قال النائب المستشار بهاء أبو شقة، وكيل أول مجلس الشيوخ ورئيس الجلسة العامة، إن تجديد الخطاب الديني لا يقتصر على كونه مهمة مؤسسة دينية بعينها، بل هو مشروع وطني تشاركي متكامل، يتطلب تعاون كافة مؤسسات الدولة الرسمية والدينية والثقافية والتعليمية.
وأوضح "أبو شقة"، أن تجديد الخطاب الديني يعني مراجعة المفاهيم وتنقيتها من الجمود والتطرف، وإعادة قراءة النصوص الشرعية برؤية عصرية، تراعي متغيرات الواقع وتتماشى مع ثوابت الدين الإسلامي.
وأشار "أبو شقة" إلى أن أبعاد هذا المشروع تشمل تصحيح المفاهيم المغلوطة مثل الجهاد والحاكمية والولاء والبراء، ونبذ العنف والتطرف، وترسيخ قيم التسامح والرحمة، مؤكداً أن الخطاب الديني الرشيد يشكل إحدى دعائم الأمن القومي والاستقرار المجتمعي.
وأكد وكيل مجلس الشيوخ أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أولت تجديد الخطاب الديني أولوية استراتيجية ضمن جهود بناء وعي ديني مستنير ومجتمع متماسك، منوهاً إلى أن الدولة دعمت هذا التوجه من خلال برامج تأهيل خريجي الأزهر الشريف تدريبيًا ووطنيًا داخل المؤسسة العسكرية لتحصينهم ضد الاختراقات الفكرية.
وشدد "أبو شقة" على أن نجاح هذا المشروع الوطني يتطلب تنسيقًا فاعلًا بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، إلى جانب وزارتي التعليم والثقافة، ووسائل الإعلام، بحيث يتم تعديل المناهج الدراسية بما يعزز مفاهيم التسامح ونبذ الغلو، وضبط الخطاب الإعلامي لدعم القيم الإيجابية ومواجهة التطرف.
وفي هذا السياق، اقترح "أبو شقة" حزمة من التعديلات التشريعية طبقاً لنص المادة (89) من لائحة مجلس الشيوخ، تضمنت إصدار قانون ينظم قواعد ممارسة الفتوى والدعوة ويجرم الدعوة بدون تصريح رسمي، وإصدار قانون لمراقبة المحتوى الديني الرقمي وحظر القنوات والمواقع المحرضة، وإصدار قانون لتجريم تسييس الشعائر الدينية، وإصدار قانون بإنشاء "هيئة وطنية للخطاب الديني"، تكون تابعة لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن الهيئة المقترحة يجب أن تضم ممثلين عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ووزارة التعليم والمجلس الأعلى للإعلام، بالإضافة إلى القوات المسلحة وخبراء فكر وثقافة، ويكون من اختصاصها إصدار تراخيص الخطابة والفتوى، ومراجعة المحتوى الديني في الإعلام والمناهج، وإعداد تقارير دورية عن حالة الوعي الديني، وإطلاق برامج تدريبية للدعاة والأئمة.
واختتم "أبو شقة" حديثه بالتأكيد على أن تجديد الخطاب الديني هو مسؤولية جماعية تهدف إلى بناء مجتمع متسامح واعٍ، يحافظ على ثوابته الدينية، وينفتح بوعي على تحديات العصر ومستجداته.