الأحد، 09 يونيو 2024 04:12 م

"الساحر" محمود عبد العزيز عبقرية وبراعة الأدوار المتناقضة

"الساحر" محمود عبد العزيز عبقرية وبراعة الأدوار المتناقضة الفنان محمود عبد العزيز
السبت، 12 نوفمبر 2016 10:55 م
مدحت صفوت
"حبيبى أنت يا فيلسوف"، هكذا غنت السندريلا سعاد حسنى فى فيلم المتوحشة "1979"، للفنان القدير محمود عبد العزيز، الذى رحل عن عالمنا مساء اليوم السبت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز سبعين عامًا.

منذ أيام، وعلى مقهى بوسط البلد، كنّا وأصدقاء الكتابة نتذكر فنانى مصر الذين بدأوا فى حقبة السبعينيات، أمثال نور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكى، وغيرهم، توقفنا كثيرًا أمام الساحر "الشيخ حسنى"، الذى بدأ التمثيل كـ"جان" يؤدى أدوار الشاب الوسيم، الذى تغرم به الفتيات أو بطلة الفيلم، ثم تطورت أدواته بسرعة، ويبدو أكثر نضجًا مع المخرج الراحل عاطف الطيب فى درة أعماله "البرىء" 1986، بعد أن برع فى أداء كوميدى مع محمود أبو زيد فى "الكيف"، وقبله فى أعمال الشقة من حق الزوجة، وأدائه لدورين متناقضين فى "إعدام ميت"، لينال حقًا لقب فيلسوف الأداء الاستخباراتى.

ومع اتفاقنا مع الرأى الكاسح على عبقريته الفنية فى فيلم "الكيت كات" للمخرج داود عبد السيد 1991، لكننا نتوقف هنا أمام عملين للساحر، الأول سينمائى "إعدام ميت" والآخر درامى "رأفت الهجان".

ويشكّل «إعدام ميت» «فرصة سعيدة» لاجتماع ثلاثة خبراء فى «دراما الجاسوسية» المصرية. المخرج على عبد الخالق (من مواليد القاهرة 1944 ــ «بئر الخيانة» عام 1987، «الكافير» عام 1999) النجم محمود عبد العزيز، الذى لعب ضابط الاستخبارات فى «فخ الجواسيس» (1992 ــ إخراج أشرف فهمي)، ورجلها الأشهر فى ثلاثية «رأفت الهجان» ليحيى العلمى عن سيناريو صالح مرسى

ويذكر الناقد الفنى اللبنانى على وجيه أن السيناريست إبراهيم مسعود الذى عمل مع عبد الخالق فى فيلمَيْه المذكورين، إضافةً إلى آخرين فى عناوين مثل «فخ الجواسيس»، ومسلسل «الثعلب» (1993 ــ إخراج أحمد خضر)، مسعود نفسه خبر العمل فى الاستخبارات العامة لسنوات، كما ماهر عبد الحميد الذى كانت له تجربة فى الإيقاع بشبكة تجسّس إسرائيلية خطيرة.

وفى فيلم «إعدام ميت»، يضطلع محمود عبد العزيز بدورين متناقضين: ضابط الاستخبارات المصرية «عز الدين»، والجاسوس «منصور مساعد الطوبى»، الخائن الحقيقى يحمل اسم «سليمان ترابين»، وهو والد جاسوس آخر «عودة»، اعتقلته الاستخبارات المصريّة عام 1999، الشبه الشكلى بينهما يلهم الضابط المحنّك «محيى الدين» (فريد شوقى)، للقيام بعملية استبدال، إثر القبض على الجاسوس والحكم عليه بالإعدام، الأخير لا يجد بديلاً من التعاون لإنقاذ نفسه الهدف هو مفاعل ديمونة الغامض، لمعرفة حقيقة القنبلة الذريّة الإسرائيلية، قبل حرب أكتوبر.

وينغمس الضابط ينغمس فى عملية «الإحلال»، حتى أنّه يخضع لعملية قطع أحد أصابع قدمه يعبر إلى جنوب سيناء، لتبدأ لعبة شدّ حبال متلفة للأعصاب يراقص أبوه البدوى التقليدى (إبراهيم الشامى) وأخته «فاطمة» (ليلى علوى) من جهة، وحبيبته عميلة الموساد «سحر» (بوسى) من جهة ثانية، والأخطر الضابط الإسرائيلى «أبو جودة» (يحيى الفخرانى) فى رأس المثلث الكابوسى.

هنا، يلعب أداء الجميع، خصوصًا عبد العزيز والفخرانى، الدور الأساس فى حمل الفيلم، المتواضع فنيًا، والذى يحتفى بالإخراج والتقنيّة إلى حدّ معقول، وأكسبته موسيقى عمر خيرت بعدًا تاثيريًا كبيرًا.

وبعد عامين من فيلم إعدام ميت، أى عام 1987 يبدأ محمود عبد العزيز فى حى الورديان غرب الإسكندرية عام 1946، مشوارًا جديدًا مع أعمال الجاسوسية، ليجسد «رأفت الهجّان» الاسم الفنّى لرفعت الجمّال، الجاسوس المصرى الشهير، والذى صدره منفذوه بعبارة «من ملفّات المخابرات العامة المصرية»، ليبقى فى الذاكرة المسلسل بموسيقى تتره الشهيرة التى ألفها الموسيقار الراحل عمار الشريعى.


الأكثر قراءة



print