الأحد، 28 ديسمبر 2025 08:17 م

الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية: من الحشد الكمي إلى التصويت التحصيلي… لحظة الفرز الحقيقي للقواعد الانتخابية

الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية: من الحشد الكمي إلى التصويت التحصيلي… لحظة الفرز الحقيقي للقواعد الانتخابية أرشيفية
الأحد، 28 ديسمبر 2025 05:00 م
كتبت أمنية جلال
رصد متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، خلال دخول جولة الإعادة يومها الثاني والأخير في الدوائر الملغاة بقرار من الهيئة الوطنية للانتخابات، انتقل المشهد الانتخابي من مرحلة استعراض القوة العددية إلى مرحلة الحسابات الدقيقة للعائد التصويتي، وهو تحول طبيعي يعكس اقتراب لحظة الحسم وتبلور موازين القوى على الأرض.
وأظهرت المتابعات الميدانية للائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، في الدوائر الساخنة – وعلى رأسها أبو حمص بلجنة رقم (54)، بمدرسه قناوى للتعليم الأساسي، الفتح بلجنة رقم (82)، بمدرسة الفتح الابتدائية، طهطا بلجنة رقم (65)، بمدرسة نزلة عمارة الابتدائية الجديدة، أخميم بلجنة رقم (45)، بمدرسة يوسف الكاشف الابتدائية بنجع سلمان حمد، قوص بلجنة رقم (22)، بمدرسة شنهور الابتدائية، نجع حمادي بلجنة رقم (51)، بمدرسة الشهيد/ عل محمد دياب الاعدادية بالشعانية، الفيوم بلجنة رقم (49)، مدرسة كفور النيل الاعدادية المشتركة – أن حملات المرشحين أعادت ضبط استراتيجياتها بالاعتماد على ما يمكن تسميته بـ الحشد الانتقائي، حيث لم يعد الهدف هو زيادة الكثافات أمام اللجان بقدر ما أصبح ضمان نزول الكتل التصويتية المضمونة التي امتنعت أو ترددت في اليوم الأول.
وسجل المتابعون الائتلاف المصري، بروزًا لافتًا لظاهرة التصويت التحصيلي، خاصة في الدوائر الريفية ومتعددة المقاعد، إذ اتجه جزء معتبر من الناخبين إلى التصويت لصالح المرشح الأقرب للفوز وفق القراءة الواقعية لمشهد اليوم الأول، وليس بالضرورة المرشح المفضل سياسيًا أو عائليًا. ويعكس هذا السلوك حالة من الإرهاق الانتخابي الناتج عن تكرار جولات الإعادة، وما يترتب عليه من تراجع الرغبة في المغامرة التصويتية.
كما رُصد تراجع نسبي في حدة الاستقطاب والتوتر بين أنصار المرشحين مقارنة بالفترات نفسها من اليوم الأول، وهو ما يشير إلى دخول القواعد الجهوية والعائلية في مرحلة الفرز الذهني المبكر، حيث باتت اتجاهات الفوز والخسارة أكثر وضوحًا، بما قلل من فرص الصدام، دون أن يلغي المنافسة المحتدمة على الأصوات المتبقية.
وعلى مستوى أدوات الحشد، استمرت الحملات في استخدام وسائل النقل الفردي الصغيرة – وعلى رأسها "التوكتوك" – باعتبارها الأداة الأكثر فاعلية للالتفاف على القيود المفروضة على النقل الجماعي، في تطور يعكس قدرة الحملات على التكيف السريع مع البيئة التنظيمية والأمنية دون الاصطدام بها.
ويشير الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية إلى أن الساعات التالية ستكون حاسمة في اختبار قدرة كل مرشح على تحويل الشعبية الكامنة إلى أصوات فعلية، لا سيما في الدوائر التي تتسم بتقارب شديد في المؤشرات، مؤكدًا أن ما تشهده هذه الجولة يمثل نموذجًا كاشفًا لتحولات السلوك الانتخابي في البيئات الريفية والجهوية، ويستحق قراءة أعمق عند تقييم النظام الانتخابي وأثره على المشاركة السياسية مستقبلاً.

الأكثر قراءة



print