نود أن نعرف منكم تفاصيل الاستعدادات الجارية حاليًا للاحتفالية الكبرى المقرر إقامتها يوم الأول من نوفمبر المقبل؟
كما ترون، تم إغلاق المدخل الرئيسي للمتحف وفتح مدخل آخر مؤقتًا، وذلك في إطار التجهيزات المكثفة التي تقوم بها الشركة المتحدة استعدادًا للاحتفال. العمل يجري على قدم وساق، والدعوات وُجهت من قِبل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى عدد كبير من قادة وزعماء العالم، وجاءت تأكيدات الحضور كبيرة.
بدأت الشركة المتحدة في إجراء البروفات الخاصة بالحفل، الذي سيكون احتفالًا عظيمًا يعيد إلى أذهاننا الفخر والزهو الذي شعرنا به خلال موكب المومياوات الملكية، لكنه في الوقت نفسه سيحمل الاحتفال طابعًا مختلفًا.
سيشعر المشاهد هذه المرة بعظمة المتحف أولا، وبالطبع ستكون مقتنيات الملك توت عنخ آمون وعلى رأسها قناعه الذهبي محور العرض، إلى جانب إبراز مفاتن جمال مصر ومعالمها السياحية، وسيحتفل معنا عدد من دول العالم في ذات الوقت.
خلال الفترة الماضية شهد المتحف مرحلة التشغيل التجريبي وافتتاح عدد من القاعات. ما الجديد الذي سيشاهده الزائر بعد الافتتاح الرسمي في الأول من نوفمبر؟
الجديد والأبرز هو أن فخامة الرئيس السيسي وضيوف مصر، سيفتتحون قاعة الملك توت عنخ آمون، التي تمتد على مساحة 7500 متر مربع وتضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية للملك توت.
طريقة العرض في القاعة مختلفة تمامًا، إذ تأخذ الزائر في رحلة متكاملة تبدأ من اكتشاف المقبرة مرورًا بحياة الملك اليومية، ثم الموت والبعث.
هناك أيضًا قطع تُعرض لأول مرة، ما يجعل التجربة فريدة وغير مسبوقة.
إضافة إلى ذلك، سيتم افتتاح مراكب الملك خوفو المعروفة بـ”مراكب الشمس”، وهما مركبان ضخمان؛ يبلغ طول الأول نحو 44 مترًا، بينما سيتمكن الزائر للمرة الأولى من مشاهدة عملية ترميم المركب الثاني مباشرة أمامه، وهي تجربة فريدة، حيث سيراها زوار المتحف على مدار 3 سنوات هي الفترة التي تحتاجها المركب لإتمام عملية الترميم.
نحرص أيضًا على تقديم تجربة مختلفة ومتكاملة للزائر من خلال توظيف أحدث التقنيات التكنولوجية، وتنظيم فعاليات ترفيهية وعلمية، ودعم البحث العلمي في مجالي الآثار والترميم، بما يجعل المتحف منارة حضارية عالمية.
نعلم أن تفاصيل الاحتفالية لا تزال مفاجأة، لكن ما أبرز الاستعدادات الجارية لضمان نجاح هذا الحدث الكبير؟ وكيف يمكن استغلاله للترويج لمصر ومعالمها السياحية أمام العالم؟
بالفعل، هناك عناصر عديدة في الاحتفال ستكون مفاجأة للحضور والمشاهدين. لكن أؤكد أن الاحتفالية ستُبرز جمال مصر في كل مكان، وستعرض لقطات من مواقع أثرية وسياحية تظهر لأول مرة لم تنل بعد الشهرة التي تستحقها رغم عظمتها، وستحتفل عدد من دول العالم معنا.
سيتم بث الحفل مباشرة عبر القنوات العالمية، كما سيشارك في الاحتفال شخصيات بارزة عالمية ومصرية عالمية، إلى جانب ضيوف مصر من مختلف دول العالم شرقًا وغربًا.
ومتى سيُغلق المتحف استعدادًا للاحتفال، ومتى سيُعاد فتحه للجمهور بعد الافتتاح الرسمي؟
سيُغلق المتحف أبوابه أمام الزوار في 15 أكتوبر، تمهيدًا للاستعدادات النهائية، ثم يُعاد فتحه للجمهور في 4 نوفمبر، عقب الاحتفالية الكبرى المقررة يوم 1 نوفمبر.
الاحتفال سيتبعه يومان 2 و3 نوفمبر مخصصان لبعض الفعاليات الخاصة والزيارات الخاصة لضيوف مصر من الوفود الأجنبية.
والفتح للجمهور يوم 4 نوفمبر، ويصادف ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، وهو ما يمنح الافتتاح طابعًا رمزيًا مميزًا.
لا تزال بعض مقتنيات الملك توت معروضة في المتحف المصري بالتحرير، فمتى سيتم نقلها إلى المتحف الكبير؟
بالفعل، هناك عدد محدود من القطع المهمة، من بينها القناع الذهبي والعرش، لا تزال موجودة في متحف التحرير، وكان الهدف من بقائها حتى الآن هو تقليل فترة حرمان زوار مصر من رؤيتها، فظلت معروضة في المتحف المصري بالتحرير.
وسيتم إغلاق قاعة الملك توت بالمتحف المصري في 20 أكتوبر استعدادًا لبدء عملية النقل، التي تتم بالتنسيق بين المجلس الأعلى للآثار والمتحف المصري الكبير والشركة المتحدة، لضمان أعلى مستويات الأمان أثناء النقل.
كم يبلغ متوسط عدد الزوار حاليًا، وما الطاقة الاستيعابية للمتحف بعد الافتتاح الرسمي؟
حاليًا نستقبل نحو خمسة إلى ستة آلاف زائر يوميًا، ونتوقع أن يصل العدد بعد الافتتاح إلى ما بين عشرة وخمسة عشر ألف زائر يوميًا.
الطاقة الاستيعابية للمتحف تتراوح بين 15 إلى 20 ألف زائر يوميًا، وقد وضعنا خطة دقيقة لتجنب التكدس، خصوصًا داخل قاعة الملك توت، من خلال تنظيم حركة الدخول والمرور داخل المتحف.
وماذا عن أسعار تذاكر الدخول بعد الافتتاح الرسمي؟ هل ستشهد أي تغييرات؟
بالنسبة للمصريين، لن يكون هناك أي تعديل في الأسعار. أما بالنسبة للأجانب، فستكون هناك زيادة طفيفة قدرها نحو 5 دولارات فقط، نظرًا لافتتاح قاعتي الملك توت ومركب خوفو.
نتمنى لكم كل التوفيق، ونتطلع جميعًا إلى هذا اليوم التاريخي الذي انتظرناه طويلًا، ونتمنى أن يكون الافتتاح في أبهى صورة.
د. أحمد غنيم: أشكركم، وأتوجه بالشكر لجريدة اليوم السابع على دعمها الدائم وتغطيتها المتميزة، وأتمنى أن تكونوا دائمًا شركاء في نجاحات المتحف المصري الكبير.