كتبت ـ سمر سلامة
أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد ، أن البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، بمشاركة الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، يمثل تحولا نوعيا في آليات المواجهة السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل، ويكشف عن إدراك عربي – إسلامي بخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وقال "الجندي"، إن البيان لم يكتفِ بإدانة التصريحات الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث وضع إطارا متكاملا للموقف العربي – الإسلامي الرافض لأي محاولة لفرض السيطرة بالقوة أو العبث بالحدود والسيادة الوطنية للدول، مشيرا إلى أن هذا الموقف يكتسب قوته من وحدة الصف وتلاقي الإرادة السياسية للدول المشاركة، الأمر الذي يرسل رسالة ردع واضحة لإسرائيل وحلفائها.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن البيان حمل دلالات عميقة على المستويين السياسي والقانوني، أهمها التأكيد على أن الأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي خط أحمر، وأن أي تجاوزات إسرائيلية، سواء عبر مخططات الضم أو الاستيطان في منطقة "E1" أو عبر الاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني، ستقابل بإجراءات جماعية، سياسية ودبلوماسية وربما قانونية، في مواجهة الاحتلال.
وأشار "الجندي"، إلى أن قوة البيان تكمن أيضا في ربطه بين الموقف المبدئي الثابت من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبين الإجراءات العملية لوقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ورفض التهجير القسري أو تغيير الوضع القانوني للأراضي المحتلة، قائلا: "هذا الربط يعكس رؤية استراتيجية واضحة، تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها محور الأمن العربي".
وأكد "الجندي"، أن التحذيرات الواردة في البيان بشأن خطورة النوايا الإسرائيلية للمساس بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، تكشف عن وعي كامل بخطورة المساس بالبعد الديني للقضية، وما قد يترتب عليه من تصعيد لا يمكن التنبؤ بمآلاته، موضحا أن ما يميز هذا البيان عن بيانات الإدانة التقليدية هو أنه جاء مدعوما بمرجعيات قانونية قوية، كقرارات مجلس الأمن والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وهو ما يمنحه ثقلا إضافيا في المحافل الدولية.
وشدد النائب حازم الجندي، على ضرورة ترجمة هذا البيان إلى تحرك دبلوماسي نشط، يشمل بناء تحالفات أوسع مع الدول المؤمنة بالسلام العادل، وتكثيف الجهود الإعلامية لكشف الممارسات الإسرائيلية، بالتوازي مع دعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا، والعمل على إعادة إعمار غزة كجزء من استراتيجية شاملة لإحياء عملية السلام على أسس عادلة ومتوازنة.