أكد النائب الدكتور حسين خضير، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تخوض معركة حقيقية ضد الشائعات الهدامة التى تستهدف زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مشددًا على أن الشائعة لم تعد مجرد خبر كاذب، بل أداة ممنهجة من أدوات الحروب الحديثة، تسعى لإثارة البلبلة وإضعاف الروح المعنوية.
وقال خضير، فى تصريح صحفى له اليوم، إن استعراض الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لجهود لوزارة الأوقاف فى مواجهة الشائعات يعكس إدراك الدولة الكامل بخطورة هذه الظاهرة، وسعيها لبناء وعى جماعى قادر على صدّها من جذورها، خاصة فى ظل الانتشار السريع للمعلومات المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
وأشاد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، بمحاور خطة وزارة الأوقاف التى استعرضها الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والتى تتضمن استخدام المنصات الرقمية الحديثة، وتدريب الأئمة والواعظات، وتنظيم دورات توعوية وندوات، بالإضافة إلى توظيف أدوات الإعلام المقروء مثل مجلة "وقاية" و"منبر الإسلام"، مؤكدًا أن هذه الجهود تواكب التحديات الراهنة وتستهدف تحصين عقول الشباب من الانسياق وراء الأكاذيب.
وأشار الدكتور حسين خضير، إلى أن فئة النشء والشباب تمثل الهدف الأول لمروّجى الشائعات، ما يجعل من الضرورى توجيه الخطاب الدينى والتوعوى بشكل يتناسب مع طبيعة هذه الفئة وتواجدها المكثف على المنصات الإلكترونية.
وأضاف النائب، أن وزارة الأوقاف أدركت هذا التحدى، وأطلقت وحدات دعوة إلكترونية عبر مواقع مثل فيسبوك، تويتر، تليجرام، وتيك توك، بهدف خلق تواصل مباشر مع الجمهور، وتفنيد المعلومات المضللة بأسلوب عصرى مؤثر.
وأكد رئيس صحة الشيوخ، أن الدور المجتمعى الذى يقوم به أئمة المساجد وواعظات الأوقاف بات أساسيًا فى التصدى للشائعات، من خلال دروسهم المنتظمة ومداخلاتهم اليومية مع المواطنين، مشيدًا بتخصيص الوزارة صفحات ومنصات لهنّ لتعزيز مشاركتهن فى هذه الجهود، بما يضمن وصول الرسالة إلى مختلف شرائح المجتمع.
وأوضح، أن الدولة وحدها لا يمكنها مواجهة هذه الموجات من الشائعات ما لم يكن هناك وعى مجتمعى وتعاون من كافة المؤسسات، سواء الإعلامية أو التعليمية أو الدينية. كما دعا المواطنين إلى التحقق من صحة الأخبار وعدم الانسياق وراء الرسائل مجهولة المصدر التى تهدف إلى بث الفتنة أو الإحباط.
واختتم الدكتور حسين خضير تصريحه، بالتأكيد على أن بناء وعى حقيقى لدى المواطنين يمثل خط الدفاع الأول فى مواجهة الشائعات، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الحكومة، خاصة وزارة الأوقاف، يُعد نموذجًا يجب البناء عليه، من خلال المزيد من المبادرات المشتركة التى تعزز الثقة وتُفعل الشراكة بين المواطن والدولة فى حماية استقرار الوطن.