الجمعة، 19 أبريل 2024 11:55 ص

أفريقيا بعد مرور عشرين عام على الحرب العالمية على الإرهاب.. ماذا يحدث في القارة السمراء؟

أفريقيا بعد مرور عشرين عام على الحرب العالمية على الإرهاب.. ماذا يحدث في القارة السمراء؟
الجمعة، 24 ديسمبر 2021 04:00 م

 

شهدت الأقاليم الأفريقية جنوب الصحراء تحولات خطيرة خلال عام 2021، في ظل تصاعد أنشطة التنظيمات الإرهابية المبايعة لتنظيم داعش، مع تزايد هائل في أعداد الضحايا، ودخول أقاليم ودول جديدة دائرة المتأثرين والمتضررين بالإرهاب، وطرحت هذه التحولات العديد من التساؤلات حول موقع القارة الأفريقية من أنشطة التنظيمات الإرهابية الدولية؟ ولماذا أصبحت القارة الأفريقية من أكثر المناطق تأثرا بانتشار الإرهاب على الرغم من مرور عشرين عامًا على انطلاق الحرب العالمية التي قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإرهاب منذ عام 2001 ؟ وفي هذا التوقيت كانت أقاليم القارة الأفريقية جنوب الصحراء الأربعة لا تشهد إلا تحركات من جماعات معارضة اعتمدت على أعمال وحشية لمواجهة الحكومات؛ مثل حركة جيش الرب للمقاومة، أو هجمات تزعمتها عناصر من خارج القارة واستهدفت مصالح غربية؛ مثل الهجومين المتزامنين على السفارتين الأمريكيتين في دار السلام ونيروبي عام 1998.

وأجابت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية والمختص بالشئون الأفريقية عن ما الذي حصدته القارة الأفريقية من الحرب العالمية على الإرهاب، وهل استفادت دولها من دخول الأقاليم الأفريقية ضمن الخرائط الدولية لمكافحة الإرهاب، مؤكدة الدراسة أن محاولة البحث عن إجابات على هذه التساؤلات التي أصبحت ملحة في ظل نجاح تنظيم طالبان في الوصول إلى السلطة وعقد اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يشكك في الروايات الغربية والأمريكية تحديدًا حول طبيعة التهديدات الإرهابية الدولية، وكذلك الكتابات وتصريحات المسئولين الغربيين التي انتشرت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي حملت تحذيرات ومخاوف من تحول الكثير من أراضي أفريقيا إلى ملاذات آمنة للعناصر الإرهابية.

حالة الإرهاب في منطقة الساحل

على الرغم من أن عام 2021 شهد مقتل العديد من قادة الجماعات الإرهابية، وخاصة في ولاية غرب أفريقيا، حيث قتل أبوبكر شيكاو زعيم بوكو حرام في شهر مايو في معارك مع فصيل أبومصعب البرناوي، وتمكنت القوات الفرنسية من قتل عدنان أبوالوليد الصحراوى زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى في سبتمبر، وتبعه مقتل أبومصعب البرناوي على أيدي الجيش النيجيري في أكتوبر 2021، وما أحدثته هذه التطورات من ارتباك لدى التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل وإقليم غرب أفريقيا، وخاصة تنظيم داعش الذي ينتمي إليه هؤلاء القادة، إلا أن العمليات التي شهدتها هذه المناطق كانت في تصاعد ملحوظ وخلّفت أعدادا كبيرة من الضحايا.

ويُظهر مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يقيس الحوادث الإرهابية في جميع أنحاء العالم، أن الوفيات المرتبطة بالهجمات الإرهابية انخفضت بنسبة 59٪ بين عامي 2014 و2019 -إلى ما مجموعه 13826- مع ارتباط معظمها بالدول التي تشهد تمردات جهادية. ومع ذلك في العديد من الأماكن في جميع أنحاء أفريقيا، ارتفعت الوفيات بشكل كبير.

ومن الناحية الجغرافية تركزت هجمات التنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا على المناطق القريبة من الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وحول بحيرة تشاد والشمال الشرقي من نيجيريا، فقد استهدف الإرهابيون المدنيين بصورة رئيسية وكذلك الجنود، لكن الضحايا من المدنيين أكبر بكثير، مما يشير إلى تصاعد في اتجاهات التطرف في هذه المناطق، كما تصاعدت الهجمات منذ أغسطس 2021.

مستقبل الإرهاب في أفريقيا

تطرح تطورات ظاهرة الإرهاب في أفريقيا بُعْدَيْنِ رئيسين يمكن إعادة التفكير فيهما للوصول إلى معالجة لهذه الظاهرة في البيئة الأفريقية، فمن ناحية، وعلى الرغم من التصاعد المذهل للعمليات الإرهابية إلا أن التنظيمات الإرهابية في القارة لم تنجح حتى الآن في السيطرة على دولة مثلما شهدت أفغانستان (إن جاز التعبير)، فلم تصل أي من هذه التنظيمات للعاصمة كما لم تؤد إلى انهيار الدولة، فحركة شباب المجاهدين والتي تعد من الحركات التي لها تاريخ طويل منذ بزوغها لحركة مقاومة للوجود الإثيوبي في عام 2007، اقتربت من السيطرة على العاصمة مقديشيو في عام 2011 إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، وكذلك التنظيمات الإرهابية في شمال مالي لم تنجح في عام 2012 في الوصول إلى العاصمة.

وتعمل غالبية التنظيمات الإرهابية في أطراف الدول وعلى الحدود، كما لا تمتلك التنظيمات الإرهابية في أفريقيا العمل على المستوى العالمي مثل تنظيم القاعدة أو داعش بل هذه التنظيمات تنحصر تأثيراتها وأنشطتها على السكان المحليين فهي نِشأت من ظروف محلية سيئة وتوجه نشاطها وعملياتها للحكومات والشعوب المحلية.

 


الأكثر قراءة



print