئات، لكن إذا كنت نائبا بالبرلمان سأضع تشريع يؤثر على حياة ملايين من البشر".

فى عام 2005 أصبح خان عضوا فى مجلس العموم البريطانى عن حزب العمال ممثلا لمنطقة توتينغ، وكان من بين خمسة نواب ينتمون لأقليات عرقية انتخبوا ذلك العام.

وبعد تولى غرودون براون منصب رئاسة الوزارء عام 2007، تولى خان منصب مستشار الحكومة فى البرلمان، ثم وزير دولة لشؤون المجتمعات.
وفى عام 2009 تولى خان منصب وزير النقل والمواصلات، وأصبح أول مسلم ينضم لمجلس الوزراء.
النائب خان استطاع أن يرسخ له مكانة بارزة فى الحياة البرلمانية البريطانية عام 2010 حينما كان العقل المدبر لحملاته الانتخابية إد ميليباند الذى فاز على أخيه ديفيد.

صادق خان (6)

صادق خان اثناء حملته الانتخابية


دعم صادق خان، جيمى كوربيون لزعامة حزب العمال عام 2015، لكنه فيما بعد نأى بنفسه بعيدا عن زعيم الحزب اليسارى.
على الرغم أن خان رشح كوربيون لقيادة حزب العمال، إلا أنه يقول إنه فعل ذلك من أجل توسيع النقاش، مع عدم توقع واقعى أن المعارضة داخل الحزب ستفوز برئاسة الحزب.

ومنذ أن أصبح كوربيون زعيمًا للحزب، نأى خان بنفسه عن العمل معه قائلًا: "لن أخاف لو عملت مع جيرمى كوربيون".

الآن أصبح عمدة خان سيقوم بالتركيز على قضايا الإسكان رخيص الثمن.

وفقًا لما أعلنه صادق خان فإن أهم أولوياته هى توفير إسكان رخيص الثمن للمواطنين البريطانين فى لندن، والمقيمين أيضًا، ويخطط أيضًا إلى رفع الرواتب للمساعدة على حل أزمة الاسكان.

تعهد خان بتوفير وسائل النقل العامة فى المدينة بالمجان لمدة أربعة سنوات، وبغض النظر عن برنامجه الانتخابى فإنه سيكون تحديًا كبيرًا له لتمرير سياساته أمام حكومة المحافظين الخصم الرئيس لحزب العمال، ومع ذلك من المتوقع نجاح، حتى إنه قد يكون بديلًا جيدًا لجيرمى كوربين، كزعيم جديد لحزب العمال.

ويمكن فى يوم من الأيام أن يصبح رئيسًا للوزراء.

print