الإثنين، 01 ديسمبر 2025 02:49 م

طبول الحرب تدق في الكاريبي.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان كاراكاس.. خبراء يحذرون: النفط الفنزويلي الهدف السري لترامب.. فنزويلا معزولة جواً.. وانهيار الرحلات يثير المخاوف في الأسواق

طبول الحرب تدق في الكاريبي.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان كاراكاس.. خبراء يحذرون: النفط الفنزويلي الهدف السري لترامب.. فنزويلا معزولة جواً.. وانهيار الرحلات يثير المخاوف في الأسواق مادورو وترامب
الإثنين، 01 ديسمبر 2025 01:00 م
فاطمة شوقى
تعيش منطقة الكاريبي أخطر لحظاتها منذ عقود، بعدما تحوّلت التهديدات الأمريكية ضد فنزويلا إلى كرة نار تتدحرج فوق خرائط أمريكا اللاتينية، وتصاعدت التوترات حول اندلاع حرب قريبة، مع تصاعد التوتر فى المنطقة، ويحذر خبراء وسياسيون من أن النفط الفنزويلي أصبح هدفًا سريًا ضمن حسابات استراتيجية للبيت الأبيض، في وقت تواجه فنزويلا عزلة جوية غير مسبوقة بعد انهيار الرحلات الدولية، بينما الأسواق العالمية تشهد مخاوف متزايدة من تداعيات الصراع المحتمل في المنطقة.
 
انهيار مفاجئ في حركة الطيران
تواجه فنزويلا أسوأ عزلة جوية منذ سنوات، بعدما تراجع عدد رحلاتها الدولية الأسبوعية بنسبة 24% دفعة واحدة، إثر قرار السلطات الفنزويلية إلغاء التراخيص الممنوحة لست شركات طيران كبرى، من بينها إيبيريا، TAP، الخطوط التركية، أفيانكا، LATAM كولومبيا، Gol. وبهذا القرار، انخفضت الرحلات من 105 إلى 79 رحلة أسبوعيًا فقط، مما تسبب في شبه انقطاع عن أوروبا وركود حاد في حركة السفر.
تعود الأزمة الحالية لتذكّر بانهيار قطاع الطيران الفنزويلي خلال العقد الماضي. ففي عام 2013 كانت فنزويلا تملك 352 رحلة دولية أسبوعيًا ، الرقم الذي انخفض إلى 100 فقط في 2019 بسبب انسحاب شركات الطيران وعدم قدرتها على تحويل أرباحها إلى الخارج. واليوم، تمتلك البلاد أقل بنسبة 77% من رحلاتها قبل 12 عامًا، لتجد نفسها في عزلة جوية شبه كاملة.
 
احتياطى النفط لدى فنزويلا أكثر من 300 مليار برميل
وتملك فنزويلا أكبر احتياطات نفطية مؤكدة في العالم، تُقدر بأكثر من 300 مليار برميل،  وفي الولايات المتحدة لم يعد بعض السياسيين يخفون أن النفط هو الهدف. فقد قالت النائبة الجمهورية ماريا إلفيرا سالازارة  لقناة فوكس نيوز ، نحن على وشك الدخول. بالنسبة لشركات النفط الأمريكية ، ستكون فنزويلا احتفالاً، لأن هناك أكثر من تريليون دولار من النشاط الاقتصادي.
أما جيمس ستوري، آخر سفير للولايات المتحدة في كاراكاس، يجب أن يختفي مادورو لأنه ممثل سيء يجلس فوق أكبر احتياطيات نفط في العالم، إضافة إلى المعادن الضرورية لاقتصاد القرن الحادي والعشرين، وقد تحالف مع منافسينا الاستراتيجيين.
تعمل عدة شركات نفط أجنبية في فنزويلا عبر شراكات مع شركة PDVSA الحكومية، مع احتفاظ الدولة بحصة الأغلبية،  وتشمل الشركات: شيفرون، ريبسول، إيني، وشركات صينية. لكن في فبراير الماضي شددت واشنطن العقوبات وسحبت تراخيص التصدير من الشركات الغربية، قبل أن تمنح لاحقاً استثناءً لشيفرون يسمح لها بالاستمرار دون تحويل أموال مباشرة للدولة الفنزويلية. وكانت الصين المستفيد الأكبر، إذ استحوذت في منتصف العام على 85% من صادرات النفط الفنزويلي وفق موقعOil Price
 
كولومبيا.. قلب العاصفة وحدود مشتعلة
وعن مخاوف دول أمريكا اللاتينية فموقف الدول يختلف بين واحدة لأخرى، حيث تجد كولومبيا نفسها في مرمى الريح، فهي تتقاسم مع فنزويلا حدودًا تمتد لأكثر من ألف كيلومتر يعيش على طرفيها ملايين البشر. ومع اقتراب الانتخابات، يحاول الرئيس جوستافو بيترو السير على حبل مشدود: فهو لا يدعم مادورو، لكنه يرفض تمامًا التدخل العسكري الأمريكي، محذرًا من أن أي شرارة قد تطلق «حربًا لا يمكن السيطرة عليها».
 
البرازيل.. دبلوماسية محاصرة بالخوف
أما البرازيل، العملاق الجنوبي، فتشعر بثقل أي رصاصة قد تُطلق في المنطقة. حاول الرئيس لولا دا سيلفا التوسط لدى ترامب لخفض التصعيد، لكن البيت الأبيض تجاهل المبادرة. وفي ظل القطيعة مع مادورو بعد اتهامات التزوير عام 2024، تبدو برازيليا عالقة بين واجبها الإقليمي ورفضها لأي عملية عسكرية قد تشعل الحدود وتطلق موجات لجوء ضخمة عبر الأمازون.
 
المكسيك.. توازن على حافة الانفجار
تختار المكسيك سياسة «الحياد الحذر». فبين علاقتها المعقدة مع واشنطن ورغبتها في تجنب القصف الأمريكي قرب سواحلها، لجأت الرئيسة كلوديا شينباوم إلى اتفاق بحري يسمح لبلادها بالتعامل مباشرة مع «قوارب المخدرات». ومع ذلك، فاجأت المنطقة بإرسال وفد رسمي إلى تنصيب مادورو، في إشارة لم تمر مرور الكرام.
 
الأرجنتين.. انحياز لا يعرف التجميل
الأرجنتين بقيادة خافيير ميلي اختارت الاصطفاف الكامل مع ترامب. ومع وصفه لمادورو بأنه «أسوأ نجاسة على وجه الأرض»، تبدو بوينس آيرس مستعدة للتصعيد مهما كانت العواقب.
 
تداعيات سياسية وأمنية
جاءت هذه الأزمة على خلفية التحذير الذي أصدرته إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAAبعد دخول حاملة الطائرات العملاقة USS Gerald R. Ford إلى مياه الكاريبي. وبسبب المخاطر المحتملة في الأجواء، بدأت شركات الطيران بإلغاء رحلاتها تباعًا، قبل أن تمنح فنزويلا مهلة 48 ساعة لاستئناف العمل، تحت التهديد بسحب التراخيص. ومع انتهاء المهلة، اتهمت كراكاس الشركات الست بـ الانضمام إلى الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحدة
 
انسحاب جماعي وشلل متصاعد
أعلنت Avianca وقف بيع وتشغيل الرحلات من وإلى فنزويلا، وألغت Air Europa رحلاتها بين مدريد وكراكاس، بينما بقيت بعض الشركات الصغيرة مثل Wingo، Satena، Copa، الخطوط البوليفية وشركات محلية أخرى تعمل بقدرات محدودة. وبهذا، تقلصت الوجهات الفعّالة إلى عدد ضئيل يشمل المكسيك وكولومبيا وبنما وكوبا وبضع جزر في الكاريبي.
 
شركات النفط الأمريكية تمارس ضغوط
وفى نهاية العام الماضى ، كشف الخبراء أن شركات النفط الأمريكية العاملة فى فنزويلا تمارس ضغوط على إدارة دونالد ترامب للتفاوض مع نيكولاس مادورو ، عوض السعى لإسقاطه ، فشركة شيفرون—الوحيدة التي لا تزال تعمل هناك—إلى جانب مستوردي النفط الفنزويلي والمصافي التي تعالجه، أكدت أن استمرار الصادرات من فنزويلا يعزز أمن الطاقة الأمريكى ويحدّ من توسع خصوم واشنطن في البلد الغني بالموارد، ورأت تلك الشركات أن العقوبات في ولاية ترامب الأولى لم تُسقط النظام وإنما عمّقت الفقر ودَفعت مزيداً من الفنزويليين للهجرة إلى الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة



print