السبت، 20 أبريل 2024 12:39 ص

نص كلمة رئيس لجنة الرياضة بالبرلمان بمؤتمر الشباب حول "شغب الملاعب وعودة الجماهير"

نص كلمة رئيس لجنة الرياضة بالبرلمان بمؤتمر الشباب حول "شغب الملاعب وعودة الجماهير"  محمد فرج عامر عضو مجلس النواب
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 04:37 م
كتب محمود حسين
يلقى المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، كلمة فى فعاليات اليوم الثالث لمؤتمر الشباب المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول شغب الملاعب وحلول عودة الجماهير للملاعب مرة أخرى.

وينشر "برلمانى" نص كلمة رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان خلال فعاليات مؤتمر الشباب، والتى جاءت كالتالى:

رئيس الجلسة
السادة الحضور الكرام ,,,

أود فى بداية كلمتى أن أعرب لكم عن سعادتى الغامرة بالمشاركة فى فعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، والذى يأتى انعقاده للمرة الأولى تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى, ذلك المؤتمر الذى يأتى تتويجًا لحرص القيادة السياسية على الاهتمام بالشباب ومشاركته فى كل مناحى الحياة، والذى بدأ منذ إعلان سيادته عام 2016 عامًا للشباب، وما تلى هذا الإعلان من خطوات فعلية تم اتخاذها فى هذا الشأن منها إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ومبادرة سيادته نحو توفير 200 مليار جنيه لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة بفائدة 5%، وكذلك تمثيل الشباب بنسبة 52% ضمن تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، فضلاً عن توجيه سيادته للحكومة بالتوسع فى تمكين الشباب لتولى وظائف قيادية كمعاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين، وتخصيص 25% من الأراضى المطروحة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان للشباب بنظام حق التمليك.

كما يأتى هذا المؤتمر تجسيدًا لتوجيهات القيادة السياسية بفتح حوار عميق وشفاف وإيجابى مع الشباب بعد سنوات من المقاطعة، والتى أدت لانحراف شريحة منهم وسقوطهم فريسة سهلة للتطرف والإرهاب، وذلك بسبب إهمال الدولة لهذا القطاع العريض خلال العهود السابقة وعدم إعارة قضاياه ومشكلاته أى اهتمام.

ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة لما يبذله من جهود واضحة فى مجال الأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية، والتى جاءت تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة الاهتمام بالشباب ورعايته وفتح المجال أمامه للمشاركة وتفعيل دوره فى المجتمع.

تناول جلسة اليوم محورًا فى غاية الأهمية وهو "دراسة مسببات العنف و الشغب فى الملاعب المصرية وسبل مواجهتها"، حيث بات الشغب الرياضى فى ملاعبنا من القضايا بالغة الخطورة التى تخطت حدودها أسوار الملعب وصولاً إلى إزهاق الأرواح ووقوع الضحايا انتهاءً بتهديد الأمن القومى للبلاد بشكل واضح.

شغب الملاعب أزمة يجب أن نتجاوزها خلال الفترة المقبلة، لأن مصر فى مرحلة بناء وتلك القضية تؤثر بشكل واضح على سمعة مصر أمام العالم، كما تؤثر على عدة ملفات غير رياضية أخرى كملف الاستثمار وتعطى انطباعًا وصورة خارجية عن الوضع الأمنى فى مصر، وهو ما يجعل المستثمر يفكر ألف مرة قبل أن يخوض التجربة فى مصر، كذلك يرتبط هذا الأمر ارتباطًا وثيقًا بمورد السياحة الذى يحتاج للانتعاش مرة أخرى من خلال إعادة تحسين الصورة عن مصر والتى تظهر واضحة للعالم من خلال مدرجات مباريات كرة القدم خاصة وهى اللعبة التى يشاهدها الملايين حول العالم باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى عالميًا.

لذلك لا بد من إعادة النظر فى أبعاد هذه المسألة وإعادة تنظيم قواعد الرياضة فى مصر، كما أن العمل بمبدأ الثواب والعقاب وتغليظ العقوبات على كل المخطئين سيمنع تكرار هذه الأخطاء.

وقد ارتبطت ظاهرة الشغب الرياضى فى الملاعب المصرية بظهور روابط مشجعى الأندية "الأولتراس"، تلك الروابط التى أُنشئت من أجل هدف نبيل ألا وهو تشجيع أنديتهم والوقوف إلى جانبها، وعلى الرغم من البدايات المبشرة لتلك الروابط إلا أنها سرعان ما تحولت عقب ثورة يناير إلى كابوس يهدد الرياضة نفسها بدلاً من دعمها، ومرت هذه الظاهرة بثلاث مراحل:

الأولى، تمثلت فى اعتداء المشجعين على اللاعبين والحكام، واتخذت الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعى الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة وهى الأكثر خطورة حيث نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلى الشوارع، فصارت ميادين الرياضة ساحات للقتال بدلاً من المنافسة نتيجة انتهاج بعض من هذه المجموعات لمبدأ العنف, مما نتج عنه وقوع العديد من الضحايا مثل ما حدث فى ( مذبحة بورسعيد – أحداث ستاد الدفاع الجوى)، وتدهور حال الرياضة فى مصر وحرمان الجماهير من متابعة المباريات فى المدرجات.

وفى هذا الصدد لا أنسى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى روابط الألتراس للحوار العقلانى والمتحضر بعيداً عن الإسفاف والفوضى انطلاقاً من سياسة الاحتواء وفكرة دمج فئات المجتمع المختلفة، غير أن هذه المبادرة أصابها الجمود نظراً لاختلاف الآراء حولها ما بين مؤيد ومعارض.

وعند تناول ظاهرة الشغب الرياضى لابد وأن نتطرق للحديث عن المسببات الرئيسية لتلك الأزمة، فلهذه الأزمة أبعاد أخرى ويتحمل مسؤوليتها عناصر أخرى فى المنظومة الرياضية وليست الجماهير وحدها من تتسبب فى الشغب كما يتصور البعض، بل أن بعض عناصر اللعبة اشتركت فى تعقيد هذه القضية، فنجد بعض تصرفات الإداريين فى الأندية واللاعبين والحكام فى المباريات تؤدى إلى شحن الجماهير المتعصبة، كما أن الإعلام الرياضى قد يؤثر بالسلب على الروح الرياضية والتنافسية ونشر روح التعصب بين الجماهير، فاليوم أصبحنا نجد انفلاتا تنظيميا وأخلاقيًا فى الملاعب ووجدنا ظواهر غريبة علينا فى مجتمعنا المصرى.

لم تكن لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بمعزل عن الأحداث بل ناقشت قضية شغب الملاعب لبحث أسبابها وسبل علاجها عبر عدة اجتماعات عقدتها لهذا الغرض, حضرها كافة المعنيين بتلك الأزمة ( وزارة الشباب والرياضة – وزارة الداخلية – ممثلى الأندية الجماهيرية – الإعلاميين الرياضيين ),

كما اقترحت لجنة الشباب والرياضة خلال مناقشات اجتماعاتها عدة حلول لعلاج الأزمة، من بينها:

- الاتفاق على ضرورة إصدار قانون لمكافحة شغب الملاعب يتضمن تشديد العقوبات على كل من يخرج عن إطار التشجيع الرياضى المتعارف عليه.

- تنفيذ اشتراطات النيابة العامة التى أصدرتها عقب مذبحة استاد بورسعيد فيما يتعلق بتأمين الملاعب الرياضية.

- تكثيف التوعية الإعلامية من قبل وسائل الإعلام بشأن التشجيع والسلوك الرياضى القويم من خلال تقديم برامج توعية موجهة للشباب ونشر الوعى بينهم.

- تفعيل الدور الأسرى للحد من ظاهرة شغب الملاعب والتعاون مع الهيئات الدينية لإرشاد الشباب فى المساجد والمناسبات الدينية، إضافة إلى البحث عن سبل لامتصاص حماس الشباب بإنشاء الأماكن الترفيهية الشبابية، وتقديم رسائل غير مباشرة تخاطب الشباب وتحثهم على السلوكيات الحسنة وتبين لهم أخطار التجاوزات على أنفسهم.

وأود الإشارة فى هذا الصدد إلى أننى قد تقدمت للجنة بمقترحات لعلاج تلك الأزمة من بينها تطبيق مبادرة "شجع" وهى عبارة عن تخصيص "كارت ذكى" شبيه بكروت السلع التموينية تُسجل عليه بيانات المشجع، ويتم شراؤه مرة واحدة نظير مقابل رمزى بحد أقصى جنيهان، ومن خلاله يستطيع المواطن أن يحصل على تذاكر المباريات عن طريق شحن قيمة التذكرة على الكارت، بحيث يوفر ذلك الكارت للقائمين على تنظيم المباريات بيانات كل المشجعين بما يساعد على الحد من الشغب وضبط عملية دخول وخروج الجماهير من الملاعب، بالإضافة إلى مراقبة المدرجات بالكاميرات لرصد أى حالات شغب بين المشجعين، وهذا المقترح ليس بجديد فى عالم كرة القدم بل يجرى تطبيقه فى ألمانيا وبريطانيا.

كما أن إقرار القانون الجديد للرياضة يعد بمثابة خطوة هامة نحو محاربة شغب الملاعب، إلا أنه بالإضافة إلى هذا القانون يجب على الجميع تحمل مسؤوليته حتى نستطيع أن نعود بالجماهير إلى المدرجات فى أسرع وقت ممكن، لأن عودة الجماهير دون مظاهر الشغب ستصب فى المصلحة العامة للبلاد.


السيد / رئيس الجلسة
السادة الحضور الكرام ,,,
إن علينا جميعا مسؤولية وواجب اجتماعى نحو الاهتمام بالشباب وبمشكلاته وقضاياه المختلفة وقدراته، وهو الأمر الذى يمكن أن يتحقق عن طريق حملات التوعية التى يقودها الشباب نفسه بحيث تمكنه من إظهار قيمه وأفكاره وقدرته على المساهمة فى تنمية المجتمع، كذلك عن طريق الفعاليات والأنشطة التى تؤكد هذه الصورة وتبرزها.

وإننى أرى أن الفاعلية التى نحضرها اليوم تأتى فى هذا الإطار بما توفره من نافذة يستطيع الشباب من خلالها أن يعبر عن حبه وتقديره لهذا الوطن واعتزازه بالانتماء إليه، كما أنها تعطى الفرصة للشباب كى يكون قدوة لغيرهم بتشجيعهم وضمهم للفعاليات والأنشطة المماثلة بما يرفع وعيهم ويوسع مداركهم، ويعزز مساهمتهم فى تطوير مجتمعهم ونهضته.

أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لكم كل التوفيق ولبلدنا الحبيب مصر الرخاء والتنمية والازدهار.


print