الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 10:50 ص

الإخوان والإعلام الاجتماعى.. كيف تحولت السوشيال ميديا لأداة للجماعة الإرهابية لشق الصف العربى وبث الفتن وتشويه مؤسسات الدول؟.. تستهدف إثارة الغضب الشعبى وتضليل الشباب عبر كتائب إلكترونية

الإخوان والإعلام الاجتماعى.. كيف تحولت السوشيال ميديا لأداة للجماعة الإرهابية لشق الصف العربى وبث الفتن وتشويه مؤسسات الدول؟.. تستهدف إثارة الغضب الشعبى وتضليل الشباب عبر كتائب إلكترونية الاخوان
الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 09:00 ص
كتب محمود العمرى
في السنوات الأخيرة، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة رئيسية للصراع الفكري والإعلامي في العالم العربي، بعد أن أدركت جماعة الإخوان الإرهابية خطورة وتأثير هذه المنصات على وعي الشعوب. فبدلًا من استخدامها كأداة للتواصل والتنوير، سخّرت الجماعة تلك الوسائل لبث الشائعات ونشر الأكاذيب والتحريض ضد الدول العربية، في محاولة لشق الصف العربي وإضعاف تماسك المجتمعات.
 
وبينما تزداد الحاجة إلى الوعي الرقمي لمواجهة هذا الخطر، يؤكد خبراء شؤون الجماعات الإرهابية أن الإخوان طورت آلياتها في الفضاء الإلكتروني لتصبح أخطر من أي وقت مضى، حيث تعمل عبر جيوش إلكترونية منظمة تنفذ تعليمات مركزية هدفها بث الفوضى وزرع الانقسام بين الشعوب العربية.
 
أكد إسلام الكتاتني الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية  أن جماعة الإخوان الإرهابية تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها ساحات مفتوحة لنشر الفوضى الفكرية وترويج أفكارها المتطرفة، موضحًا أن الجماعة تعتبر "السوشيال ميديا" بديلاً عن منابرها التقليدية التي خسرتها بعد سقوطها في عدد من الدول العربية.
 
وأشار الكتاتني إلى أن الإخوان تستخدم محتوى متنوعًا يجمع بين الأخبار المفبركة، والمقاطع المصورة، والحملات العاطفية لاستهداف عقول الشباب، معتمدة على التضليل البصري والمعلوماتي لخلق حالة ارتباك وفقدان ثقة بالمؤسسات الوطنية.
 
وأضاف أن الجماعة تستعين بصفحات وشخصيات عامة محسوبة عليها للترويج لأجندتها، بحيث تبدو الرسائل كأنها "مستقلة" لكنها في الحقيقة جزء من ماكينة دعائية ضخمة تدار من الخارج.
 
وأكد الكتاتني أن الرد الفعّال لا يكون فقط بحذف المحتوى المضلل، بل بصناعة محتوى بديل قوي يرسخ الهوية العربية ويعزز الوعي الجمعي، مشددًا على ضرورة بناء استراتيجية عربية موحدة لحماية الفضاء الرقمي من الاختراق الإخواني.
 
وقال طارق البشبيشي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان حولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى سلاح سياسي يهدد وحدة واستقرار الدول العربية، مستغلة حالة الحرية المفتوحة التي توفرها تلك المنصات لتمرير رسائلها التحريضية.
 
وأوضح البشبيشي أن الجماعة تنفق أموالًا طائلة على حملات ممولة وصفحات موجهة تستهدف إثارة الغضب الشعبي ضد الحكومات، وتستخدم لغة عاطفية تلامس مشاعر المواطنين لتسهيل تمرير الأكاذيب، مضيفًا أن كل ذلك يتم بإدارة وتنسيق من لجان إعلامية تتبع للتنظيم الدولي.
 
وأشار إلى أن الجماعة تستغل الأحداث الكبرى في المنطقة، مثل الأزمات الاقتصادية أو الصراعات السياسية، لإعادة ترويج خطابها العدائي ومحاولة استقطاب الشباب من خلال محتوى يبدو "حقوقيًا" أو "إنسانيًا" لكنه في جوهره تحريضي ومدمر.
وأكد أن مواجهة هذا الخطر تتطلب وعيًا جماعيًا من المستخدمين العرب بضرورة التحقق من مصادر الأخبار، وتعاونًا بين الدول العربية لرصد المحتوى الممنهج الذي يستهدف زعزعة استقرارها.
 
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع أن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم الإعلام الاجتماعي كأداة رئيسية في تنفيذ مخططاتها لهدم استقرار المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الجماعة طورت أساليبها في السنوات الأخيرة لتستفيد من الانتشار الواسع للسوشيال ميديا بين الشباب العربي.
 
وأوضح ربيع أن الإخوان يعتمدون على ما يعرف بـ"الجيوش الإلكترونية" التي تدير مئات الحسابات الوهمية لنشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام، مضيفًا أن هذه الحسابات تعمل وفق خطط منظمة تستهدف زرع الشك في مؤسسات الدول العربية وتشويه صورتها داخليًا وخارجيًا.
 
وأشار إلى أن الجماعة تتعمد تضخيم أي خلاف سياسي أو اجتماعي وتحويله إلى قضية رأي عام بهدف بث الفرقة بين الشعوب والأنظمة، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو تفكيك التماسك العربي وإضعاف الإرادة الجماعية.
 
وشدد ربيع على أهمية الوعي الرقمي في مواجهة هذه الحرب الناعمة، داعيًا الحكومات والمؤسسات الإعلامية إلى تعزيز حضورها في الفضاء الإلكتروني وتقديم محتوى صادق ومؤثر يقاوم الدعاية الإخوانية المضللة.
 

 


print