قال عمرو رضوان، الخبير الاقتصادي والقيادي بحزب الجبهة الوطنية، إن العلاقات بين مصر وروسيا تتمتع بمتانة كبيرة وتستمر منذ أكثر من 80 عاماً، مؤكداً أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تعزيزاً استثنائياً لهذه العلاقات، ما حولها إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.
وأوضح رضوان، أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت عام 1943، مع افتتاح السفارتين في موسكو والقاهرة، وتوجت بأول اتفاقية اقتصادية عام 1948، مشيراً إلى أن هذه الشراكة التاريخية أسست لمرحلة من التعاون المثمر في مجالات الصناعة والطاقة والزراعة والبنية التحتية.
وأشار رضوان، إلى أن أبرز المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين تشمل السد العالي في أسوان، ومصنع الحديد والصلب بحلوان، ومجمع الألومنيوم في نجع حمادي، ومشروع الضبعة النووي للطاقة النووية، مؤكداً أن هذه المشاريع تمثل حجر الزاوية في التعاون الاقتصادي والتنموي بين مصر وروسيا.
وأضاف رضوان، أن الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها عام 2018 لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، تشمل مجالات التجارة والصناعة والاستثمار، ما يعكس التزام البلدين بتعزيز العلاقات الاقتصادية والابتكار في المشروعات المستقبلية.
وبحسب البيانات الرسمية، وصل حجم التجارة بين مصر وروسيا عام 2024 إلى 6.6 مليار دولار، حيث بلغت الصادرات المصرية إلى روسيا 607 ملايين دولار مقارنة بـ524 مليون دولار عام 2023، بزيادة 15.8%، في حين سجلت الواردات المصرية من روسيا 6 مليارات دولار مقابل 5 مليارات دولار عام 2023 بزيادة 19.3%.
وأكد رضوان أن روسيا تظل أكبر مورد للقمح لمصر، إذ صدرت إليها نحو 9 ملايين طن خلال 2024، بالإضافة إلى استثمارات روسية قوية في مصر تشمل 467 شركة تعمل في قطاعات البترول والغاز، ومنطقة صناعية روسية في قناة السويس تُعرف باسم "صن سيتي" بمساحة 2000 هكتار واستثمارات 4.6 مليار دولار، لتكون منصة للشركات الروسية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار إلى أن العلاقات السياسية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين تدعم هذه الشراكة الاقتصادية، لافتاً إلى عودة حركة الطيران الروسي وارتفاع أعداد السياح الروس في 2024 بنسبة 15% لتصل إلى 1.4 مليون زائر، وهو مؤشر إيجابي على قوة الروابط الثنائية واستمرارية التعاون المستقبلي بين البلدين.