الإنجاز الجديد سيتحقق خلال أيام، لتصبح مصر به الأولى فى أفريقيا المشغلة لقطار بدون سائق، حيث التشغيل التجريبى للمونوريل من العاصمة الإدارية لمدينة نصر، بالتزامن مع استمرار إنشاء مونوريل 6 أكتوبر، والذى يربط مناطق أكتوبر الجديدة والشيخ زايد بمنطقة المهندسين وشبكة المترو من خلال الربط مع محطة مترو وادى النيل ومحطة الاستاد، حيث سيتم التشغيل الرسمى لمونوريل العاصمة الإدارية مطلع العام الجديد 2026 فى الأسبوع الأول من يناير.
ويفتح المونوريل أبوابه للجمهور بعد التشغيل التجريبى بأسابيع، وذلك فى المسافة من مركز التحكم والسيطرة بالعاصمة الإدارية حتى محطة المشير، ثم تنضم باقى المحطات بشكل تدريجى حتى الاستاد بمدينة نصر، ويضم مشروع مونوريل شرق النيل 22 محطة، بالإضافة إلى مركز التحكم والسيطرة: «محطة العدالة - مسجد مصر - الحى الحكومى - مدينة الفنون والثقافة - حى المال والأعمال - الحى R 2 - مسجد الفتاح العليم - بيت الوطن - جولدن سكوير - اللوتس - المستثمرين - النرجس - المستشفى الجوى - وان ناينتى - المشير طنطاوى - جيهان السادات - المشير أحمد إسماعيل - الحى السابع - جامعة الأزهر - هشام بركات - محطة استاد القاهرة».
مميزات المونوريل
أشهر ما يميز قطار مونوريل العاصمة الإدارية أنه يسير بدون سائق، ويتم التحكم به من خلال وحدة التحكم المركزية الموجودة بالعاصمة الإدارية، كما أن القطار مدعم بالكاميرات داخلية وخارجية، وأجهزة الاستشعار وغيرها من عناصر الأمان، بالإضافة إلى وسائل للتحدث مع غرفة التحكم عن بعد، ومنظومة لرصد الحرائق والأدخنة بكل عربة، والقطار به 4 عربات ومن المخطط زيادة عدد العربات إلى 8 مع زيادة عدد الركاب، وقطارات المونوريل أحادية السكة تتحرك على كمرة خرسانية، والسرعة التصميمية 90 كم / الساعة ويصل زمن التقاطر إلى 90 ثانية، وتم لأول مرة تركيب Screen Doors على الأرصفة أمام أبواب القطار للحفاظ على سلامة الركاب.
ويمتد المشروع من محطة الاستاد بمدينة نصر، وحتى مركز السيطرة والتحكم لمشروع المونوريل بالعاصمة الإدارية الجديدة، بطول 56.5 كم ويشتمل على 22 محطة، ويتم تنفيذه من خلال تحالف شركات «ألستوم - أوراسكوم - المقاولون العرب»، ويبلغ الطول الإجمالى لمشروعى المونوريل «شرق/غرب النيل» 100 كم بعدد 35 محطة.
استثمار للمستقبل
من جانبها أكدت المهندسة سالى الطحان، المدير التنفيذى لمشروع مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، أن المشروع يمثل نقلة نوعية فى منظومة النقل الذكى داخل الجمهورية الجديدة، مشيرة إلى أن الخط يمتد من محطة الاستاد بمدينة نصر وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية.
وأضافت فى تصريحات خاصة، أن قطار المونوريل يعمل دون سائق، ما يتطلب تجهيزات تقنية عالية تشمل كاميرات مراقبة على طول المسار وغرفة تحكم مركزية بالعاصمة الإدارية، لافتة إلى أن مصر تسلمت جميع الوحدات المتحركة المقرر تشغيلها على خط مونوريل شرق النيل - العاصمة الإدارية، موضحة أن كل قطار مكون من 4 عربات مزودة بكاميرات مراقبة داخلية وخارجية، حيث تضم كل عربة 4 كاميرات، إلى جانب كاميرا أمامية لرصد السكة، فضلا عن أنظمة اتصالات متطورة وأجهزة لرصد الأدخنة وشاشات للإعلانات والترفيه.
وكشفت «الطحان» أن القطار يسع 600 ألف راكب يوميا، وينقل فى مرحلته الأولى 10 آلاف راكب فى الاتجاه الواحد، مشيرة إلى أن القطار يسير بسرعة تصميمية 90 كم/ ساعة وسرعة تشغيلية 80 كم/ ساعة.
وأكدت أن المشروع يراعى تجهيزات خاصة لكبار السن وذوى الهمم، حيث تم تخصيص مقاعد بلون أصفر لكبار السن وأماكن مخصصة لمستخدمى الكراسى المتحركة، موضحة أن القطار يسير على كامر خرسانى بارتفاع يتراوح بين 12 و15 مترا.
واختتمت «الطحان» تصريحاتها مؤكدة أن مشروع المونوريل يمثل أحد أهم مكونات منظومة النقل الأخضر المستدام فى مصر، ويجسد توجه الدولة نحو توفير وسائل نقل حديثة وآمنة وصديقة للبيئة تربط المدن الجديدة بشبكة النقل القومية المتكاملة.
ويقول بين لازولى - مدير مشروع مونوريل القاهرة ألستوم الفرنسية، المنفذة للمشروع، فى تصريحات صحفية، إن مشروع المونوريل استثمار للمستقبل لأكثر المناطق ازدحاما بالقاهرة، ويعتبر أرخص كثيرا فى تكلفة البنية التحتية مقارنة بوسائل مواصلات آخرى مثل مترو الأنفاق، حيث تبلغ تكلفة المشروع 4 مليارات يورو شاملة الإنشاءات والتشغيل والصيانة لمدة 30 سنة.
وأكد أن المونوريل، هو وسيلة مواصلات سريعة وآمنة وتعطى نفس كفاءة وسائل المواصلات الأخرى ويقام بمقاييس جودة عالمية وبأحدث تكنولوجيا.
أول قطار سريع
إنجاز آخر تُحققه مصر خلال الفترة المقبلة، حيث ستتم تجربة تشغيل أول قطار سريع فى مصر 9 نوفمبر، ومن المقرر أن يتحرك القطار من محطة حدائق أكتوبر إلى محطة أكتوبر، ليبدأ بذلك التشغيل التجريبى للمشروع. وتصل سرعة القطار السريع لـ250 كم فى الساعة، ويجرى تنفيذ شبكة مكونة من 3 خطوط، ويحقق المشروع طفرة تنموية واقتصادية كبيرة، فضلا عن اختصار الوقت فى السفر بين المحافظات للنصف.
ومن المقرر أن تتم تجربة أول قطار على الشبكة على هامش فعاليات مؤتمر النقل الدولى فى نسخته السادسة، بمسار الخط الأول للقطار السريع، حيث تم تنفيذ أكثر من 50% من قضبان المسار، كما يجرى تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية وأنظمة التشغيل بـ360 كم تقريبا من إجمالى 660 كم.
ويتميز القطار السريع بسعة نقل أعلى، كما يحقق أمان أعلى للركاب وتأثير أفضل على البيئة لأنه يحد من تلوث البيئة والانبعاثات الكربونية، تماشيا مع توجه الدولة الحديثة «للنقل الأخضر»، علاوة على أنه سيعزز الزحف العمرانى فى المناطق التى يمر بها، لذا يعتبر نواة للتنمية المستدامة، ويساعد فى تحقيق التنمية الاقتصادية ويعزز البنية التحتية للمنطقة، بالإضافة إلى تنشيط حركة التجارة الدولية. وسيُمثل المشروع إضافة كبيرة لمنظومة وسائل النقل فى مصر سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، كما سيُعزز كذلك من استراتيجية الدولة لإقامة أنظمة نقل مستدامة ومتطورة على مستوى الجمهورية، وهو ما يُعد بداية عصر جديد للسكك الحديدية داخل مصر، حيث ستربط شبكة خطوط السكك الحديدية السريعة فى مصر بين 60 مدينة.
3 أنواع من القطارات
تضم شبكة القطارات السريعة 3 أنواع من القطارات أسرعهم القطار فيلارو، والذى تصل سرعته لـ250 كم/ ساعة، والثانى القطار الإقليمى ديزيرو، وتصل سرعته لـ160 كم /ساعة، بالإضافة إلى جرار البضائع والذى تصل سرعته لـ120 كم/ ساعة، وكل نوع من هذه القطارات مُخطط له خدمة مناطق ومجتمعات عمرانية وصناعية، كما يربط هذا الخط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر المتوسط، ليحقق بذلك ما تحققه قناة السويس، ما يُعزز حركة نقل الترانزيت، وكذلك ربط مناطق الإنتاج بمناطق التصدير.
ويجرى تصنيع قطارات الشبكة بشركة سيمنز الألمانية، والتى تواصل أعمال شحن وتوريد القطارات المصنعة بعد اختبارها على سكك حديد ألمانيا، كما سيتم اختبارها مرة أخرى على شبكة القطار بمصر خلال فترات التشغيل التجريبى بدون جمهور والتى تنطلق الشهر المقبل.
مسار الخط الأول من شبكة القطار الكهربائى السريع
يمتد بطول حوالى 660 كم وعدد 21 محطة «8 محطات للقطار الإقليمى - 13 محطة للقطار السريع»، ويبدأ من محطة السخنة على ساحل البحر الأحمر مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة والإسكندرية والعلمين، وانتهاء بمحطة مطروح على ساحل البحر المتوسط، وبذلك يكون قد تحقق الربط بين البحرين بريا «قناة سويس جديدة على قضبان»، وجار دراسة تنفيذ امتداد للخط من محطة السخنة وحتى مدينة السويس مرورا بمدينة السويس الجديدة بطول 59 كم لخدمة الكثافة السكانية.
ويتبادل الركاب مع القطار الكهربائى الخفيف فى محطة العاصمة المركزية، ومع الخط الثانى من شبكة القطار السريع فى محطة حدائق أكتوبر، ومع مونوريل غرب النيل فى محطة 6 أكتوبر، ومع خط سكك حديد القاهرة أسوان فى محطة الجيزة، ومستقبلا مع امتداد الخط السادس للمترو فى محطة محمد نجيب.
1 مليون راكب يوميا
ومن المخطط أن ينقل هذا الخط 1 مليون راكب يوميا، و 8.5 ألف طن بضائع يوميا، وينفذ الأعمال المدنية كبرى شركات المقاولات المصرية، أما أعمال الأنظمة «إشارات - اتصالات - أعمال كهروميكانيكية -...إلخ»، وتصنيع وتوريد الوحدات المتحركة بكل أنواعها تتم من خلال «شركة سيمنز الألمانية»، أما الأعمال الكهروميكانيكية داخل المحطات «تحالف شركات «أوراسكوم للإنشاءات - المقاولون العرب -السويدى إليكتريك»».
ويمثل القطار السريع وسيلة جديدة للنقل الجماعى الأسرع والأكثر راحة، حيث يسمح تصميمه بالسير بسرعات تصل إلى 250 كم / ساعة، فهو يعتبر قفزة حضارية هائلة فى مجال النقل السككى بالجر الكهربائى بصفة خاصة وفى مجال النقل بصفة عامة، كما سيخلق محورا لوجيستيا جديدا للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
كما يربط المشروع مناطق الإنتاج الزراعى الجديدة «الدلتا الجديدة - توشكى - غرب المنيا» بمناطق الاستهلاك بالوجهين البحرى والقبلى وموانئ التصدير، وأيضا يربط بين المناطق السياحية وإيجاد تنوع فى البرامج السياحة يستطيع فيها السائح الاستمتاع بالطبيعة الخاصة لشواطئ البحر الأحمر مع إمكانية التجول بين الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية فى برنامج سياحى واحد.
كما يحقق المشروع التكامل بين المطارات «العاصمة الإدارية - حلوان - سفنكس - الإسكندرية - العلمين - مرسى مطروح - أسيوط - سوهاج - الأقصر - أسوان - أبوسمبل - الغردقة» والموانئ والطرق كمثال واضح للنقل متعدد الوسائط، كذلك سيحقق الربط بين الموانئ البحرية «السخنة - الإسكندرية» والموانئ الجافة «سوهاج - بنى سويف - برج العرب» والموانئ اللوجيستية «اشكيت - السلوم» ، ربط المحاجر «أبو طرطور - قنا - أسوان» بموانئ التصدير.
ويخدم مشروع القطار السريع التوسعات العمرانية للدولة «العاصمة الإدارية - العلمين الجديدة - برج العرب - قنا الجديدة - أسوان الجديدة - توشكي» وخلق محاور جديدة للتنمية المستدامة، هذا بالإضافة إلى أنه تم تغطية مناطق جديدة مثل «المسافة من قنا للغردقة - المسافة من أسوان لأبو سمبل» لم تكن تغطيها شبكة قطارات الديزل.
من جانبه، أكد المهندس حسام عاطف، المشرف العام على أعمال السكة بالخط الأول للقطار الكهربائى السريع، أن الأعمال تسير وفق الجدول الزمنى المحدد، مشيرا فى تصريحات خاصة لـ»اليوم السابع»، أنه تم تصنيع نحو 60% من الفلنكات المطلوبة للمشروع من إجمالى مليون و500 ألف فلنكة، يتم إنتاجها محليا داخل 4 مصانع مصرية.
وأوضح أن العمل يتم على مدار 24 ساعة لضمان سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ، لافتا إلى أن بعض أعمال اللحام والتركيبات تُنفذ ليلا بسبب اشتراطات فنية تتعلق بدرجات حرارة القضبان قبل اللحام لضمان أعلى معايير الجودة والدقة الفنية.
وأشار «عاطف» إلى أن إنتاج الفلنكات يتم بمعدل 3500 فلنكة يوميا بطول 2.60 متر للواحدة، وفق مواصفات خاصة للقطارات فائقة السرعة، مؤكدا أن جميع أعمال تركيب القضبان تتم بسواعد وخبرة المهندسين والفنيين المصريين، مع التركيز على الاعتماد على المكون المحلى وتوطين الصناعات المرتبطة بمشروعات النقل الحديثة.
بدوره أوضح المهندس عبدالله رسلان، مدير مشروع ورشة الصيانة والعمرات الخاصة بالخط الأول للقطار السريع، أنه جارٍ تنفيذ ورشة رئيسية على مساحة 2.5 مليون متر مربع، تُعد الأكبر من نوعها فى الشرق الأوسط، مخصصة لأعمال الصيانة الدورية والعمرات الخفيفة والثقيلة، وتضم مبنيين لتخزين القطارات بطاقة استيعابية تصل إلى 50 قطارا، مضيفا أن شركة سيمنز وقّعت عقد صيانة لمدة 15 عاما مع الجانب المصرى، وهى مدة كافية لنقل الخبرات والتكنولوجيا إلى المهندسين والفنيين المصريين، موضحا أن مصر تمتلك بالفعل عمالة مدربة على صيانة جرارات السكة الحديد وقطارات المترو، وسيتم تأهيل مزيد من الفنيين المتخصصين للعمل فى مشروعات القطار الكهربائى السريع.
كما أعرب «رسلان» عن فخره بالمشاركة فى أحد أهم مشروعات النقل الحديثة فى تاريخ مصر، مؤكدا أن هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو التحول إلى منظومة نقل ذكى ومستدام تدعم رؤية الدولة فى بناء الجمهورية الجديدة.