كتب ـ هشام عبد الجليل
عمرو رضوان: اتصال السيسي وماكرون يعكس قوة الدبلوماسية المصرية ورسائل حاسمة
أكد عمرو رضوان، الخبير السياسي، أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، يمثل رسالة سياسية ودبلوماسية مهمة على أكثر من صعيد، مشيرًا إلى أنه يعكس قوة الدور المصري في إدارة الملفات الإقليمية والأزمات المعقدة بالمنطقة.
وأوضح رضوان، أن الاتصال يعكس استمرار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا بعد رفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يفتح آفاقًا أوسع للتعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، ويعزز حجم التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى دعم قطاعات الصناعة والسياحة والنقل.
وأشار الخبير السياسي، إلى أن أبرز الرسائل في هذا الاتصال كانت مرتبطة بالملف الفلسطيني، حيث شدد الرئيس السيسي على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، مع أهمية إدخال المساعدات الإنسانية وبدء مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وأضاف رضوان، أن مصر أرسلت خلال الاتصال رسائل واضحة بشأن الضفة الغربية، مؤكدة رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية، ودعوتها المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على إسرائيل لدعم الشعب الفلسطيني، ومساندة السلطة الفلسطينية للوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت الخبير السياسي إلى أن الاتصال تناول الملف السوداني، مؤكدًا دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه، ورفض أي تهديد لأمنه، مع مساندة جهود إنهاء الحرب واستعادة السلم والاستقرار.
وشدد رضوان على أن هذا الاتصال يعكس حنكة القيادة المصرية في إدارة الملفات الإقليمية، ويبرز الدور المحوري لمصر في تثبيت الاستقرار الإقليمي، وإظهار قوة الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الشركاء الدوليين، مع الحفاظ على مصالح الوطن والشعب الفلسطيني، ودعم الأمن القومي العربي بشكل عام، مؤكدا على أن تبادل التهاني بمناسبة العام الميلادي الجديد بين الرئيسين يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ويؤكد استمرار التنسيق الوثيق بين مصر وفرنسا على كل المستويات خلال العام المقبل.