الخميس، 07 أغسطس 2025 06:01 م

مفتى الجمهورية: أكثر من 90 دولة بينهم وزراء وعلماء وخبراء تكنولوجيا يشاركون بمؤتمر الإفتاء

مفتى الجمهورية: أكثر من 90 دولة بينهم وزراء وعلماء وخبراء تكنولوجيا يشاركون بمؤتمر الإفتاء دار الإفتاء المصرية - صورة أرشيفية
الخميس، 07 أغسطس 2025 03:00 م
كتب لؤى على
قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، إنه في خطوة نوعية تعكس وعي المؤسسات الدينية بتحولات العصر ومتطلباته، تنطلق في القاهرة يومي 12 و13 أغسطس 2025 فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويأتي هذا المؤتمر ليسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإفتاء في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، والسعي إلى بناء عقل إفتائي جديد يجمع بين الانضباط الشرعي والوعي الرقمي في عصر طغت عليه أدوات الذكاء الاصطناعي.
 
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي للإعلان عن برنامج المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يطرح المؤتمر مفهوما جديدا ومركزيا وهو صناعة "المفتي الرشيد"، باعتباره النموذج الأمثل للتعامل مع قضايا العصر، في مقابل ما يُتداول من مصطلحات مثل"المفتي الرقمي"أو"العصري"، إذ الرشد هنا لا يعني فقط مواكبة التكنولوجيا، بل يمثل بوصلة أخلاقية وعلمية تجمع بين الحكمة، والمعرفة، وفهم الواقع، والقدرة على إصدار الفتوى المنضبطة التي توازن بين الثابت والمتغير، وتدرك مقاصد الشريعة وأبعاد العصر.
 
وأوضح ان الدار تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تقديم رؤية مستقبلية شاملة للمؤسسات الإفتائية، تجعلها أكثر قدرة على استشراف التحديات وتقديم إجابات رشيدة ومنضبطة، دون الوقوع في فخ التقنية المطلقة أو الجمود، وهي رؤية تقوم على التكامل بين الاجتهاد الشرعي والأدوات العصرية، وتحترم ثوابت الدين دون أن تغفل مستجدات الحياة.
 
كما أوضح دار الإفتاء أن المحور الأول يتناول "تكوين المفتي الرشيد العصري"من خلال إكساب المفتين مهارات القيادة، وإدارة الأزمات، والتعامل مع قضايا البيئة والعلاقات الدولية.
كما يخصص المؤتمر محورا لموضوع"الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي"لمناقشة الضوابط الشرعية لاستخدام هذه التقنيات في عملية الإفتاء، وتشمل المحاور أيضا تحليل أدوات البحث الرقمي، وتأثير الإعلام الرقمي على الفتوى، إلى جانب محور خاص بالأطر الأخلاقية للتقنيات الحديثة.
 
وأضاف أن هذه المحاور تهدف إلى تحقيق رؤية شاملة لتحديث المنظومة الإفتائية، تبدأ من تأهيل الكوادر العلمية الشابة، مرورًا بتوسيع إدراك المفتين لأدوات التحليل الرقمي، وانتهاء بوضع معايير منضبطة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم الفتوى، كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز الثقة المجتمعية في المؤسسات الإفتائية، من خلال رفع جودة الفتاوى المقدمة وارتباطها بالواقع المعاصر.
 
كما اعلن عن تنظيم أربع ورش عمل متخصصة ضمن فعاليات المؤتمر، تسعى إلى تحويل الرؤية الفكرية إلى ممارسات عملية، وتأتي ورش العمل على النحو التالي الأولى بعنوان"تطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي"، والثانية عن "تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب"، إضافة إلى ورشة ثالثة عن "استخدام أدوات البحث الرقمي والذكاء الاصطناعي المساعد في تحضير الفتوى مع بيان الضوابط"، بينما تأتى الورشة الرابعة وهى عبارة عن جلسة عصف ذهني تحت عنوان"استشراف مستقبل الإفتاء في ظل التطورات المتوقعة للذكاء الاصطناعي".
 
وتستهدف هذه الورش دعم قدرات المشاركين وتمكينهم من أدوات العصر دون التفريط في الأصول الشرعية.
 
كما يمثل المؤتمر ملتقى دوليا فريدا من نوعه، حيث يشارك فيه عدد كبير من العلماء والمتخصصين من أكثر من 90 دولة، من بينهم وزراء وعلماء ومفتون، وخبراء تكنولوجيا، ومتخصصون في الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، ويؤكد هذا التنوع المكانة الدولية التي باتت تحظى بها الأمانة العامة ودار الإفتاء المصرية، كمرجعية معترف بها عالميًا في قيادة الفكر الإفتائي المتجدد.
 
كما يعد المؤتمر أيضا فرصة لإبراز دور مصر الرائد في قيادة العمل الإفتائي عالميا، حيث لم تكتف الدولة باستضافة الفعاليات، بل تقدم نموذجا متكاملا للجمع بين الجدية البحثية، والبعد العملي، والانفتاح على العالم، من خلال مبادرة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة، بمناقشة القضايا المعاصرة، والعمل على وضع حلول تطبيقية لها، ما يجعلها بحق "قاطرة العالم الإسلامي" في مجال الإفتاء الحديث.
 
ومن المتوقع أن يكون لهذا المؤتمر أثر بالغ في إعادة تشكيل أولويات المؤسسات الإفتائية في العالم، وتوجيه بوصلتها نحو التحديث المدروس، بما يجعل من "المفتي الرشيد" نموذجا عالميا جديدا يوازن بين الشريعة والعصر، وبين الحكمة والتقنية، وبين الانتماء إلى التراث والانفتاح على المستقبل.

الأكثر قراءة



print