شهدت أكاديمية الشرطة احتفالية ضخمة بمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة وقيادات الشرطة والقوات المسلحة.
جاء الحفل ليجسد ملامح التطوير الشامل في المنظومة الأمنية، وتزامن هذا العام مع مرور خمسين عامًا على تأسيس أكاديمية الشرطة، والتى تمثل أحد أبرز صروح تأهيل الكوادر الأمنية في مصر.
بدأت مراسم الاحتفال بعروض قتالية مبهرة قدمها الخريجون، عكست مستوى التدريب والتأهيل العالي الذي تلقوه على مدار سنوات دراستهم، حيث أظهر الطلاب قدرات استثنائية في تنفيذ مهام معقدة، من بينها القفز من ارتفاعات كبيرة، وتجاوز الموانع، والاشتباك القتالي القريب، ومهارات الدفاع عن النفس.
كما شهد الحفل لقطات لافتة للنظر خلال مشاركة الطالبات في العروض القتالية، حيث قدمن أداءً احترافياً نال إشادة وتصفيق الحضور، مؤكدات أن العنصر النسائي في جهاز الشرطة بات يتمتع بكفاءة قتالية وبدنية تضاهي نظراءه من الذكور، وأنه بات جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الأمنية المصرية.
وتضمنت الاحتفالية عرضاً مميزاً للخيالة، استعرض خلاله الخريجون مهاراتهم في التعامل مع الخيول وتوجيهها في مواقف مختلفة، فضلاً عن عرض يحاكي ملاحقة عناصر إجرامية والتعامل الفوري مع التهديدات، بما يعكس جاهزية خريجي الأكاديمية للتعامل مع الواقع الأمني الميداني بمجرد تخرجهم.
ولفت الأنظار ظهور معدات وأجهزة متطورة خلال العروض، مثل الروبوت الآلي "كلب الروبوت"، الذي استُخدم في محاكاة عمليات ملاحقة العناصر الخطرة، إلى جانب ظهور مدرعات متقدمة من طرازات "دع"، و"الكوبرا"، وعدد من السيارات الأمنية الحديثة المزودة بأحدث تقنيات المراقبة والمطاردة.
وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تكريم أوائل الخريجين بمنحهم الأنواط تقديرًا لتفوقهم الدراسي والبدني خلال سنوات الدراسة
وفي كلمته خلال الحفل، أكد وزير الداخلية اللواء محمود توفيق أن الطلاب الجدد يمثلون نموذجاً لرجل الشرطة العصري، القادر على التعامل مع التحديات الأمنية المستجدة بوعي علمي ومهارة عملية، مشيرًا إلى أن الوزارة تبنت خلال السنوات الماضية خطة تطوير شاملة لأكاديمية الشرطة، شملت تحديث المناهج، وإدخال الذكاء الاصطناعي، وأساليب المحاكاة الواقعية في التدريب، بما يواكب تطورات الجريمة ويؤهل الضباط لمواجهتها بكفاءة.
وأضاف أن أكاديمية الشرطة باتت تفتح أبوابها لتخصصات جديدة، حيث يُسمح لخريجي كليات الحقوق والتربية الرياضية بالالتحاق بها، والحصول على درجة الماجستير في العلوم القانونية والأمنية، مما يسهم في خلق كوادر أكثر تنوعاً وتخصصاً.
وأشار وزير الداخلية إلى أن التطوير لم يتوقف عند حد التدريب، بل امتد ليشمل دعم البنية التحتية للأكاديمية، وتزويدها بأحدث المعدات والتقنيات، فضلاً عن إعداد برامج تعليمية جديدة بالتعاون مع وزارة الاتصالات، في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، لتأهيل الطلاب للتعامل مع جرائم العصر الرقمي.
وأكد توفيق أن هذا التطوير يعكس رؤية القيادة السياسية في بناء جهاز شرطي حديث، قائم على العلم والانضباط والتكنولوجيا، وقادر على حماية مكتسبات الدولة والتصدي لمخططات زعزعة الاستقرار، موجهاً التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المستمر لجهاز الشرطة.
الحفل لم يكن فقط مناسبة للاحتفال بتخرج دفعة جديدة من رجال الشرطة، بل جاء ليؤكد على استمرار الدولة في نهجها لتطوير مؤسساتها الأمنية، وبناء جيل جديد من الضباط يتمتع بالكفاءة والمسؤولية، ويحمل على عاتقه مسؤولية حماية الوطن في ظل تحديات متزايدة على المستويين الداخلي والخارجي.
وقدّم الخريجون في ختام الحفل عرضاً مميزاً تحت شعار "الشرطة في خدمة الشعب"، جسدوا خلاله رمزية العلاقة بين جهاز الأمن والمواطن، والتزامهم بالقسم الذي أدوه في أن يكونوا حصناً للوطن، وسنداً لكل مواطن في مواجهة كل ما يهدد أمنه وسكينته.
الاحتفالية التي تميزت بالتنظيم الدقيق والرسائل الرمزية القوية، حملت في مضمونها تأكيدًا على أن الدولة ماضية في خططها لتحديث جهاز الشرطة، وأن شباب الأكاديمية اليوم هم حماة الغد، وأمل الوطن في حفظ أمنه واستقراره.