الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 12:51 ص

هلع أوروبي قبل الأعياد.. سلالة K من إنفلونزا A تكتسح القارة مبكرًا.. مستشفيات تحت الضغط وتحذيرات صحية عاجلة ..ومخاوف من تحول عيد الميلاد لموسم عدوى جماعية يهدد الاحتفالات ويعيد شبح الإغلاق

هلع أوروبي قبل الأعياد.. سلالة K من إنفلونزا A تكتسح القارة مبكرًا.. مستشفيات تحت الضغط وتحذيرات صحية عاجلة ..ومخاوف من تحول عيد الميلاد لموسم عدوى جماعية يهدد الاحتفالات ويعيد شبح الإغلاق أرشيفية
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 11:00 م
فاطمة شوقى
تعيش أوروبا حالة من القلق الصحي المتصاعد مع الانتشار المبكر والعنيف لسلالة K من إنفلونزا A، في مشهد يعيد إلى الأذهان كوابيس مواسم وبائية سابقة، لكن ما يميز هذه الموجة، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية، هو سرعتها غير المعتادة وتزامنها الخطير مع موسم السفر والتجمعات العائلية المرتبطة بـ أعياد الميلاد ونهاية العام.
 
وتؤكد المنظمات الصحية الأوروبية أن موسم الإنفلونزا 2025-2026 بدأ قبل موعده الطبيعي بنحو أربعة أسابيع، وهو ما أربك خطط الاستعداد، خاصة في الدول التي تعاني أصلًا من نقص الكوادر الطبية وضغط المستشفيات خلال فصل الشتاء. السلالة K، المنتمية إلى فيروس A(H3N2)، تُعد الأكثر انتشارا في العينات المخبرية المسجلة حتى الآن.
 
إسبانيا.. الذروة قبل أوانها
فى إسبانيا، دقت السلطات ناقوس الخطر بعدما تجاوزت معدلات الإصابة جميع التوقعات. الأرقام الرسمية تشير إلى أعلى معدل إصابة منذ سنوات، مع ضغط متزايد على الرعاية الأولية وأقسام الطوارئ. الأطباء يحذرون من أن الأسابيع المقبلة قد تكون الأصعب، خاصة مع اقتراب العطلات.
 
بريطانيا.. سيناريو شتوى قاتم
وتواجه المملكة المتحدة وضعًا لا يقل خطورة،  NHS وصف الوضع بأنه مقدمة لأزمة شتوية غير مسبوقة، حيث ارتفعت نسب الدخول إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا، لا سيما بين الأطفال والشباب، وحذروا المسؤولون الصحيون من أن التأخر في التطعيم قد يحوّل الأعياد إلى نقطة انفجار وبائي.
 
فرنسا.. البلاد في قلب الوباء
في فرنسا، تحولت الخريطة الصحية إلى اللون الأحمر تقريبًا. 12 من أصل 13 منطقة دخلت رسميًا المرحلة الوبائية، مع تسجيل نسب إصابة مرتفعة في المدارس ودور الحضانة. السلطات أكدت أن الأطفال يمثلون الفئة الأكثر تأثرًا، ما يثير مخاوف من انتقال العدوى داخل الأسر خلال الأعياد.
 
جنوب أوروبا.. موجة صاعدة
كما تشهد كلا من إيطاليا والبرتغال موجة مبكرة لكنها في تصاعد مستمر. ورغم أن الأرقام لا تزال أقل من ذروتها المتوقعة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الأسوأ قد يأتي بعد الاحتفالات، عندما تتضاعف حالات المخالطة الاجتماعية.
 
أعياد تحت التهديد
يتمثل القلق الأكبر يتمثل في تزامن هذه الموجة مع موسم السفر الأوروبي، حيث الملايين يتنقلون بين الدول، ما قد يحول سلالة K إلى أزمة عابرة للحدود. لذلك، تركز الرسائل الصحية الرسمية على التطعيم العاجل، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وحماية الفئات الأكثر هشاشة.
في المحصلة، تقف أوروبا أمام اختبار صحي صعب ، إما احتواء مبكر يجنب القارة سيناريو كارثيًا، أو أعياد ميلاد تتحول من موسم فرح إلى بؤرة عدوى واسعة، تُعيد الخوف والذعر إلى شوارع ومدن القارة العجوز.
 
الكمامات تعود إلى الواجهة: هل تفرضها أوروبا مجددًا؟
 
مع تسارع انتشار سلالة K من إنفلونزا A، عاد الجدل بقوة في عدد من الدول الأوروبية حول إعادة فرض ارتداء الكمامات، ولو بشكل جزئي. في إسبانيا، أوصت السلطات الصحية بارتداء الكمامات داخل المستشفيات، المراكز الصحية، ودور رعاية المسنين، خاصة في الأقاليم التي تشهد ضغطًا متزايدًا على أقسام الطوارئ، مع ترك القرار مفتوحًا أمام الحكومات الإقليمية لفرض الإلزام إذا تدهورت المؤشرات الوبائية.
 
في فرنسا، لم يُفرض ارتداء الكمامات بشكل إلزامي حتى الآن، لكن وزارة الصحة لم تستبعد العودة إلى هذا الإجراء في المنشآت الصحية ووسائل النقل المكتظة، خصوصًا بعد دخول غالبية المناطق مرحلة الوباء، و السلطات اكتفت حاليًا بتوصيات قوية للفئات الهشة والعاملين في القطاع الصحي.
 
أما إيطاليا، فتتبنى نهجًا حذرًا، حيث تفرض الكمامات بالفعل داخل بعض المرافق الطبية، مع إمكانية توسيع الإلزام محليًا في حال ارتفاع الإصابات، خاصة بين الأطفال وكبار السن،  وفي البرتغال، يظل ارتداء الكمامات موصى به بشدة دون فرض قانوني، مع تحذيرات رسمية من أن الإجراءات قد تُشدد بعد عطلة نهاية العام.
 
في المملكة المتحدة، لا توجد خطط فورية لإعادة فرض الكمامات إلزاميًا، لكن الهيئات الصحية توصي باستخدامها في الأماكن المغلقة والمزدحمة، خاصة لمن يعانون أعراضًا تنفسية، وسط مخاوف من تفاقم الضغط على المستشفيات خلال الشتاء.
 
بشكل عام، تتجنب الحكومات الأوروبية العودة السريعة إلى الإلزام الشامل، لكنها تترك الباب مفتوحًا أمام فرض الكمامات موضعيًا إذا تحولت سلالة K إلى أزمة صحية أوسع، ما يجعل هذا الإجراء أحد الخيارات المطروحة بقوة على طاولة صناع القرار خلال الأسابيع المقبلة.

الأكثر قراءة



print