كتبت سمر سلامة
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن مشهد انسحاب العديد من الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته، يُعد صفعة دبلوماسية قوية لإسرائيل ورسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن صبر العالم على جرائم الاحتلال قد نفد، موضحا أن هذه الخطوة تحمل دلالات بالغة الأهمية، إذ أنها تعكس حجم الرفض الدولي المتنامي للسياسات الإسرائيلية القائمة على القتل والدمار، ومحاولات تبرير حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
وقال "محسب" ، إن ما شهده العالم من انسحاب منظم ومدروس، يرقى إلى فعل احتجاجي جماعي يفضح عزلة الاحتلال على الساحة الدولية، ويكشف زيف ادعاءاته بشأن "الدفاع عن النفس" ، مؤكدا أن استمرار المجازر الإسرائيلية في حق المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، يتطلب من المجتمع الدولي أن ينتقل من مرحلة الإدانة والشجب إلى اتخاذ إجراءات عملية رادعة، سواء عبر فرض عقوبات دولية، أو تفعيل آليات المساءلة القانونية ضد قادة الاحتلال المتورطين في جرائم الحرب، قائلا:" التغاضي عن هذه الجرائم سيضع مصداقية النظام الدولي برمته على المحك."
وشدد وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، على أنه لا مجال للحديث عن سلام عادل أو استقرار إقليمي ما لم يتم الاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى أن كافة التجارب أثبتت أن محاولات تجاوز هذا الحق أو القفز عليه لا تقود إلا إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وأشار النائب أيمن محسب، إلى أن مصر كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف الداعية لوقف الحرب وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن الدور المصري يحظى باحترام وتقدير متزايد على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي دعم هذه الجهود وتبني رؤية شاملة تضع حداً للمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون.
وشدد "محسب" ، على أن المشهد الذي شهده العالم داخل قاعة الأمم المتحدة يمثل بداية مرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب القوى الكبرى التي ينبغي أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، وأن تعمل على وقف نزيف الدم الفلسطيني وإرساء دعائم سلام عادل يقوم على قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن هذا وحده الكفيل بإنهاء دوامة العنف وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.