السبت، 22 نوفمبر 2025 02:28 م

الشبورة الكثيفة تهدد السلامة على الطرق.. أسباب ظهورها فى الخريف والشتاء.. ومتى تصل إلى حد الضباب؟ و كيف تحمى نفسك من الحوادث.. دليل خبراء الطقس للقيادة بأمان لمواجهة انعدام الرؤية

الشبورة الكثيفة تهدد السلامة على الطرق.. أسباب ظهورها فى الخريف والشتاء.. ومتى تصل إلى حد الضباب؟ و كيف تحمى نفسك من الحوادث.. دليل خبراء الطقس للقيادة بأمان لمواجهة انعدام الرؤية أرشيفية
السبت، 22 نوفمبر 2025 01:00 م
كتبت أسماء نصار
تشهد البلاد هذه الأيام شبورة مائية كثيفة، تصل في بعض الأحيان إلى حد الضباب، على أغلب الطرق السريعة والمناطق الزراعية، فهذه الظاهرة الجوية تحدٍ حقيقي يهدد الرؤية الأفقية بانخفاض حاد، مما يجعلها السبب الرئيسي وراء الحوادث المرورية المأساوية.
 
و لفهم هذه الظاهرة وتأثيرها البالغ، نسلط الضوء من خلال هذا التقرير على آليات تكونها، وأسباب كثافتها الحالية، والمدة المتوقعة لاستمرارها، وكيفية التعامل معها.

سحاب منخفض يعانق سطح الأرض

يوضح خبراء الطقس بمركز معلومات المناخ أن الشبورة المائية هي ظاهرة جوية طبيعية يمكن وصفها بأنها سحاب منخفض يسبح على مقربة شديدة من سطح الأرض، و علميًا، تحدث الشبورة نتيجة تكاثف بخار الماء القريب من السطح، ويساعد على عملية التكاثف هذه وجود عوامل مساعدة في الجو كالغبار، والدخان، والشوائب المختلفة، حيث يعلق عليها بخار الماء مكونًا قطرات دقيقة.

مرتفع جوي يحبس الرطوبة

و يرجع السبب الأساسي في ظهور الشبورة بكثافة عالية هذه الأيام إلى حالة الاستقرار في الأحوال الجوية وامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، و يعمل هذا المرتفع الجوي كغطاء يحبس الرطوبة في الطبقة القريبة من سطح الأرض، وعندما تقترن هذه الرطوبة العالية مع الهدوء النسبي للرياح وانخفاض درجة حرارة السطح خلال الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر، يتكثف بخار الماء بكميات كبيرة، لتتكون الشبورة المائية الكثيفة.

متى تتحول الشبورة إلى ضباب؟

ويوضح الخبراء أن الضباب والشبورة هما وجهان لعملة واحدة، لكن بدرجات مختلفة، فالضباب عبارة عن كرات مائية دقيقة تسبح في الهواء، وعندما يكون خفيفًا يسمى بالشبورة، التي تعطي السماء لونًا أبيض باهتًا يضعف المشاهدة.
 
و تصل الشبورة إلى حد الضباب عندما تقل الرؤية الأفقية بشكل كبير لتبلغ أقل من 1000 متر في بعض المناطق.
 
وتشير خبراء مركز معلومات المناخ لى أن الضباب ينشأ عندما يبرد الهواء لدرجة التشبع، مع ضرورة أن لا تقل نسبة الرطوبة عن 90%، ومما يزيد من قتامة الضباب هو شروق الشمس، حيث تسبب حرارتها هياجًا في كتل الضباب فتختلط ببعضها.
 
و من العوامل التي تساعد على وصول الظاهرة لحد الضباب هو هبوب رياح دافئة ورطبة على أرض أو بحر بارد، مما يخفض درجة حرارة الهواء إلى ما دون نقطة الندى، وكذلك انتشار الدخان والملوثات في المدن الصناعية الكبرى.

استمرار الظاهرة في الخريف والشتاء

ويؤكد الخبراء أن فصول الخريف والشتاء أكثر الفصول التي تظهر فيها الشبورة وتكون كثيفة وتصل إلى حد الضباب، وعادة ما تبدأ هذه الظاهرة في الساعات المتأخرة من الليل وتتلاشى تدريجيًا مع سطوع أشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة.

نصائح قيادية لضمان السلامة

و نظرًا لخطورة الشبورة الكثيفة على الرؤية، يقدم خبراء الطقس "روشتة" إرشادية للمواطنين لتقليل مخاطر الحوادث:
 
يجب القيادة بهدوء تام وخفض السرعة بشكل كبير، مع تجنب قيادة السيارة في حال انعدام الرؤية الأفقية تمامًا.
 
ضرورة إضاءة كشافات الشبورة المائية والكشافات الأمامية، وزيادة مسافات الأمان بين السيارة والسيارات الأخرى.
 
استعمال مساحات الزجاج باستمرار، وفتح زجاج السيارة قليلاً لمنع تكثف بخار الماء داخل السيارة وتقليل الرؤية.
 
استخدام آلة التنبيه (الكلاكس) على فترات متباعدة لتنبيه الآخرين بوجود السيارة.
 
جدير بالذكر أن الشبورة المائية الكثيفة تحدٍ طبيعي يتطلب أعلى درجات اليقظة والتعامل المسؤول، خاصة على الطرق السريعة، وبينما لا يمكن تغيير العوامل الجوية المتمثلة في ارتفاع الرطوبة وهدوء الرياح، يبقى الالتزام بتعليمات القيادة الآمنة واستخدام الإضاءة المناسبة هو صمام الأمان الوحيد لضمان سلامة الأفراد والحد من الأثر السلبي لهذه الظاهرة على الحركة المرورية، و الوعي بطبيعة الشبورة، من كونها تبدأ متأخرًا وتتلاشى مع شروق الشمس، يساعد السائقين على اتخاذ القرارات الصحيحة وتجنب المخاطر غير المحسوبة.

الأكثر قراءة



print