السبت، 20 ديسمبر 2025 07:45 م

مصر تدعم حقوق الشعب السودانى.. نواب يشيدون برسائل الرئيس خلال لقاء البرهان .. ويؤكدون : رفض مصر أي مخططات للتقسيم أو الهدم..ومسلم: مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة "لكنها قادرة على حماية أمنها القومي"

مصر تدعم حقوق الشعب السودانى.. نواب يشيدون برسائل الرئيس خلال لقاء البرهان .. ويؤكدون : رفض مصر أي مخططات للتقسيم أو الهدم..ومسلم: مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة "لكنها قادرة على حماية أمنها القومي" الرئيس عبد الفتاح السيسي
السبت، 20 ديسمبر 2025 06:00 م
كتب أحمد حمادة
 
أكدت مصر على دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، وذلك في إطار توجه الرئيس ترامب لإحلال السلام وتجنب التصعيد وتسوية المنازعات في مختلف أنحاء العالم.
 
وفي هذا الإطار، أوضح البيان أن مصر تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية في السودان، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين السودانيين، خاصة في الفاشر.
 
وأكدت جمهورية مصر العربية أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها، باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني.
من جانبهم أشاد نواب بالرسائل التي أكدت عليها الدولة المصرية فيما يخص قضية السودان حيث قال الدكتور محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، إن دولة السودان الشقيق تمثل بعدًا استراتيجيًا هامًا بالنسبة إلى مصر، وأمنها جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي المصري من اتجاه الجنوب، ومن ناحية البحر الأحمر، إضافة إلى وجود علاقات قوية رسميًا وشعبيًا بين مصر والسودان على مدار التاريخ، لافتًا أن البلدين وقعا اتفاقية دفاع مشترك في العام 2021.
وأضاف مسلم خلال لقاء مع قناةالغد مع الإعلامي سامي كليب: «البيان المصري بشأن ما يجري في السودان هو الأقوى منذ بداية الأزمة، وتحدث عن خطوط حمراء واضحة، وهذه الخطوط الحمراء اليوم في السودان تشبه الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي من قبل بالنسبة لليبيا لحمايتها من التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية»، مشيرا إلى أن مصر لا تقبل تقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية لا يمكن الاعتراف بها أو قبولها أو السماح استمرارها، مؤكدًا أن مصر ترفض هدم المؤسسات السودانية الرسمية، وهذا الموقف يأتي في ضوء مبدأ ثابت من مبادئ السياسة الخارجية للقاهرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تقوم على احترام المؤسسات الوطنية وسيادة الدول ورفض الكيانات الموازية.
وتابع: «هناك حجة بتغلغل الإخوان في الجيش السوداني من أجل السيطرة على الشأن الداخلي السوداني، ومن ثوابت القاهرة أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، لكن هذا لا يمنع مصر من الوقوف مع الشعب السوداني، وحماية أمنها القومي في الجنوب، والجميع يعرف موقف مصر دولة وشعبا من جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة"، مؤكدًا أن الموقف الواضح لمصر هو الوقوف مع الشعب السوداني والمؤسسات الرسمية السودانية، والتمسك بعدم تقسيم الأراضي السودانية، والحفاظ على الأمن القومي المصري في آن واحد.
وأوضح مسلم أن زيارة البرهان إلى مصر تأتي في إطار دعم الدولة المصرية للجيش والشعب السوداني، خاصة في طل ما يتعرض له الشعب السوداني الشقيق من  مجازر واستهداف البنى التحتية والمستشفيات، مشيرا إلى أن كل السيناريوهات مفتوحة وفقا لمقتضيات الأمن القومي المصري، لكن مصر تركز جهودها في الوقت الحالي في الحشد الدولي لدعم السودان ولفت نظر المنظمات الدولية لما يجري على الأراضي السودانية، بالإضافة إلى تعزيز الجهود المصرية في الرباعية الدولية من أجل وقف الحرب في السودان.
 
أكد النائب ياسر الحفناوي، عضو مجلس النواب، أن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني إلى القاهرة، والبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية المصرية بشأنها، يمثلان إعلان حسم سياسي وأمني يؤكد ثبات الموقف المصري تجاه الأزمة السودانية، ورفض الدولة المصرية القاطع لأي سيناريوهات تستهدف تفكيك السودان أو العبث بوحدته ومؤسساته.
 
وأوضح «الحفناوي» أن اللغة الواضحة والحاسمة التي تضمنها البيان المصري تعكس انتقال القاهرة من مرحلة التحذير والدعوات الدبلوماسية إلى مرحلة تثبيت الخطوط الحمراء، وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفض إنشاء أو الاعتراف بأي كيانات موازية تمثل تهديدًا مباشرًا لكيان الدولة السودانية.
 
 
 
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن تأكيد مصر على أن ما يجري في السودان يمس بشكل مباشر الأمن القومي المصري، هو تأكيد واقعي يستند إلى حقائق جيوسياسية، باعتبار أن استقرار السودان يمثل عمقا استراتيجيا لمصر، وأن أي محاولات لزعزعة هذا الاستقرار تنعكس سلبا على أمن الحدود الجنوبية، وأمن البحر الأحمر، والتوازنات الإقليمية في القرن الأفريقي وحوض النيل.
 
 
 
وشدد «الحفناوي » على أن البيان المصري بعث برسالة واضحة إلى كافة الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أن وحدة السودان ليست محل تفاوض أو مقايضة، وأن القاهرة لن تقبل بسياسات الأمر الواقع أو محاولات فرض تقسيم جغرافي أو سياسي تحت أي مسمى، مؤكدا أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية يمثل خط دفاع أساسي ضد الفوضى والانهيار الشامل.
 
 
 
وأضاف أن دعم مصر لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى إحلال السلام في السودان يعكس حرص القاهرة على توسيع دائرة الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنة إنسانية حقيقية تضمن حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب السوداني، خاصة في المناطق المنكوبة مثل الفاشر.
 
 
 
وأكد «الحفناوي» أن استمرار مصر في العمل ضمن إطار الرباعية الدولية يعكس دورها القيادي في إدارة الأزمات الإقليمية، وسعيها لتوحيد الجهود الدولية بما يمنع اختطاف الملف السوداني من قبل أطراف تسعى لتحقيق مصالح ضيقة على حساب معاناة الشعب السوداني ووحدة دولته، لافتا إلى أن تطرق المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني إلى الأوضاع في حوض النيل والقرن الأفريقي، يؤكد أن مصر تنظر إلى الأزمة السودانية باعتبارها جزءا من منظومة أمن إقليمي متكاملة، ترتبط ارتباطا وثيقا بقضية الأمن المائي ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق.
 
 
 
وشدد النائب ياسر الحفناوي  على أن الرسالة التي خرجت بها زيارة البرهان والبيان المصري هي رسالة حسم لا لبس فيها، مفادها أن مصر ستظل سندا للدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية، ولن تسمح بتحويل السودان إلى ساحة للفوضى أو التقسيم، وستواصل تحركاتها السياسية والدبلوماسية لحماية الأمن القومي العربي ودعم الشعب السوداني حتى استعادة الأمن والاستقرار الكامل.
 
 
 
 
 
أكد رشاد عبدالغني، الخبير السياسي، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، يمثل تطورًا بالغ الأهمية في توقيت دقيق تمر به الدولة السودانية، ويعكس بجلاء عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، موضحاً أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص القيادة السياسية المصرية على المتابعة المباشرة لتطورات الأوضاع في السودان، والتأكيد على أن مصر تنظر إلى السودان باعتباره امتدادًا مباشرًا لأمنها القومي، وشريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في معادلات الاستقرار الإقليمي.
 
 
وأشار عبدالغني في بيان له اليوم، إلى أن تصريحات الرئيس السيسي خلال اللقاء حملت رسائل حاسمة وواضحة، تؤكد أن مصر لن تقبل بأي مساس بوحدة السودان أو سلامة أراضيه، وأن الحفاظ على الدولة الوطنية السودانية ومؤسساتها يمثل أولوية قصوى لا تحتمل المساومة، مضيفاً أن هذا الموقف يعكس رؤية مصرية ثابتة ترفض منطق التفكيك أو فرض الأمر الواقع بالقوة، وتؤمن بأن استقرار السودان هو صمام أمان ليس فقط لمصر، بل للمنطقة بأسرها، في ظل ما تشهده من تحديات أمنية معقدة.
 
 
وأوضح عبدالغني، أن تأكيد الرئيس السيسي على وجود خطوط حمراء مرتبطة بالأمن القومي المصري والسوداني يعكس إدراكًا عميقًا لحجم المخاطر المترتبة على استمرار التصعيد، خاصة في ظل الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيين السودانيين، لافتاً إلى أن هذا الطرح يوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد لوقف نزيف الدم، ومنع انهيار مؤسسات الدولة، وتحميل الأطراف المتسببة في العنف مسؤولياتها القانونية والإنسانية.
 
 
وأضاف عبدالغني، أن دعم مصر للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة، ومن بينها المساعي الأمريكية لتجنب التصعيد وتسوية النزاعات، يؤكد أن القاهرة تنتهج سياسة متوازنة تجمع بين دعم الحلول السلمية والدبلوماسية، والحفاظ على حقوقها المشروعة في حماية أمنها القومي، مؤكداً أن مصر تسعى إلى دور فاعل وبنّاء داخل الأطر الدولية، وعلى رأسها الرباعية الدولية، من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني.
 
 
واختتم رشاد عبدالغني بيانه بالتأكيد على أن لقاء الرئيس السيسي بالفريق أول عبد الفتاح البرهان يبعث برسائل طمأنة قوية للشعب السوداني، مفادها أن مصر ستظل سندًا داعمًا لوحدة السودان وسيادته واستقلال قراره الوطني، وشريكًا أساسيًا في أي مسار سياسي جاد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس تحافظ على أمنها واستقرارها، وتخدم الأمن القومي العربي في واحدة من أكثر مناطقه حساسية.
 
 
 
 
 

الأكثر قراءة



print