كتب هشام عبد الجليل
أكد السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ اليوم برئاسة النائب عبد الهادي القصبي، أن مصر ترفض أي تعامل أحادي أو انفرادي في ملف سد النهضة الإثيوبي، مشددًا على أن أي خطوة من جانب إثيوبيا تتعلق بإنشاء أو ملء وتشغيل السد دون توافق مع الأطراف المعنية تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومرفوضة تمامًا.
وأوضح عبد العاطي، أن النيل الأزرق وجميع الأنهار العابرة للحدود تخضع للقانون الدولي، وأن أي تصور خاطئ لدى الجانب الإثيوبي بخصوص سيطرته على المياه غير صحيح، مؤكداً أن مصر تدافع عن حقوقها المائية في إطار القانون الدولي، لكنها في الوقت نفسه تدعم مشاريع التنمية المشتركة والإنشاء المستدام للسدود في الدول الأخرى وفق إجراءات متفق عليها.
وأشار وزير الخارجية، إلى أن القاهرة تشارك بنشاط في دعم التنمية في القارة الأفريقية، مؤكداً أن مصر عادت إلى العمل على مستوى أفريقيا بعد فترة من الإهمال، مع التركيز على إنشاء ممرات استراتيجية تربط بين الشرق والغرب، بما يعزز التنمية ويخلق فرصاً مشتركة للدول الإفريقية.
وأوضح أن مصر خصصت 100 مليون دولار لدعم إنشاء سدود في الحوض الجنوبي، مؤكداً أن موقفها ليس ضد مشاريع التنمية، بل ضد الإجراءات الأحادية التي تتجاهل القوانين الدولية والتعاون المشترك.
وفي سياق الرد على استفسارات النواب حول الأزمات الإقليمية، أشار عبد العاطي إلى أن ملف السودان يمثل أولوية وطنية، وأن مصر تتعامل مع أي نشاط إجرامي وفق القانون، مع الحفاظ على العلاقات الأخوية مع الشعب السوداني، مؤكدًا التزام مصر تجاه الأشقاء ومبادئها الإنسانية، بما في ذلك استقبال اللاجئين، متابعا:" مصر استقبلت أول لاجئ في التاريخ وهو السيد المسيح عليه السلام"
كما تطرق الوزير إلى الوضع في قطاع غزة، مشيراً إلى الظروف القاسية التي يعيشها المدنيون، خاصة مع برودة الطقس والموجات المطرية، مؤكداً أن مصر تعمل على إدخال كرفانات حديدية لتوفير مأوى آمن للمتضررين، مع التواجد الميداني المستمر لتقديم الإغاثة اللازمة.
وشدد عبد العاطي على أن مصر تدافع عن مصالحها الوطنية في مجلس حقوق الإنسان، مع التركيز على مواجهة التسييس ورفض أي تدخل يمس الخصوصيات الدينية والثقافية، وأن القاهرة تمثل صوت الدول النامية والدول الإفريقية، متبنية القضايا العادلة ومواجهة أي محاولات لتقويض حقوق الشعوب.
وأكد الوزير أن الأزمات الإقليمية تحتم على مصر التحرك الدائم والنشاط المستمر في إطار دبلوماسيتها، لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية وتعزيز التنمية المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك ردا على التساؤلات الموجه من النائب حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ.