كتبت إيمان علي
أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى لبنان، تمثل خطوة استراتيجية ذات دلالات سياسية وأمنية واقتصادية مهمة، تعكس حرص مصر على تعزيز الاستقرار في لبنان ودعم الدولة اللبنانية في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة تشكل تأكيدا واضحا على التضامن الأخوي بين الشعبين المصري واللبناني، وحرص القاهرة على الحفاظ على الأمن القومي العربي بشكل عام.
وأوضح «الجندي»، أن الزيارة تأتي بعد نحو شهر من انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة في القاهرة، والتي شهدت توقيع نحو 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات اقتصادية وثقافية وإعلامية ودبلوماسية، وهو ما يعكس إرادة سياسية قوية لتعزيز أوجه التعاون الثنائي وترسيخ العلاقات التاريخية بين البلدين على أسس الشراكة والمصالح المشتركة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء المصري مع القيادة اللبنانية، وعلى رأسها الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، تعكس حرص مصر على دعم المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك الجيش اللبناني، لفرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وضمان أمنها الداخلي، ووقف أي انتهاكات للسيادة اللبنانية من أي طرف خارجي.
وأضاف أن مصر خلال هذه الزيارة أكدت التزامها الكامل بتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، ووقف الخروقات الإسرائيلية، وضرورة انسحاب القوات الأجنبية من جنوب لبنان فورا ودون شروط، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى تمكين الجيش والمؤسسات اللبنانية من ممارسة سلطتها، وضمان أمن لبنان واستقراره كجزء لا يتجزأ من أمن المنطقة العربية بأسرها.
ولفت "الجندي " إلى أن الزيارة لم تقتصر على الدعم السياسي والأمني، لكنها حملت رسائل عملية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر ولبنان، أبرزها استعداد الشركات المصرية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار، وقطاعات البنية التحتية والطاقة الجديدة والمتجددة، والبترول والغاز الطبيعي، والخدمات الصحية، وهو ما يعكس رغبة مصر في تحويل علاقاتها مع لبنان إلى شراكة تنموية حقيقية تحقق مصالح الشعبين على المدى الطويل.
وشدد النائب حازم الجندي على أن الزيارة تعكس رؤية مصرية شاملة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي دعم سياسي واضح يضمن سيادة الدولة اللبنانية واستقرارها الداخلي، ودعم اقتصادي ملموس عبر شراكة حقيقية مع القطاع الخاص اللبناني والمصري، فضلا عن تعزيز أطر التعاون المؤسسي والتنفيذي لضمان متابعة اتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة وتحويلها إلى مشاريع واقعية على الأرض.
وأكد «الجندي» أن زيارة رئيس الوزراء المصري إلى بيروت حملت رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية بأن مصر تضع استقرار لبنان وسيادته في صدارة أولوياتها، وأنها ملتزمة بدعم الدولة اللبنانية في كل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، مع تحويل هذه الشراكة إلى نموذج عملي يُحتذى به في التعاون العربي المشترك.