الخميس، 02 مايو 2024 02:26 م

النائب عمرو حجاج يثمن الاستجابة لاقتراحه بتدريس الهوية القومية: تعزز انتماء الشباب

النائب عمرو حجاج يثمن الاستجابة لاقتراحه بتدريس الهوية القومية: تعزز انتماء الشباب مجلس الشيوخ
الأربعاء، 08 فبراير 2023 07:00 م
كتبت نورا فخرى
ثمن النائب عمرو حجاج، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس الشيوخ وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين، الإجراءات التي اتخذها وزير التربية والتعليم رضا حجازي، بشأن تدريس مواد الهوية القومية، والتي تأتي استجابة للاقتراح برغبة المقدم منه وجري مناقشته في لجنة التعليم، وسط استجابة برلمانية حكومية، معتبراً إياها خطوة هامة من شأنها الحفاظ على النشء وتعزيز انتماءه بوطنه نفسياً و ذهنيا.

وأشار "حجاج" إلى أن ال‘جراءات التي تم اتخاذها جاء في مقدمتها تكليف وزير التربية والتعليم الإدارات التعليمية بمتابعة تدريس مواد الهوية القومية - وبخاصة اللغة العربية - لطلاب المدارس التي تدرس مناهج ذات طبيعة خاصة (دولية) على أرض مصر، وتولي موجهو مواد الهوية القومية إعداد امتحانات صفوف النقل لتلك المدارس - بدءًا من امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي 22/23على أن يظل إعداد امتحانات مواد الهوية القومية لطلاب الشهادات (المحلية) على مستوى المديرية، و(العامة) على مستوى الجمهورية، كما هو متبع.
 
وشملت الإجراءات، عدم تنفيذ أية أنشطة مدرسية، أو تدريس أية موضوعات تتعارض مع الثقافة المصرية، والهوية الوطنية، مع تعظيم الاحتفالات بالمناسبات الوطنية والأعياد الدينية المصرية، وعدم الانسياق وراء الاحتفال بالأعياد الغربية، التي لا تتوافق مع عادات المجتمع المصري، أو العربي، وكذا الاهتمام بتحية العلم المصري بجميع المدارس، وهو الرمز المعنوي الذي يجمع كل أبناء الشعب الواحد ويرمز إلى قيمة معنوية، تتمثل في الهوية الوطنية، والانتماء للوطن. على جميع الجهات المعنية - كلُّ فيما يخصها - الالتزام بتنفيذ ما ورد من تعليمات بالكتاب.
 
وكانت المذكرة الإيضاحية للاقتراح برغبة المقدم من النائب عمرو عزت حجاج، سلطت الضوء علي أهداف تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين المرجو تحقيقها في مقدمتها أنه يساهم بشكل كبير في تعزيز الانتماء داخل نفوس الطلاب عن طريق الارتباط بمكونات الحضارة المصرية العريقة في مختلف مراحلها، والانتماء عملية تنشأ بتعاقب الزمن، وبتغلغل الفكر بشكل تراكمي مستمر داخل النفس البشرية، ويكون الانسان أكثر إيماناً بالأفكار التي يلقنها وهو صغير. 
 
وأوضح "عزت" أن تدريس مادة الهوية سوف تساعد على تعرف الاجيال الجديدة على كافة مراحل واشكال الحضارة المصرية في مختلف عصورها التاريخية، وبشكل كامل سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الادب أو الفلسفة أو التراث الشعبي والجغرافيا أو الاقتصاد..الخ، ومن ثم سوف تتحقق لديه عملية الارتباط النفسي والذهني بوطنه وحضارته.
 
ولفت "عزت" إلي دور المقترح في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتنوع داخل نفوس الطلاب والحد من خطر الغلو والتطرف، حيث أن التعرف على المكونات المختلفة للحضارة المصرية، سوف تزرع في نفس الطالب، أن هناك أناسا يشاركونه الانتماء للوطن، ولكنهم يختلفون معه في المعتقد الديني،أو لون البشرة، أو بعض العادات والتقاليد، وأنه ليس أفضل منهم، ولا هم افضل منه، وكذلك سوف يتمكن من فهم أن مصر مرت بعملية تحول ديني أكثر من مرة، وأن في كل مرة يمنح الدين جزء من رونقه لمصر، وتمنح مصر جزء من خصوصياتها الثقافية والفكرية للدين، في تفاعل عبقري بين روحانية التنزيل السمائي المتمثل في الدين وأصالة التراث الأرضي المتمثل في حضارة وقيم المجتمع، وهكذا يتخلص الطالب بمرور الوقت من الإيمان بفكرة أنه الحق المطلق وأن المختلفين عنه هم الباطل المطلق، وهي مكون أساسي في فعل الإرهاب.
 
النقطة الثالثه التي يستهدفها المقترح - حسبما أفاد عزت - هي تكوين عقلية خلاقة قادرة على الإبداع والإنتاج المعرفي والحضاري لاسيما وأن معظم الحضارات الإنسانية نشأت من خلال عملية التقليد والمحاكاة لما سبقها من حضارات، ثم تضيف بعد ذلك مكون حضاري أصيل يعبر عن خصوصيتها وإبداعها الذاتيين الذي يتلاءم مع واقعها التاريخي وظروف عصرها وتحدياته وأدواته المعرفية.
 
وأكد عمرو عزت، معاناة المجتمع المصري حالياً من حالة مزمنة من حالات التدهور الحضاري، وعدم القدرة على استكمال منتج حضاري يليق بتراثه الإنساني والحضاري العريق، مشيرا إلى أنه من الخطوات الأولى لكسر هذه الحالة، هو ضرورة شحذ الهمة وإطلاق العنان للرؤية الابتكارية لدى العقل المصري، ولا يكون ذلك في إلا من خلال التأمل في مختلف محطات الحضارة المصرية لاسيما خلال الحقبة القديمة التي مازالت تفاجئ العالم بالكثير من المنجزات والمكتشفات الحضارية، وتمده بطاقة معرفية عملاقة، فضلا عن دراسة مادة الهوية التي تلقى الضوء على مختلف جوانب التجربة المصرية الحضارية، ومنجزاتها وآثارها المختلفة.
 
ونوه عزت إلي أن دراسة مادة الهوية ستكون محفز حقيقي للطلاب للسعى إلى عملية كسر الجمود الحضاري الذي نعيشه ،والسعي لتقديم منجز معاصر يليق بمنتج اجدانا المتوارث ولعل احتفال نقل المومياوات الملكية الى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط في الثالث من إبريل الماضي، وما انجزه من حالة فخر مجتمعي وطاقة إبداعية تدفقت إلى كافة أوصال المجتمع المصري بمختلف طبقاته الاجتماعية ،لهو دليل واقعي وملموس على صحة رأيي هذا، وما يمكن أن يقدمه تدريس مادة الهوية المصرية على المدى البعيد من نتائج بالنسبة للأجيال القادمة.
 
ولم يكتف "عزت" بطرح الفكرة إنما اقتراح الطرق المناسبة لتدريس مادة "هوية مصر" لمراحل التعليم ما قبل الجامعي، حيث أوضح أنه لا يمكن تدريس مادة الهوية الوطنية بشكل موحد لمختلف الفئات العمرية في مراحل التعليم "ما قبل الجامعي"، وذلك بسبب اختلاف القدرات العقلية والنفسية من مرحلة لأخري.
 
وفي هذا الصدد، اقترح ممثل تنسيقية شباب الأحزاب، تدريس مادة "الهوية الوطنية" بأكثر من شكل مع التدرج الملائم لكل مرحلة عمرية ،كي يتلائم المحتوى مع كل مرحلة عمرية، ولان هذه المادة ايضا مادة تراكمية ممتدة، أي أن كل مرحلة لاحقة يتم تأسيسها على المراحل السابقة، مع التأكيد أن هذا المقترح قابل للتعديل والتغيير وفقا للمختصين من خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوي. يمكن تقسيم طرق الدراسة وفقا للمراحل الدراسية.
 
بالنسبة مرحلة التعليم الابتدائي اقترح "عزت" أن يكون تدريس المادة في هذه المرحلة من خلال أفلام وثائقية مبسطة ومحددة من خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوي والتي تعرض بالمدرسة تحت الإشراف التربوي، وذلك فيما يخص مظاهر الهوية المصرية مع وضع منهج دراسي ،يصاغ بشكل مرن يتناسب مع المرحلة العمرية، حتى لا يتحول إلى فرصة جديدة للتلقين ولمافيا الدروس الخصوصية ،ويجتاز الطلبة فيه امتحان تحريري، بحيث تكون الدرجات مقسمة ما بين 40% على الامتحان التحريري و60% على مشاهدة الأفلام الوثائقية.
 
أما في مرحلة التعليم الإعدادي فكان مقترحه أن يكون تدريس مادة الهوية الوطنية في هذه المرحلة من خلال زيادة مشاهدة الافلام الوثائقية بالمدرسة والزيارة الميدانية بحيث تكون نصف شهرية، مع مطالبتهم بورقات بحثية صغيرة، على ان تكون هذه الابحاث جماعية و ليست فردية، وذلك لترسيخ روح العمل الجماعي وقيم التعاون، على أن يكون تقيم هذه الابحاث ،من خبراء مختصين لضمان الجدية والبعد عن النمطية والشكلية، مع وضع اختبار تحريري لمنهج دراسي مصاغ بشكل أكثر قوة من المرحلة السابقة، مع اتخاذ الضمانات السابق شرحها في المرحلة السابقة.
 
وأخيرا اقترح فيما يخص مرحلة التعليم الثانوي، وضع كتاب متخصص من قبل خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوي يعالج جوانب الهوية المصرية. الموضوعات المقترحة من تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين ليتم تدريسها بمادة "هوية مصر" في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وذلك على سبيل المثال " الانتماء الحرية، التسامح، التعايش مع الآخر".
 

الأكثر قراءة



print