الجمعة، 27 يونيو 2025 10:56 ص

النائب أحمد سمير: 30 يونيو أنقذت مصر من فخ العواصم المنهارة.. والشعب أمسك ببوصلة النجاة

النائب أحمد سمير: 30 يونيو أنقذت مصر من فخ العواصم المنهارة.. والشعب أمسك ببوصلة النجاة النائب أحمد سمير زكريا
الجمعة، 27 يونيو 2025 07:00 ص
كتب محسن البديوي

قال النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد رد فعل جماهيري على حكم جماعة سياسية، بل كانت وقفة شعب في وجه مشروع وجودي كان يسعى لإعادة تعريف مصر من جديد، بعيدًا عن سياقها التاريخي وحضارتها الممتدة، لصالح هوية أيديولوجية مغلقة ومستوردة، حيث أنقذت هذه الثورة مصر من فخ العواصم المنهارة، في الوقت الذي أمسك فيه الشعب المصري ببوصلة النجاة.

وأضاف زكريا، في بيان له، أن المشهد المصري آنذاك كان مهيّأً للانفجار، بعدما تراكم الغضب الشعبي من الأداء المرتبك، وانكشفت خيوط مشروع سياسي يتجاوز الحدود الوطنية، وينتمي إلى تنظيم عالمي لا يؤمن بفكرة الدولة الوطنية ولا بالمواطنة، بقدر ما يؤمن بمرجعية تنظيمية عابرة تستهدف تفكيك الجغرافيا وإعادة تركيبها وفق تصورات ما فوق الدولة.

وأوضح النائب أحمد سمير، أن تدخل القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، لم يكن تدخلاً في السياسة بقدر ما كان تدخلاً لحماية الكيان السياسي نفسه من الانهيار، مشيرًا إلى أن البديل عن هذا التدخل كان الفوضى، والانزلاق إلى سيناريوهات نراها اليوم في ليبيا واليمن وسوريا والسودان، حيث غابت الدولة، وتحوّلت الأرض إلى خطوط تماس، وحلت المليشيات محل المؤسسات.

وأكد زكريا أن السنوات التالية على الثورة كشفت بما لا يدع مجالًا للشك أن قرار المصريين كان نابعًا من وعي جمعي فريد، يملك قدرة فطرية على التمييز بين المشروع الوطني والمشروع الوهمي، لافتًا إلى أن ما تحقق بعد 30 يونيو – من إصلاح اقتصادي، واستعادة مكانة مصر الإقليمية، وتثبيت أركان الدولة – لم يكن ليتحقق لولا تلك اللحظة الفارقة من التوحد الشعبي.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان لم تكن فقط تمارس الحكم، بل كانت تعيد صياغة معادلة السلطة بالكامل لصالح فكرة "التمكين" التنظيمي، وهو ما شكّل تهديدًا مباشرًا للدولة بمعناها المؤسسي، الذي يقوم عليه استمرار الدول وبقاؤها.

وقال إن مصر لم تسقط في فخ الاستقطاب الطائفي أو الفوضى الأمنية، لأن المؤسسة العسكرية كانت مدركة أن بقاء الدولة أهم من حسابات السلطة، وأن الحفاظ على هوية مصر أولى من التجريب السياسي المغامر، مشددًا على أن بناء الجمهورية الجديدة هو استمرار لهذا النهج الذي يُقدّم الدولة لا الحزب، والمؤسسات لا الجماعات، والهوية الجامعة لا الانتماءات الضيقة.

وأوضح أنه واجهت مصر في 30 يونيو سؤالًا تاريخيًا شديد القسوة، وهل تبقى دولة أم تتحول إلى كيان هلامي يُدار من خارجها؟ وجاء الجواب من شعب لم يحتج إلى تنظير أو تعبئة، بل خرج بدافع الفطرة السياسية الراسخة في وجدانه، فقد كانت تلك الثورة إعادة إنتاج لفكرة الوطن ذاته، لا لإعادة توزيع السلطة. وكانت رسالتها واضحة: أن مصر قد تغيب عنها التنمية حينًا، وقد تتأخر خطواتها، لكنها لا تغيب عن التاريخ، ولا تفرّط في ذاتها.

 


print