شهدت العلاقات بين مصر وروسيا خلال السنوات العشر الماضية تطورًا غير مسبوق، مدعومًا بعلاقة شخصية وثيقة جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، ما أسهم فى ترسيخ تعاون سياسى واقتصادى وعسكرى واسع بين البلدين. ومنذ عام 2014، كثفت القاهرة وموسكو الزيارات الرسمية على مختلف المستويات، بما عكس حرص الطرفين على تعزيز الدعم المتبادل فى ظل تحديات إقليمية ودولية تهدد الأمن القومى لكليهما، إلى جانب رؤية مشتركة لمكافحة الإرهاب ودعم النمو الاقتصادي.
ما أهمية زيارة السيسى الأولى لروسيا عام 2014؟
ومنذ عام 2014، كانت هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين القاهرة وموسكو سواء على المستوى الرئاسى أو الوزارى أو الوفود التجارية. وعكست هذه الزيارات حرص البلدين على تبادل الدعم السياسى على المستوى الإقليمى والدولى فى ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسى وتهديد الأمن القومى لكليهما وتشاركهما فى رؤية موحدة فى مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة فى دعم النمو الاقتصادى فى البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية.
فى أوائل عام 2014، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك، روسيا والتقى الرئيس بوتين، وهى الزيارة التى جاءت عقب الترحيب الروسى بثورة 30 يونيو. وأهدى بوتين السيسى فى هذه الزيارة جاكيت يحمل علامة النجمة الحمراء، تعبيرا عن تقديره له.
وحرص الرئيس السيسى منذ بداية توليه الحكم على تعزيز العلاقات مع موسكو، وقام فى 12/8/2014، بزيارة لروسيا، ولقاء نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وبحثا قضية مكافحة الإرهاب، واتفقا على أهمية قيام المجتمع الدولى بجهد جماعى لدحر الإرهاب والقضاء عليه كما بحثا أطر تنمية العلاقات بين الجانبين فى كافة المجالات.
وفى العام التالى، وتحديدا فى 9 فبراير 2015، قام الرئيس بوتين بزيارة مصر قام خلالها بالتوقع على العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات.
وأقيم حفل عشاء خاص للرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى برج القاهرة والذى يعد رمزًا للصداقة التاريخية بين البلدين فى الستينيات كما حضر الرئيسان، عرضًا ثقافيًا فى دار الأوبرا المصرية حول العلاقات بين البلدين.
وزار الرئيس السيسى موسكو مجددا فى مايو 2015 تلبية لدعوة نظيره الروسى للمشاركة فى احتفالات موسكو بمناسبة الذكرى السبعين لاحتفالا أعياد النصر فى الحرب العالمية الثانية. وقام الرئيس السيسى بزيارة أخرى لروسيا فى أغسطس 2015، بحث خلالها مع نظيره الروسى كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
ما ثمار زيارة السيسى الرسمية لروسيا فى أكتوبر 2018؟
وفى 15/10/2018، قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة إلى روسيا استمرت 3 ايام استقبله خلالها نظيره الروسى فلاديمير بوتين، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا، فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
والتقى السيسى وبوتين بعد ذلك فى الصين فى 5 سبتمبر 2016 على هامش قمة العشرين، ثم بعد ذلك فى قمة بريكس فى 4 سبتمبر 2017.
وقام الرئيس بوتين بعد ذلك بزيارة مصر يوم 11 ديسمبر 2017، ثم التقيا مرة أخرى فى سوتشى يوم 16 أكتوبر 2018، ثم التقيا فى الصين يوم 26 أبريل 2019.
قام الرئيس السيسى بزيارة لروسيا فى أكتوبر 2019، ترأس خلالها مع نظيره الروسى أعمال القمة الروسية - الأفريقية الأولى، وبحث الرئيسان عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، مشروع محطة الضبعة النووية، التعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
فى أكتوبر 2024، التقى الرئيسان السيسى وبوتين على هامش قمة تجمع البريكس التى عقدت فى مدينة قازان الروسية، والتى كانت القمة الأولى التى تشارك فيها مصر كعضو كامل فى الكتلة.
وأعرب الرئيس السيسى خلال هذا اللقاء عن تقديره للدعم الروسى لانضمام مصر على بريكس، وأشاد بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين منذ توقيع اتفاقية الشاكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى بين لبلدين عام 2018.
كان الرئيس السيسى بين كبار قادة العالم الذين شاركوا روسيا فى احتفالها بالذكرى الثمانين لعيد النصر (انتصار الاتحاد السوفيتى فى الحرب العالمية الثانية). وخلال تواجده فى موسكو، عقد الرئيس السيسى لقاءً ثنائيًا مع نظيره الروسى الذى أعرب عن تقديره لمشاركة السيسى فى الاحتفال، وما يعكسه من علاقات تاريخية راسخة تربط بين الشعبين المصرى والروسى الصديقين.
وأعرب الرئيس السيسى خلال هذا اللقاء عن تقديره للزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، بما فى ذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.