الجمعة، 07 نوفمبر 2025 09:43 م

فوضى جوية غير مسبوقة تضرب الولايات المتحدة.. ماذا يحدث فى مطارات أمريكا؟

فوضى جوية غير مسبوقة تضرب الولايات المتحدة.. ماذا يحدث فى مطارات أمريكا؟ مطار واشنطن - صورة أرشيفية
الجمعة، 07 نوفمبر 2025 07:00 م
محمد جمال
تعيش المطارات الأمريكية حالة شلل واسعة بعد قرار إدارة الطيران الفيدرالية خفض عدد الرحلات الجوية في 40 مطاراً رئيسياً بسبب استمرار الإغلاق الحكومى، الذى تحول إلى الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وأربك هذا القرار المفاجئ شركات الطيران وأشعل موجة من الإلغاءات، قبل أسابيع قليلة من موسم العطلات، في وقت يترقب فيه ملايين الأمريكيين مصير رحلاتهم.
 
انخفاض تدريجى فى الرحلات فى أمريكا وتأثير متصاعد
 
أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية بدء خفض الرحلات بنسبة 4% اعتباراً من الجمعة، مع توقع وصول النسبة إلى 10% خلال أسبوع واحد في حال استمرار الأزمة، وأوضحت الإدارة أن الإجراء يهدف إلى الحفاظ على سلامة النظام الجوي، في ظل الضغوط الكبيرة الناتجة عن نقص الموظفين وعدم صرف رواتب آلاف العاملين في القطاعات الفيدرالية.
 
شركات الطيران الكبرى تتخذ إجراءات استباقية بسبب الإغلاق الحكومى
 
سارعت شركات الطيران الأربع الكبرى فى الولايات المتحدة — “دلتا”، و“يونايتد”، و“أميركان”، و“ساوث ويست” — إلى إلغاء مئات الرحلات لتقليل الفوضى المحتملة، فقامت شركة “دلتا” ألغت نحو 170 رحلة، فيما قررت “يونايتد” إلغاء قرابة 200 رحلة تمثل 4% من جدولها اليومي. أما “أمريكان إيرلاينز” فقلصت رحلاتها بـ220 رحلة يومياً على الأقل.
 
وأكدت الشركات أن الإلغاءات ستكون مؤقتة، لكنها قد تمتد إلى مئات المطارات الإقليمية الصغيرة المتصلة بالمدن الكبرى المتأثرة بالقرار.
 
مطارات كبرى على قائمة التخفيضات
 
تشمل خطة إدارة الطيران الفيدرالية مطارات رئيسية مثل جون إف. كينيدي، ولاجوارديا، ونيوارك في نيويورك، إضافة إلى مطارات شيكاغو، أتلانتا، دالاس، ميامى، ولوس أنجلوس، كما تأثرت مطارات الساحل الغربي مثل سان فرانسيسكو وسياتل، وصولاً إلى هاواى وألاسكا، ما يجعل نطاق الأزمة وطنياً بكل معنى الكلمة.
 
نصائح وتحذيرات للمسافرين
 
نصحت شركات الطيران الركاب الذين ينوون السفر خلال الأيام المقبلة بحجز تذاكر بديلة أو تعديل مواعيدهم لتجنب الوقوع في فوضى الإلغاءات، ودعا الرئيس التنفيذي لشركة فرونتير إيرلاينز دعا المسافرين إلى شراء تذاكر قابلة للاسترداد أو التعديل، مؤكداً أن احتمال تأجيل الرحلات أو إلغائها “مرتفع جداً”، كما منحت الشركات إعفاءات خاصة للركاب تتيح تعديل الحجز دون رسوم إضافية، في خطوة تهدف لامتصاص الغضب الشعبي المتوقع.
 
الإغلاق الحكومي.. السبب الجذرى للأزمة
 
بدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر، ما أدى إلى توقف رواتب عدد كبير من الموظفين الفيدراليين، بمن فيهم مراقبو الحركة الجوية وعناصر أمن المطارات، وأكد رئيس اتحاد مراقبي الحركة الجوية، نِك دانييلز،  أن “الاستقالات اليومية تُفاقم الأزمة”، مشيراً إلى أن عدد المراقبين العاملين حالياً أقل بنحو 400 شخص مقارنة بإغلاق 2019، ووفق تحليل لشبكة CNN، تم تسجيل أكثر من 450 حالة نقص في الكوادر داخل منشآت إدارة الطيران منذ بداية الأزمة.
 
السلامة أولاً رغم التحديات
 
ورغم حالة الارتباك، تؤكد السلطات الفيدرالية أن تقليص الرحلات إجراء ضروري للحفاظ على سلامة الطيران.
رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل، جينيفر هومندي، وصفت القرار بأنه “إدارة واقعية للمخاطر”، مشددة على أن ساعات العمل الطويلة ونقص الكوادر يمكن أن يؤديا إلى أخطاء كارثية إن لم تُتخذ هذه الخطوات.
 
أزمة مؤقتة أم بداية انهيار أوسع؟
 
مع تصاعد الضغط الشعبي والسياسي، يترقب الأمريكيون ما إذا كانت الأزمة ستُحل قريباً، أم أن الإغلاق الحكومي سيقود إلى شلل أوسع في قطاع الطيران والمواصلات، أحد أهم أعمدة الاقتصاد الأمريكى، وفي الوقت الذي تزداد فيه الإلغاءات، يبدو أن السؤال الأهم الآن هو: إلى متى ستبقى السماء الأميركية مزدحمة بالاضطرابات بدل الطائرات؟

الأكثر قراءة



print