الإثنين، 20 أكتوبر 2025 11:30 م

20 أكتوبر يوم وقف الشهداء فى وجه الإرهاب.. 8 سنوات على ملحمة الواحات.. تضحيات خالدة أرست دعائم الأمن والاستقرار.. رجال الشرطة سطروا بدمائهم واحدة من أعظم البطولات ومهدوا الطريق للقضاء على الجماعات الإرهابية

20 أكتوبر يوم وقف الشهداء فى وجه الإرهاب.. 8 سنوات على ملحمة الواحات.. تضحيات خالدة أرست دعائم الأمن والاستقرار.. رجال الشرطة سطروا بدمائهم واحدة من أعظم البطولات ومهدوا الطريق للقضاء على الجماعات الإرهابية الشرطة المصرية - صورة أرشيفية
الإثنين، 20 أكتوبر 2025 08:00 م
كتب محمود عبد الراضي
في مثل هذا اليوم من عام 2017 سطّر رجال الشرطة واحدة من أعظم البطولات في تاريخ المواجهة مع الإرهاب، عندما واجهوا مجموعة إرهابية شديدة التسليح في منطقة الواحات بالصحراء الغربية.
 
ورغم قسوة المعركة وظروفها الميدانية الصعبة فإن الشجاعة النادرة التي أظهرها رجال الشرطة في تلك الملحمة ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية علامة فارقة على طريق مصر نحو الاستقرار ودحر الإرهاب.
 
ففي 20 أكتوبر خرجت قوة أمنية مختصة من قطاع الأمن الوطني والعمليات الخاصة بناء على معلومات أمنية تشير إلى وجود وكر إرهابي في منطقة نائية بالكيلو 135 بطريق الواحات البحرية.
 
لم تكن المهمة سهلة منذ لحظاتها الأولى فالمكان صعب التضاريس والمسافة بعيدة والظروف الجوية قاسية لكن الإيمان بالواجب الوطني كان أقوى من كل الصعوبات.
 
وبينما كانت القوة تتقدم نحو الهدف تعرّضت لكمين غادر خطط له الإرهابيون بعناية مستغلين طبيعة المكان المعزول والأسلحة الثقيلة التي كانوا يمتلكونها وهو ما أسفر عن استشهاد عدد كبير من الضباط والجنود الذين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والتضحية دون أن يتراجعوا أو يهربوا بل خاضوا المعركة حتى اللحظة الأخيرة.
 
ومنذ ذلك اليوم تحولت ملحمة الواحات إلى رمز للفداء في سبيل الوطن ورسالة واضحة بأن مصر دفعت الثمن غاليًا فإنها لن تتنازل أبدًا عن أمنها ولن تسمح للإرهاب أن ينال من وحدتها أو استقرارها.
 
وقد كشفت الحادثة المعدن الحقيقي لرجال الشرطة الذين لم يترددوا في تقديم أرواحهم فداءً للوطن.
 
ويرى خبراء أمنيون، أن ملحمة الواحات كانت نقطة تحول في استراتيجية مواجهة الإرهاب.
 
ويؤكد اللواء دكتور أحمد كساب الخبير الأمني أن ملحمة الواحات كانت بداية مرحلة جديدة من العمل الأمني الأكثر دقة واحترافية، مشيرًا إلى أن الداخلية قدمت الشهداء وقضت على الإرهاب الذي مهد للاستقرار.
 
من جانبه يؤكد اللواء دكتور علاء عبد المجيد الخبير الأمني أن رجال الشرطة الذين واجهوا العناصر الإرهابية في الواحات أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية الوطنية، موضحًا أن مواجهة بهذا الحجم ضد تنظيم مسلح بشكل متطور وفي منطقة جغرافية صعبة لا يمكن أن يخوضها إلا رجال مدربون مؤمنون برسالتهم إلى النهاية.
 
وأضاف أن دماء الشهداء لم تذهب هدرًا بل مهدت الطريق إلى ضربات استباقية ناجحة لاحقًا قضت على عدد من الخلايا الإرهابية ومنعت تنفيذ عمليات كانت تستهدف الأمن المصري.
 
ومهدت معركة الواحات لسلسلة من الضربات القوية إلى معاقل الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية وغيرها من المناطق التي حاولت الجماعات المتطرفة اتخاذها أوكارًا للتخطيط والتنفيذ.
 
ومع مرور السنوات أصبحت ملحمة الواحات علامة على صلابة الدولة في مواجهة الإرهاب وعلى قدرة المصريين على الصمود في وجه المخاطر الكبرى.
 
ورغم مرور ثمانية أعوام على الحادث إلا أن ذاكرة المصريين لا تنسى أسماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دون تردد فداءً لهذا الوطن.
 
وتظل قصصهم حاضرة في وجدان أسرهم وفي قلوب زملائهم الذين يواصلون أداء الواجب بروح لا تعرف الخوف.
 
وفي كل عام تأتي ذكرى ملحمة الواحات لتعيد التأكيد على أن مصر لا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها وأن تضحياتهم هي التي مهدت الطريق إلى ما ننعم به اليوم من أمن واستقرار.
 
في مثل هذا اليوم نتذكر أن الاستقرار الذي نعيشه لم يأتِ من فراغ بل جاء بفضل تضحيات رجال آمنوا بالواجب وواجهوا الخطر بصدورهم وبذلوا دماءهم لتظل مصر مرفوعة الرأس.

الأكثر قراءة



print