كتب محسن البديوى
أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسؤولين بشأن مستجدات إنشاء وتحديث وتشغيل وإدارة الموانئ على مستوى الجمهورية، خطوة مهمة تعكس رؤية استراتيجية شاملة تستهدف تحويل مصر إلى مركز محوري للتجارة العالمية والخدمات اللوجستية في المنطقة.
وقال «الحفناوي»، إن استعراض الرئيس للمخططات العامة لعدد من الموانئ الاستراتيجية، مثل ميناء جرجوب البحري ومنطقته الاقتصادية الخاصة، وميناء أبو قير البحري، ومحطة الصب السائل لتخزين وخلط المنتجات البترولية بميناء شرق بورسعيد، ومارينا الجلالة، وميناء برنيس، يبرز حجم الجهد المبذول لتطوير البنية التحتية البحرية بما يتكامل مع شبكة الطرق والأنفاق والسكك الحديدية التي تم إنجازها خلال السنوات الماضية، مشددا على أن هذا التكامل هو السبيل لتعظيم الاستفادة من الاستثمارات القومية الضخمة التي أُنجزت في وقت قياسي.
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، أن اهتمام الرئيس بمواصلة تطوير الموانئ البحرية يواكب ما تشهده التجارة العالمية من تحولات كبيرة، حيث باتت المنافسة بين الدول قائمة على امتلاك موانئ ذكية قادرة على تقديم خدمات لوجستية متكاملة، وهو ما يدفع مصر بخطوات واثقة نحو تعزيز مكانتها على خريطة النقل البحري العالمي، موضحا أن مصر تمتلك موقعا جغرافيا فريدا يجعلها مؤهلة لتكون نقطة ارتكاز لسلاسل الإمداد العالمية، خاصة في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم في حركة التجارة وسلاسل التوريد.
وأشار «الحفناوي» إلى أن توجيهات الرئيس بجذب أكبر الخطوط الملاحية والمشغلين العالميين تعكس إدراك الدولة لأهمية البعد التنافسي في إدارة الموانئ، بما يسهم في زيادة العوائد الاقتصادية وخلق قيمة مضافة، فضلا عن توفير فرص عمل جديدة للشباب، مؤكدا أن هذا التوجه يتسق مع أهداف الجمهورية الجديدة في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
كما أوضح القيادي بحزب مستقبل وطن أن الاجتماع تطرق أيضا إلى مشروعات النقل والسكك الحديدية، مثل المونوريل والقطار الكهربائي السريع، وهى مشروعات ترتبط ارتباطا وثيقا بالموانئ لأنها تسهل نقل البضائع والركاب وتعزز التكامل بين وسائل النقل المختلفة، معتبرا الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لهذه المشروعات رسالة واضحة على جدية الدولة في إنجاز خططها وفق رؤى مدروسة.
وأكد «الحفناوي»، أن التوسع في إنشاء المناطق الصناعية الجديدة ودعم الصناعات الاستراتيجية مثل الحديد والصلب والأسمنت يعزز من قدرة الدولة على توفير مستلزمات الإنتاج محليًا، ويقلل من فاتورة الاستيراد، وهو ما ينعكس مباشرة على قوة الاقتصاد الوطني ويمنحه القدرة على الصمود أمام التحديات العالمية.
وشدد المهندس ياسر الحفناوي على أن هذه الجهود المتكاملة تؤكد أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تمضي في بناء اقتصاد قوي قائم على التصنيع المحلي وتطوير البنية التحتية وتعزيز قدراتها اللوجستية، وأن ما يحدث الآن يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ قطاع النقل البحري والموانئ، مؤكدا أن هذه التوجيهات تمثل خريطة طريق واضحة لمستقبل قطاع الموانئ المصري، حيث لا تقتصر على إنشاء مرافق جديدة ولكنها تمتد إلى إدارة وتشغيل وصيانة هذه الموانئ بمعايير عالمية، بما يضمن استدامة المشروعات وتعظيم مردودها الاقتصادي والاجتماعي.