تناول الوزير عبد العاطي خلال الاتصالات ترتيبات القمة على المستوى الموضوعي، والتي تعد قمة تاريخية تهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتدشين فصل جديد من السلام والأمن في المنطقة، يسهم في استعادة الاستقرار الإقليمي ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي ترامب للسلام في المنطقة، وسعيه وجهوده الصادقة لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وإنهاء النزاعات في العالم.
كما جرى اتصال هاتفي بين الوزير عبد العاطي ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث شهد الاتصال استكمال النقاش حول تفاصيل التحضيرات ذات الصلة بقمة شرم الشيخ للسلام في ظل الرئاسة المشتركة لمصر والولايات المتحدة للقمة.
وتستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية، الاثنين، قمة دولية حول مستقبل قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، وذلك بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتعقد القمة تحت عنوان "شرم الشيخ للسلام" برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وتهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، أعلنت فرنسا مشاركة رئيسها إيمانويل ماكرون في القمة، فيما أكدت حكومتا إسبانيا وإيطاليا مشاركة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية السبت إنه سيلتقي في مصر الإثنين "العديد من القادة" لمناقشة مستقبل قطاع غزة، وذلك بعد إلقائه كلمة أمام الكنيست خلال زيارة لإسرائيل تسبق مصر، معتبرا أن وقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى سلام أوسع في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يبدأ إطلاق سراح الإسرائيليين من غزة صباح غد الاثنين، وفقًا لما ذكره مسؤولون من حماس وإسرائيل خلال الساعات الماضية.
بموجب بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الخميس، كان أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي 24 ساعة لإكمال انسحابه الأولي من غزة. ومُنحت حماس مهلة 72 ساعة بعد الانسحاب للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الـ 48، الذين يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وأكد أسامة حمدان، القيادي البارز في حماس لوكالة فرانس برس انه "بموجب الاتفاق الموقّع، من المقرر أن يبدأ تبادل الأسرى صباح الاثنين كما هو متفق عليه، ولا جديد في هذا الشأن”.
يُشكّل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين محور المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. أما تفاصيل بقية الاتفاق – المتعلقة بنزع سلاح حماس ومستقبل غزة بعد الحرب – فلم يُناقشها المفاوضون بعد.
وأكد الدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الأحد، استعدادهم لاستقبال نحو 1900 أسير فلسطيني يفرج عنهم الاحتلال اليوم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح د. البرش في تصريح صحفي، أنهم يُجهزون مجمع ناصر الطبي، في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، لاستقبال الأسرى فور وصولهم، والطواقم الطبية تُجري لهم فحوصات شاملة لتقييم أوضاعهم الصحية.
في غزة، يواصل الفلسطينيون العودة إلى منازلهم ومناطقهم مع دخول اليوم الثالث على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المدمر، حيث شهدت الـ24 ساعة الماضية عودة نحو نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة، وسط صدمة واسعة أمام حجم الدمار الذي خلفته الحرب.
على جانب آخر، رفع الهلال الأحمر المصري درجة الاستعداد القصوى داخل مراكزه اللوجيستية في العريش، لتفويج أكبر عدد من الشاحنات، والتي بلغ عددها 400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة.
بحسب قناة القاهرة الإخبارية، حملت القافلة الـ 49 أكثر من 9 آلاف طن من المساعدات العاجلة، والتي تضمنت أكثر من 6 آلاف طن سلال غذائية ودقيق، ونحو ألف طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع شملت حمامات متنقلة، خيام، بطاطين وحصر، إضافة إلى أكثر من 2000 طن محروقات، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتقديم الدعم الغذائي والإغاثي إلى أهالي القطاع.
وفي الوقت الذي تتجه فيه كثير من العائلات الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم نحو شمال القطاع، يواصل الهلال الأحمر المصري استكمال رسالته في توفير الإيواء والكساء والغذاء وغيرها من المستلزمات الضرورية، عبر قوافله التي تجسد دعم مصر الثابت للأشقاء الفلسطينيين.