تشهد مصر يوم 18 نوفمبر 2025 إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات لنتيجة المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب فى الداخل والخارج، خلال مؤتمر صحفى عالمى، يعقبه نشر النتائج فى الجريدة الرسمية، وذلك بعد استيفاء مرحلة التظلمات والفصل فيها، ليكون المصريون على موعد مع التعرف على الفائزين فى النظامين الفردى والقوائم، والدوائر التى ستشهد إعادة من المرحلة الأولى لتعلن نتيجة الجولة الثانية لهذه المرحلة يوم 11 ديسمبر 2025.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من التصويت مساء أمس، تتجه الأنظار إلى التساؤلات المتعلقة بالنصاب القانونى اللازم للفوز، سواء للمرشحين على النظام الفردى أو للقائمة الوطنية التى تخوض الانتخابات منفردة فى قطاعى "غرب الدلتا"، " شمال ووسط وجنوب الصعيد"، وهو ما نظمه قانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2024 وتعديلاته بدقة.
وفى هذا السياق، أوضح الدكتور صلاح فوزى، الفقيه الدستورى، أن ما يُعرف بـ"الفوز بالتزكية" لم يعد مطبقا قانونا فى النظام الانتخابى الحالى، مؤكدا أن "زمن التزكية انتهى"، إذ لا يمكن إعلان فوز أى قائمة أو مرشح إلا بعد استيفاء النصاب المحدد قانونا.
وأضاف فوزى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن القانون يشترط لحسم فوز القائمة التى تخوض الانتخابات منفردة حصولها على 5% على الأقل من عدد الناخبين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين فى الدائرة الانتخابية.
وأشار أستاذ القانون الدستورى، إلى أنه بخوض "القائمة الوطنية من أجل مصر" الانتخابات منفردة فى القطاعات الأربعة، فإن قوائمها ستحسم النتيجة من الجولة الأولى حال حصولها على نسبة الـ5% المطلوبة من إجمالى الناخبين المقيدين فى كل دائرة.
وماذا لو لم تحقق القائمة النسبة المطلوبة؟
وقال الدكتور صلاح فوزى، إن القانون كان واضحا فى هذا الشأن، حيث نص على أنه فى حال عدم حصول القائمة الوحيدة على نسبة الـ5% من أصوات الناخبين المقيدين بالدائرة، يُعاد فتح باب الترشح لشغل المقاعد المخصصة لتلك الدائرة"
وأكد فوزى، أن هذا السيناريو نظرى وبعيد الحدوث عمليا، لكنه يعبر عن حرص المشرع على تحقيق حد أدنى من التمثيل الشعبى والشرعية الانتخابية، حتى فى حال غياب المنافسة بين القوائم.
وفى المقابل، يشير الفقية الدستورى، إلى أن الفوز فى النظام الفردى يتم وفق قاعدة الأغلبية المطلقة للأصوات الصحيحة، أى أن المترشح يُعلن فائزا إذا حصل على أكثر من نصف عدد الأصوات الصحيحة فى دائرته الانتخابية.
وأوضح "فوزي" أنه فى حال عدم حصول أى من المرشحين أو بعضهم على الأغلبية المقره قانونا، تُجرى جولة إعادة بين المترشحين الحاصلين على أعلى الأصوات الصحيحة، ويكون عددهم ضعف عدد المقاعد المطلوب شغلها، وفى هذه الجولة يُعلن فوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات الصحيحة وفقا لعدد المقاعد المتاحة.
وأضاف فوزى، أنه فى حال كان عدد المترشحين أقل من ضعف عدد المقاعد التى تُجرى عليها الإعادة، تُجرى الانتخابات بينهم مباشرة، ويُعلن انتخاب من يحصل على أعلى الأصوات الصحيحة حسب عدد المقاعد.
أما إذا لم يترشح فى دائرة بالنظام الفردى سوى شخص واحد، فيُجرى الانتخاب فى موعده، ويُعلن فوزه فقط إذا حصل على 5% على الأقل من عدد الناخبين المقيدين فى قاعدة البيانات، وإذا لم يحصل عليها أعيد فتح باب الترشح لشغل المقعد المخصص للدائرة.
جدير بالذكر، أن المرحلة الأولى من الانتخابات أجريت بمشاركة 1281 مرشحا بالنظام الفردى يتنافسون فى 14 محافظة على مستوى الجمهورية، إلى جانب القائمة الوطنية من أجل مصر التى تخوض المنافسة منفردة فى قطاعى غرب الدلتا وشمال ووسط وجنوب الصعيد.
وأجريت العملية الانتخابية تحت إشراف قضائى كامل لضمان النزاهة والشفافية، مع متابعة دقيقة من وسائل الإعلام المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدنى المصرية والأجنبية، فى تأكيد على حرص الدولة على تنظيم انتخابات حرة وعادلة تعبر عن إرادة الناخبين.