الالعاب الالكترونية
تقدمت النائبة الدكتورة ولاء هرماس رضوان، عضو مجلس الشيوخ، باقتراح برغبة إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن تقييد وتقنين أوضاع منصة الألعاب الإلكترونية «Roblox»، بهدف حماية القيم الأخلاقية والتربوية للنشء، والحد من المخاطر النفسية والسلوكية المرتبطة باستخدام المنصة، إلى جانب تنظيم عمل منصات الألعاب الإلكترونية بوجه عام.
وأوضحت النائبة، أن منصة «Roblox» لم تعد تقتصر على كونها وسيلة ترفيهية، بل تحولت إلى بيئة رقمية مفتوحة تتيح التفاعل الاجتماعي وإنشاء المحتوى من قبل المستخدمين، وهو ما يضاعف حجم التحديات والمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال وصغار السن، في ظل ضعف الرقابة العمرية وآليات الحماية.
وأشارت إلى أن تقارير دولية وتحذيرات إعلامية كشفت عن تسجيل عشرات الدعاوى القضائية ضد المنصة في عدد من الولايات الأمريكية ودول أخرى، على خلفية اتهامات بتسهيل استغلال الأطفال، وضعف أنظمة التحقق من الأعمار، ووجود محتوى غير ملائم، فضلًا عن مخاطر نفسية وسلوكية تشمل الإدمان، والعزلة الرقمية، والتعرض للتنمر أو التحرش الإلكتروني.
واستعرضت النائبة عددًا من التجارب الدولية في التعامل مع المنصة، موضحة أن بعض الدول اتجهت إلى الحظر الكامل أو الجزئي، فيما اختارت دول أخرى تقييد خصائص الدردشة، وفرض رقابة صارمة على المحتوى، أو إخضاع المنصة لشروط تشغيل محددة تهدف إلى تعزيز حماية الأطفال.
ولفتت إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن نحو 40 مليون مصري يستخدمون الألعاب الإلكترونية، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 45 مليون مستخدم بحلول عام 2029، مشيرة إلى أن شريحة كبيرة من هؤلاء المستخدمين من الأطفال والمراهقين، وهو ما يستدعي تدخلًا تشريعيًا وتنظيميًا عاجلًا يحقق التوازن بين حرية الاستخدام ومتطلبات حماية النشء.
وطالبت النائبة بإجراء تقييم وطني شامل لمنصة «Roblox» داخل مصر، يتناول الجوانب النفسية والتربوية والاقتصادية والسلوكية، ودراسة بدائل تنظيمية تشمل الحظر الكلي أو الجزئي، أو تقييد الخصائص الخطرة، أو إخضاع المنصة لشروط تشغيل واضحة داخل الدولة، مع الاستفادة من التجارب الدولية المقارنة في تنظيم المنصات الرقمية الموجهة للأطفال.
وشددت، في ختام اقتراحها، على أن الهدف لا يتمثل في المنع المسبق، وإنما في حماية الأطفال، وضمان توافق المحتوى الرقمي مع القيم المجتمعية، ووضع سياسات تنظيمية رشيدة تواكب التطور التكنولوجي وتحمي الأجيال القادمة.