الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 12:08 ص

اللجان تغلق أبوابها فى 13 محافظة بعد ملحمة وطنية سطرها المصريون أمام 73 دائرة.. طوابير الناخبين تتزين بأعلام مصر ومشاركة تاريخية لـ"سيدات الجمالية" وشباب "الأسمرات" وشيوخ "عابدين".. ومشاهد إنسانية تخطف الأنظار

اللجان تغلق أبوابها فى 13 محافظة بعد ملحمة وطنية سطرها المصريون أمام 73 دائرة.. طوابير الناخبين تتزين بأعلام مصر ومشاركة تاريخية لـ"سيدات الجمالية" وشباب "الأسمرات" وشيوخ "عابدين".. ومشاهد إنسانية تخطف الأنظار انتخابات
الإثنين، 24 نوفمبر 2025 09:00 م
أغلقت اللجان الانتخابية أبوابها رسميًا في تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم الاثنين، معلنة انتهاء اليوم الأول من عمليات التصويت في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025، والتي تجرى فعالياتها في ثلاث عشرة محافظة هي القاهرة، القليوبية، الدقهلية، الغربية، المنوفية، كفر الشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، وشمال سيناء، حيث باشر القضاة المشرفون على اللجان الفرعية إجراءات غلق الصناديق وتشميعها في 5287 لجنة انتخابية موزعة على 73 دائرة، يتنافس فيها 1316 مرشحًا بالنظام الفردي، إضافة إلى القوائم المخصصة لقطاعي القاهرة وجنوب ووسط الدلتا وشرق الدلتا، وذلك تمهيدًا لاستئناف التصويت في اليوم الثاني والأخير غدًا الثلاثاء، بعد يوم حافل شهد تباينًا في كثافة الحضور وتنوعًا لافتًا في فئات الناخبين.
 
وقد انطلق الماراثون الانتخابي منذ ساعات الصباح الأولى وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة، حيث رصدت المتابعات الميدانية توافد أعداد كبيرة من الناخبين على المقرات الانتخابية، وبرزت منطقة السلام بمحافظة القاهرة كواحدة من أكثر المناطق حشدًا، إذ شهد محيط مدرسة مصطفى كامل الثانوية تجمعات للمواطنين من الرجال والسيدات قبل فتح اللجان، كما شهدت لجان منطقة السيدة زينب طوابير ممتدة أمام المدارس تعكس حرص المواطنين على المشاركة في اختيار من يمثلهم، وهو المشهد الذي تكرر بصورة مماثلة في حي مصر الجديدة، وتحديدًا بمحيط مدرسة الشهيد مصطفى يسري أبو عميرة ومدرسة طبري روكسي، حيث تواجد الناخبون حاملين أعلام مصر وصور القيادة السياسية، في مشهد جمع بين ممارسة الحق الدستوري والمظاهر الاحتفالية الوطنية.
 
وكان لافتًا للنظر في هذا الاستحقاق الانتخابي تصدر كبار السن للمشهد منذ الساعات الأولى، حيث ضربوا مثالًا في الالتزام والحرص على المشاركة رغم التحديات الصحية وعوامل السن، وهو ما تجلى بوضوح في لجان حدائق القبة، حيث أصرت سيدة سبعينية على الحضور للإدلاء بصوتها، مؤكدة بعبارات بسيطة وعفوية أن مشاركتها هي عادة دأبت عليها طوال حياتها لدعم الوطن، ولم يقتصر الأمر على الحضور فقط، بل تلاحمت الأجيال في مشهد حضاري بحي عابدين، حيث انتشرت مجموعات من الشباب المتطوعين أمام مدرسة عابدين الثانوية ومدرسة محمد فريد لمساعدة كبار السن وتوجيههم إلى لجانهم، موفرين بذلك بيئة مريحة شجعت المزيد من المسنين على المشاركة.
 
وفي سياق متصل، فرضت المرأة المصرية حضورها المعتاد بقوة في المشهد الانتخابي، حيث رصدت الجولات الميدانية في دائرة الجمالية تواجدًا كثيفًا للسيدات اللاتي تصدرن الصفوف وزينّ اللجان بحضورهن، مؤكدات دورهن المحوري في الاستحقاقات السياسية، وبالتوازي مع ذلك، شهدت مدرسة "تحيا مصر" بمنطقة الأسمرات إقبالًا كثيفًا جمع بين حماس الشباب وخبرة كبار السن، في إشارة دالة على وصول رسالة المشاركة السياسية إلى كافة المناطق السكنية، سواء التاريخية منها أو المجتمعات العمرانية الجديدة والمطورة.
 
ولم تخلُ العملية الانتخابية من اللمسات الإنسانية التي عكست تكاتف مؤسسات الدولة لتيسير العملية على المواطنين، حيث وثقت العدسات مشاهد راقية للشرطة النسائية في مدرسة سيزا نبراوي بالتجمع الخامس، حينما قامت ضابطة شرطة بمرافقة ناخبة مسنة ومساعدتها للوصول إلى لجنتها، كما امتد هذا السلوك الراقي إلى القائمين على العملية الانتخابية من الهيئات القضائية، حيث حرصت المستشارة مارتينا طلعت، رئيسة إحدى اللجان بمدرسة الاتحاد القومي بقصر النيل، على تذليل كافة العقبات أمام كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان ممارستهم لحقهم الانتخابي دون مشقة.
 
وظهرت عزيمة المصريين جلية في لجان المطرية، التي شهدت إصرارًا من ذوي الهمم والمصابين على المشاركة، حيث حضر ناخبون يستندون إلى عكازات، وفتاة مصابة في يدها، ليجدوا رؤساء اللجان والموظفين في استقبالهم لمساعدتهم في الوصول إلى الصندوق، وفي المحافظات الأخرى، رصدت غرفة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إقبالًا ملحوظًا في القرى، وتحديدًا في قرية الفرستق بمركز بسيون بمحافظة الغربية، مما يشير إلى اتساع رقعة المشاركة لتشمل الريف والحضر على حد سواء، ليُسدل الستار على اليوم الأول وسط ترقب لاستكمال هذا العرس الديمقراطي في يومه الثاني.

الأكثر قراءة



print