شهدت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، المنعقدة اليوم الأحد، مناقشات موسعة حول الدراسة المقدمة من لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن "كليات التربية فى جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول"، والتى تقدمت بها النائبتان هبة مكرم شاروبيم ورشا أحمد مهدي.
وأشاد أعضاء المجلس بمضمون الدراسة، التى وصفوها بأنها جاءت فى توقيت بالغ الأهمية مع ختام دور الآنعقاد، لما تحمله من رؤية واضحة نحو إصلاح التعليم من جذوره، لاسيما فيما يتعلق بإعداد وتأهيل المعلم.
من جانبه، أكد النائب سيد عبد العال، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، أن الدراسة تمثل "صرخة لإعادة فتح ملف التعليم"، مشيداً بتركيزها على المعلم كأولوية قبل مناهج التعليم ذاتها، قائلا ً: "هذا يجعلنى أستحضر قول شيخ التربويين حامد عمار عندما وصف التعليم بأنه ملف سيادى بامتياز، يجب أن يتمتع بالاستقلال الكامل".
وانتقد عبد العال ما وصفه بـ"الشعارات المُضللة" حول أن المسأواة فى فرص التعليم أحد أوجه العدالة الإجتماعية، متسائلا عن آلية ترخيص مهنة المعلم، بقوله: "خريج كلية الطب لا يزأول المهنة دون ترخيص.. فكيف يُسمح لمعلم بممارسة المهنة بمجرد الحصول على شهادة تربوية".
وقال "عبد العال"، إن حديثى ليس معناه انتقاد التعليم الخاص الذى جاء مسعف فى زمن ما، لاسيما فى ظل ما ظهر من تعليم الـ "كتاتيب"، و"الأزهري"
من جهته، أكد النائب محمود سامى الإمام، عن الحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطي، أن أبرز مشكلات التعليم فى مصر منذ السبعينيات هى التركيز على الكم لا الكيف، ما أدى إلى تدنى جودة التعليم، قائلا: الأولوية الكبرى أصبحت تخريج أعداد ضخمة من الطلاب دون النظر إلى جودة المخرجات أو تأهيلهم لسوق العمل".
وأضاف أن تخفيف أعداد المقبولين فى كليات التربية وبعض الكليات الأدبية أصبح ضرورة حتمية، لافتاً إلى أن القيادة السياسية سبق وأكدت هذا التوجه، لافتاً إلى أن العبء على التعليم قبل الجامعى هائل ويؤثر مباشرة على جودة التعليم العالي.
و لفت سامى الإمام إلى أن التحدى الحقيقى لا يكمن فقط فى تأهيل المعلم علميا، بل أيضا فى قدرته على التعامل مع السلوكيات النفسية والاجتماعية للطلاب، لاسيما فى الأرياف حيث تنتشر ظواهر التنمر وضعف الوعى التربوي.
وخلال كلمته، قال النائب حسام الملاح إن الدولة المصرية بكل أجهزتها تولى اهتمامًا غير مسبوق بملف التعليم، لافتاً إلى أن مصر تمر بمرحلة "مخاض" حقيقى لإصلاح المنظومة التعليمية، داعيا إلى دعم هذا التوجه الوطني.
ووجه الملاح الشكر لرئاسة المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، على ما وصفه بـ"الحكمة والعقل"، كما أشاد بأداء الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العإلى والبحث العلمي، قائلاً إنه يقود الوزارة بهدوء وقدرة تُشكر.