الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 07:13 م

من اختفاء مظاهر الدعاية إلى زحف عمال المناطق الصناعية وطوابير الاستعلام الإلكترونى.. منظمات دولية ومحلية ترصد مشاهداتها بانتخابات النواب 2025.. وتوثق تصدر المرأة والشباب وسط إجراءات أمنية محكمة

من اختفاء مظاهر الدعاية إلى زحف عمال المناطق الصناعية وطوابير الاستعلام الإلكترونى.. منظمات دولية ومحلية ترصد مشاهداتها بانتخابات النواب 2025.. وتوثق تصدر المرأة والشباب وسط إجراءات أمنية محكمة متابع دولي يدون ملاحظاته بشأن انتخابات مجلس النواب
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 03:00 م
مع دقات التاسعة من صباح الثلاثاء الخامس والعشرين من نوفمبر 2025، وعبر ثلاثة عشر محافظة مصرية، عادت الحياة لتدب فى أوصال اللجان الانتخابية معلنة انطلاق اليوم الثانى والأخير من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، فى مشهد وثقته عيون مئات المتابعين الدوليين والمحليين التابعين للمنظمات الحقوقية الذين انتشروا ميدانياً لرصد نبض الشارع وصناديق الاقتراع، وقد كشفت تقارير غرف العمليات الحقوقية عن لوحة انتخابية اتسمت بالانضباط التنظيمى الملحوظ والهدوء النسبى الذى سرعان ما تحول إلى حراك كثيف مع انتصاف النهار، حيث أكد المتابعون أن اللجان فتحت أبوابها فى مواعيدها المقررة وسط إجراءات تأمينية مكثفة ضمنت سلاسة الدخول والخروج، مع توفير لوجستيات إنسانية ملموسة تمثلت فى مظلات للوقاية من الشمس وكراسى متحركة لذوى الهمم ومقاعد لكبار السن، وهو ما مهد الطريق لاستقبال الناخبين فى أجواء مستقرة خالية من المعوقات الإدارية الجسيمة.
 
وفى رصد دقيق لطبيعة المشاركة، سجلت البعثة الدولية لـ "ائتلاف نزاهة" والائتلاف المصرى لحقوق الإنسان والتنمية تبايناً جغرافياً واجتماعياً مثيراً للاهتمام فى معدلات الإقبال، فبينما استيقظت القرى والمناطق الريفية فى الدقهلية والمنوفية والشرقية والغربية على نشاط مبكر مدفوع بالروابط العائلية والعصبية القبلية التى دعمت المرشحين المستقلين بقوة، تأخر الحراك فى الدوائر الحضرية بالمدن الكبرى قليلاً ليرتبط بانتهاء ساعات الذروة المرورية الصباحية، إلا أن المشهد سرعان ما تغير بدخول "الكتلة العمالية" على خط التصويت، حيث رصد المراقبون تدفقات لافتة من عمال المناطق الصناعية فى العاشر من رمضان، ومسطرد، وقويسنا، والمحلة الكبرى، الذين توجهوا إلى لجانهم قبل ورديات العمل أو خلال فترات الراحة، مما خلق كثافات تصويتية عالية فى محيط تلك المناطق، معززين بذلك نسب المشاركة العامة ومؤكدين على دورهم المؤثر فى حسم المقاعد فى تلك الدوائر الحيوية.
 
ولم يغب العنصر النسائى عن صدارة المشهد، حيث واصلت المرأة المصرية تصدرها للصفوف، وهو ما أكدته غرفة عمليات المجلس القومى للمرأة وتقارير المراقبين الميدانية، خاصة فى محافظة دمياط التى شهدت تواجداً مكثفاً للسيدات منذ الساعات الأولى، وكذلك فى محافظة الشرقية التى تميزت بحضور نسائى لافت، وفى سياق متصل، أشار المرصد التونسى لحقوق الإنسان، كأحد الجهات الدولية المتابعة، إلى ظاهرة إيجابية تمثلت فى المشاركة الواسعة للشباب من الجنسين، معتبرين أن الأرقام التى رصدت لحضور الفئات العمرية الصغيرة تعكس وعياً سياسياً متنامياً وإدراكاً لأهمية المشاركة فى الاستحقاق الدستوري، وهو ما يعد مؤشراً صحياً لمستقبل الممارسة الديمقراطية، وقد تضافر هذا الحضور الشبابى والنسائى مع توافد كبار السن الذين وجدوا فى التسهيلات المقدمة ورعاية رؤساء اللجان حافزاً للإدلاء بأصواتهم دون عناء.
 
ومن أبرز الظواهر التى استوقفت المنظمات الحقوقية فى تقارير منتصف اليوم، بروز ما أطلق عليه المراقبون "طوابير الاستعلامات الانتخابية"، وهى ظاهرة نشأت نتيجة توافد أعداد كبيرة من المواطنين الراغبين فى التصويت دون معرفة أرقام لجانهم الفرعية مسبقًا، وقد رصد الائتلاف المصرى لحقوق الإنسان تحول محيط العديد من المدارس، خاصة فى المناطق الشعبية والمكتظة بالقاهرة كدوائر المرج وبركة الحاج وباب الشعرية، إلى ورش عمل تطوعية، حيث بادر الشباب باستخدام هواتفهم المحمولة لمساعدة كبار السن والسيدات فى استخراج بياناتهم من موقع الهيئة الوطنية للانتخابات، فى مشهد تكافلى عفوى يعكس الرغبة المجتمعية فى إنجاح العملية الانتخابية، ورغم أن هذا الأمر تسبب فى بعض الازدحام اللحظى أمام البوابات، إلا أن التعامل المرن من قبل قوات التأمين والموظفين الإداريين ساهم فى استيعاب هذه الأعداد وتوجيهها إلى المسارات الصحيحة.
 
وعلى صعيد النزاهة والشفافية، أشاد المتابعون الدوليون باختفاء مظاهر الدعاية الانتخابية "الصمت الانتخابي" من محيط لجان الاقتراع بشكل شبه كامل، حيث خلت الأسوار والبوابات من اللافتات والملصقات الدعائية، وهو ما يعكس صرامة فى تطبيق القانون، كما ثمن ائتلاف نزاهة ومؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان اليقظة الأمنية والإجراءات الحاسمة التى اتخذتها وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للانتخابات فى مواجهة بعض المخالفات الفردية، بما فى ذلك القبض على سماسرة الأصوات فى بعض الدوائر ومنع أى محاولات للتأثير على إرادة الناخبين، مؤكدين أن غرف العمليات المركزية تلقت استجابات فورية وإيجابية من الهيئة الوطنية للانتخابات تجاه أى ملاحظات تم رفعها، مما عزز من ثقة المراقبين فى حيادية الجهات المشرفة على العملية الانتخابية.
 
وفى التفاصيل الميدانية الدقيقة التى تعكس عمق التغطية الرقابية، أوردت التقارير أسماء لجان بعينها شهدت انضباطاً ونشاطاً ملحوظاً، مثل لجان مدرسة عزبة اللحم الابتدائية بدمياط، ومدرسة خالد بن الوليد بالشرقية، ومدرسة باب الشعرية بالقاهرة، حيث حرص رؤساء تلك اللجان على التحقق الدقيق من هويات الناخبين وضمان سرية الاقتراع، مما يعكس التزاماً بالمعايير الدولية، وقد أكدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، الشريك المحلى للبعثة الدولية، أن خطة الانتشار استهدفت تغطية عينة معبرة من اللجان الفرعية لضمان مصداقية النتائج، مشيرة إلى أن التنسيق بين المتابعين الدوليين البالغ عددهم 34 متابعاً من 16 دولة وبين المتابعين المحليين وفر رؤية بانورامية شاملة لمجريات اليوم الثاني.
 
ومع اقتراب ساعات الحسم وإغلاق الصناديق، تشير كافة الدلائل والمشاهدات التى رصدتها المنظمات الحقوقية إلى أن المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق معدلات مشاركة مقبولة، مدفوعة بتنوع التركيبة التصويتية بين الريف والحضر، وبين العمال والشباب والمرأة، فى ظل بيئة انتخابية آمنة ومستقرة، لتؤكد التقارير فى مجملها أن العملية التصويتية تجرى وفق المعايير القانونية والتنظيمية، بانتظار إسدال الستار وبدء عمليات الفرز التى ستكشف عن الخريطة النهائية لممثلى الشعب تحت قبة البرلمان.
 
 

الأكثر قراءة



print