شهدت انتخابات جولة الإعادة بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 والتي تجرى في 55 دائرة انتخابية موزعة على 13 محافظة ويتنافس فيها المترشحون على عدد 101 مقعد. وكانت لجان الاقتراع الفرعية بمحافظات المرحلة الثانية بدأت معظمها بفتح أبوابها في تمام الساعة التاسعة صباحاً بالتزامن مع تواجد مكثف للأجهزة الشرطية المكلفة بتأمين محيط اللجان
انطلاق اليوم الحاسم لجولة الإعادة وسط تصويت محسوب واستقرار أمني
كما شهدت اللجان الانتخابية متابعة من قبل المنظمات الحقوقية منذ افتتاح اللجان بمختلف المحافظات. حيث بدء متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية صباح اليوم متابعة التصويت في اليوم الثاني والأخير من جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات النيابية الموزعة على "13" محافظة بقطاعات القاهرة ووسط وجنوب الدلتا وشرق الدلتا، ويتنافس فيها (202) مرشحًا على عدد (101) مقعد برلماني. وذلك عقب يوم أول اتسم بسخونة تنافسية مرتفعة دون تسجيل حوادث عنف جسيمة.
وجاء اليوم الثاني للتصويت في ظل ما أظهره اليوم الأول من تصويت محسوب وإدارة دقيقة للكتل التصويتية، مع غياب المفاجآت الكبرى أو التحولات الحادة في موازين المنافسة، وهو ما عزته مؤشرات الرصد الميداني والتغطية الصحفية إلى طبيعة جولة الإعادة، وتراجع هامش المناورة الانتخابية، فضلًا عن مظاهر الإرهاق الانتخابي لدى قطاعات من الناخبين، خاصة في الدوائر الحضرية.
وأشرف الفريق الميداني للائتلاف المصري لحقوق الإنسان، في اللجان الانتخابية لتسجيل الملاحظات والمؤشرات خلال بداية اليوم الثاني الانتخابية حيث نقل الفريق لغرفة العمليات المركزية للائتلاف الملاحظات من جميع اللجان وتضمنت منها لجنة رقم (33)، بمدرسة ناصر الاعدادية بنات، بقسم حلوان، ولجنة رقم (71)، بمدرسة الشهيد مصطفى محمد راشد الابتدائية، بمركز قويسنا، ولجنة رقم (18)، بالمدرسة الإعدادية الجديدة، بمركز بلبيس، ولجنة رقم (47)، بمدرسة التعليم الأساسي، بمركز المنصورة، فيما استمر الرصد في اللجان الانتخابية.
ورصد متابعو الائتلاف انتظام فتح غالبية اللجان الانتخابية في موعدها المقرر، واستمرار الانتشار الأمني المكثف بمحيط المقار الانتخابية، بما ساهم في الحفاظ على الاستقرار العام للعملية الانتخابية. كما لم تُسجَّل وقائع عنف أو اشتباكات جوهرية خلال اليوم الأول، ولم يتلقى متابعوا الائتلاف أية شكاوى تتعلق بفتح اللجان في موعدها رغم حدة التنافس في عدد من الدوائر، وهو ما انعكس في استمرار العملية الانتخابية دون تعطيل.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن الساعات الأولى من اليوم الثاني تمثل مرحلة حسم انتقائي، تعتمد فيها الحملات الانتخابية على تحريك الكتل التصويتية المتبقية، لا سيما في الدوائر المتقاربة، مع استمرار تفوق أنماط الحشد المنظم في المناطق الريفية والعشائرية مقارنة بالمناطق الحضرية.
انتظام فتح اللجان واستقبال الناخبين دون معوقات على سير العملية
ومن جانبه صرّح أحمد فوقي، رئيس مؤسسة «مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان» بأن المشهد العام للعملية الانتخابية منذ بداية اليوم الثاني من التصويت اتسم بالهدوء والانضباط الملحوظين داخل محيط اللجان، مع انتظام فتحها واستقبال الناخبين دون معوقات جوهرية تؤثر على سير العملية.
وأشار فوقي إلى أن الإجراءات التنظيمية الحازمة التي طبقتها الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى جانب الجهود المكثفة التي بذلتها وزارة الداخلية، أسهمت بشكل واضح في إعادة رسم المشهد الانتخابي بصورة أكثر هدوءًا وانضباطًا مقارنة بالجولة الأولى، وساعدت في الحد من الممارسات المخالفة وتعزيز الإحساس بالأمان داخل محيط اللجان.
وفيما يتعلق بحجم المشاركة فإننا لاحظنا حتى الآن معدلات مشاركة منخفضة في عدد من اللجان التي تم زيارتها، ورصدنا تفاوت في المشاركة بنسب أعلى في بعض لجان القليوبية والشرقية والمنوفية.
وأكد رئيس مصر السلام استمرار عمل غرفة العمليات والخط الساخن على مدار ساعات التصويت، لتلقي أي شكاوى أو ملاحظات من المواطنين والمتابعين، ورصد أي ممارسات قد تؤثر على نزاهة العملية الانتخابية.
وشدد رئيس المؤسسة على أن مشاركة المواطنين بالإبلاغ عن أي تجاوزات تمثل عنصرًا أساسيًا في دعم الشفافية وحماية إرادة الناخبين، كما أشار إلى أنه، وكما جرت العادة، من المتوقع ارتفاع معدل المشاركة مع نهاية اليوم الثاني من التصويت.
نزاهة العملية الانتخابية لا تُقاس بغياب المخالفات بل بقدرة الدولة والمجتمع على رصدها والتعامل معها
في السياق نفسه أطلق مجلس الشباب المصري تقريره التحليلي الخاص برصد ومتابعة الساعات الأولى من اليوم الثاني لجولة الإعادة بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، وذلك في إطار البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية، ومن خلال غرفة العمليات المركزية التي تابعت مجريات التصويت ميدانيًا داخل عدد واسع من المحافظات.
وأكد التقرير أن غالبية اللجان الانتخابية فتحت أبوابها في الموعد المقرر دون تسجيل معوقات تنظيمية جوهرية، مع التزام ملحوظ من القائمين على إدارة العملية الانتخابية بالإجراءات القانونية المنظمة، وهو ما أسهم في ضمان انطلاقة مستقرة لليوم الانتخابي الثاني، خاصة في الدوائر التي تشهد منافسة انتخابية محتدمة.
مشاركة نسائية كثيفة في جولة الإعادة للمرحلة الثانية
ورصد متابعو مجلس الشباب المصري تزايدًا تدريجيًا في معدلات الإقبال خلال الساعات الأولى، حيث شهدت محافظة الإسماعيلية حضورًا لافتًا للناخبين منذ الصباح، في حين سُجلت كثافة واضحة لمشاركة النساء أمام عدد من لجان مدينة 15 مايو بدائرة حلوان بمحافظة القاهرة، بما يعكس حضورًا نسائيًا فاعلًا في المشهد الانتخابي. كما شهدت لجان محافظة الدقهلية تجمعات انتخابية ملحوظة داخل الدوائر التي تخوض جولة الإعادة، مقابل إقبال متوسط خلال الساعة الأولى بمحافظة دمياط، وتشكّل طوابير محدودة أمام بعض لجان محافظة بورسعيد، بينما برز إقبال ملحوظ بمحافظة السويس خلال الساعات الأولى من التصويت.
وأشار التقرير إلى أنه على المستوى الإجرائي، تم تمكين مندوبي الأحزاب السياسية ووكلاء المرشحين من التواجد داخل مقار اللجان الانتخابية بصورة أكثر انتظامًا مقارنة باليوم السابق، وهو ما يعزز من ضمانات الشفافية والرقابة المتبادلة داخل اللجان التي تشهد جولة الإعادة.
وفي المقابل، رصد مجلس الشباب المصري استمرار بعض المخالفات المحدودة في عدد من الدوائر، تمثلت في قيام بعض المرشحين أو أنصارهم بدعوة الناخبين للخروج للتصويت عبر الصفحات الرسمية والشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن نشر صور لأوراق اقتراع بعد الإدلاء بالأصوات، وهي ممارسات تُعد مخالفة صريحة للقواعد المنظمة للعملية الانتخابية، وتم توثيقها ضمن التقرير في إطار الرصد الحقوقي دون تهويل أو تهوين.
غرفة العمليات المركزية تواصل عملها على مدار اليوم الثاني لرصد تطورات المشهد الانتخابي ميدانيًا
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، أن ما تشهده الساعات الأولى من اليوم الثاني لجولة الإعادة يعكس حالة مركبة من الوعي السياسي المتزايد لدى المواطنين، يقابلها في بعض الدوائر استمرار ممارسات انتخابية تحتاج إلى حسم قانوني أسرع. المنهجية التي يعمل بها مجلس الشباب المصري تقوم على رصد المشهد كاملًا دون انتقائية؛ نُثمن انتظام فتح اللجان، وتمكين المندوبين، وارتفاع مشاركة النساء والشباب، وفي الوقت ذاته نُسجل أي مخالفة تمس جوهر حرية الاختيار أو مبدأ تكافؤ الفرص. نزاهة العملية الانتخابية لا تُقاس بغياب المخالفات فقط، بل بقدرة الدولة والمجتمع معًا على رصدها والتعامل معها بشفافية وحسم .
وأكد مجلس الشباب المصري، أن غرفة العمليات المركزية تواصل عملها على مدار اليوم الثاني لرصد تطورات المشهد الانتخابي ميدانيًا، مع الالتزام بتقديم تقييم حقوقي متوازن يستند إلى الوقائع الموثقة، وبما يدعم الثقة العامة في العملية الانتخابية، ويحفظ حق المواطن في اختيار ممثليه بإرادة حرة ونزيهة.