في خطوة استباقية لضمان سلامة المواطنين وحماية البنية التحتية من مخاطر الأمطار الغزيرة والسيول، كثفت وزارة الموارد المائية والري من جهودها وإجراءاتها على مستوى الجمهورية استعدادًا لموسم السيول والأمطار المقبل.
تأتي هذه الاستعدادات بتوجيهات الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، الذي شدد على ضرورة المتابعة المستمرة والدقيقة لضمان جاهزية كافة منشآت الحماية ومخرات السيول.
شملت توجيهات سويلم التأكيد على استمرار أعمال المرور والمتابعة الدقيقة على الطبيعة من جانب أجهزة الوزارة للتأكد من نهو أعمال تطهير مخرات السيول قبل بدء موسم الأمطار الغزيرة، و هذه المتابعة لا تقتصر على التطهير فحسب، بل تمتد لتشمل التأكد من جاهزية منشآت الحماية والبحيرات الصناعية أمام السدود لاستقبال مياه السيول بكفاءة عالية، مما يضمن إدارة الفيضان وتخزين المياه بدلًا من تحولها إلى خطر مدمر.
وكشف تقرير رسمى حجم العمل المنفذ، حيث تم الانتهاء من تنفيذ أكثر من 1648 منشأ للحماية من أخطار السيول بمختلف المحافظات المعرضة لهذه الأخطار كما تقوم أجهزة الوزارة بالمرور الدوري على شبكة واسعة من مخرات السيول يبلغ إجماليها 119 مخر سيل، وبأطوال تصل إلى 336 كيلومترًا.
ويتم التعامل الفوري والحازم مع أي تعديات على مجاري هذه المخرات وإزالتها، لضمان سريان المياه دون عوائق تهدد المناطق السكنية والزراعية.
وتعتمد خطة الوزارة في التعامل مع السيول على عنصر التنبؤ المبكر كركيزة أساسية، حيث يلعب مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة دورًا حيويًا. يقوم المركز بالتنبؤ بكميات ومواقع هطول الأمطار قبل حدوثها بثلاثة أيام كاملة، وتوفير هذه البيانات بشكل فوري لكافة الوزارات والمحافظات والجهات المعنية، هذا الإجراء يمنح متخذي القرار والجهات التنفيذية الوقت الكافي لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وتحريك فرق الطوارئ، وإصدار التحذيرات للمواطنين.
تولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بمحافظات الحدود والمناطق الصحراوية التي تعتبر بؤرًا لأخطار السيول، وفي الوقت نفسه تمثل خزانات طبيعية لمياه الأمطار.
وتقدر أعمال الحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار في محافظات (شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح) بـ 1363 عملًا صناعيًا بسعة تخزينية إجمالية هائلة تصل إلى 160 مليون متر مكعب.
وتتنوع هذه الأعمال ما بين سدود وبحيرات صناعية وجبلية وقنوات اصطناعية وحواجز وجسور حماية، بالإضافة إلى مئات الخزانات الأرضية.
وتتركز هذه المشاريع في جنوب سيناء بعدد 510 منشآت بسعة تخزينية 88 مليون متر مكعب، وفي البحر الأحمر بعدد 74 منشأ بسعة 54 مليون متر مكعب، مما يؤكد تركيز الجهود على المناطق الأكثر عرضة للسيول القوية.
إلى جانب الأعمال المنفذة، يجري العمل حاليًا على إنشاء 53 عملًا صناعيًا جديدًا بسعة تخزينية إجمالية قدرها 25 مليون متر مكعب، تشمل سدودًا وبحيرات صناعية وحواجز.
كما يتم تأهيل ورفع كفاءة 5 أعمال صناعية قائمة بسعة تخزينية تبلغ 17 مليون متر مكعب، لضمان استدامتها وزيادة قدرتها على التخزين.
وبعيدًا عن ملف السيول، يتابع سويلم موقف الجاهزية وإجراءات إدارة المنظومة المائية ككل خلال الفترة الحالية، والاستعداد لموسم الزراعات الشتوية.
وأكد سويلم على مواصلة العمل بكافة أجهزة الوزارة على مدار الساعة لضمان حسن سير العمل بكافة إدارات الري والصرف على مستوى الجمهورية.
ويشمل ذلك الاستمرار في تطهير الترع والمصارف بجميع المحافظات، والتأكد من جاهزية قطاعات وجسور المجاري المائية، وكذلك جاهزية كافة المحطات ووحدات الطوارئ لمجابهة أي طارئ.
وشدد سويلم على ضرورة المتابعة المستمرة للمناسيب والتصرفات على مدار الساعة، لضمان تحقيق الدرجات المناسبة أمام مآخذ محطات مياه الشرب والكهرباء، وتوفير الدرجات والتصرفات المطلوبة لكافة الاحتياجات في هذه الفترة.
وأوضح الوزير أن الوزارة اتخذت كافة الاستعدادات والتدابير اللازمة للتعامل بفاعلية مع موسم السيول والأمطار الغزيرة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة، مع رفع حالة الاستنفار القصوى بكافة أجهزة الوزارة.