الأحد، 05 أكتوبر 2025 10:44 م

بين خيوط القطن وذكريات أكتوبر.. البيجامة التى لم تبرح ذاكرة المصريين.. سر ارتداء الأسرى الإسرائيليين بيجامات المحلة بعد الهزيمة فى حرب أكتوبر.. عمال المحلة يسردون قصة تصنيعها قبل ظهور الأسرى بها

بين خيوط القطن وذكريات أكتوبر.. البيجامة التى لم تبرح ذاكرة المصريين.. سر ارتداء الأسرى الإسرائيليين بيجامات المحلة بعد الهزيمة فى حرب أكتوبر.. عمال المحلة يسردون قصة تصنيعها قبل ظهور الأسرى بها مشهد من ارتداء الأسرى للبيجامات الكستور
الأحد، 05 أكتوبر 2025 08:00 م
المحلة ـ محمود عبد الراضي ـ هند عادل
- بعد مرور 52 سنة على المشهد.. البيجامات مازالت موجودة بالمحلات
- من مصانع شركة الغزل والنسيج للمهزومين: التوصيل في 6 ساعات
 
في السادس من أكتوبر 1973، انتفضت مصر بجيشها وشعبها لتعيد الكرامة المفقودة، فتجاوزت حدود المستحيل وألهمت العالم بحكاية نصر خالد محفور في الذاكرة، حرب أكتوبر ليست مجرد تاريخ، بل ملحمة وطنية تُروى عبر الأجيال بفخر وعزة.
 
عندما أصبحت بيجامة المحلة شهادة نصر في حرب أكتوبر
 
بعد حرب أكتوبر 1973، عاد الأسرى الإسرائيليون إلى ديارهم بوجوه منكسرة ورؤوس ذليلة، مرتدين البيجامة الكاستور الشهيرة، تلك القطعة التي تحولت إلى رمز خالد من رموز النصر المصري.
 
البيجامة، التي صنعت في مدينة المحلة الكبرى، لم تكن مجرد زي عادي، بل كانت رسالة مصرية صادقة تعبر عن قوة وصمود وطن لا يُقهَر.
 
اختار الرئيس الراحل أنور السادات أن يرسل الأسرى بتلك البيجامة، لتكون شاهداً على انتصار الأمة المصرية وعزيمتها الصلبة، لتُذكّر الجميع بأن مصر ليست فقط مصنعًا للمنتجات، بل مصنع للأبطال والتاريخ المجيد.
 
في كل غرزة من نسيج تلك البيجامة، كانت تحيا روح النضال والكرامة، لتظل بيجامة الكاستور أكثر من مجرد لباس، بل رمزًا للانتصار الذي يعتز به كل مصري.
 
البيجامة الكستور.. أيقونة الأصالة في نسيج المحلة
 
تُعد البيجامة الكستور إحدى أبرز منتجات شركة الغزل والنسيج بالمحلة، التي تمتاز بجودتها العالية ومتانتها الفريدة، تُصنع البيجامة من القطن المصري طويل التيلة، وهو القماش الذي يمنحها نعومة استثنائية وراحة لا مثيل لها عند ارتدائها، تستخدم الشركة حوالي خمسة أمتار من القماش لصناعة كل بيجامة، ما يعكس اهتمامها بالتفاصيل وجودة الخامة.
 
تتميز بيجامة الغزل والنسيج بالمحلة بتصميمها الكلاسيكي الذي يجمع بين البساطة والأناقة، حيث تحظى بشعبية واسعة بين مختلف الفئات العمرية، وتُعتبر رمزًا للأصالة والتراث المصري في صناعة الملابس،كانت البيجامة الكستور تشتهر بدفئها في الشتاء وتهويتها الجيدة في الصيف، مما يجعلها مناسبة لجميع المواسم.
 
على مر العقود، ظلت هذه البيجامة علامة مميزة تصدر إلى الخارج، مسهمة في تعزيز مكانة مصر في سوق النسيج العالمي، ورغم ظهور أنماط جديدة من الملابس بعد عصر الانفتاح الاقتصادي، ما زالت البيجامة الكستور تحتفظ بمكانتها الخاصة لدى محبي الأصالة والجودة.
 
في قلب المحلة.. البيجامة الكستور تتحدى الزمن وتحافظ على زبائنها
 
في رحلة تبعد نحو 120 كيلومترًا شمال القاهرة، تقع مدينة المحلة الكبرى، قلعة الصناعة المصرية التي تزخر بتاريخ طويل في مجال الغزل والنسيج، وتحديدًا شركة الغزل والنسيج التي كانت في سبعينات القرن الماضي تُنتج كميات ضخمة من البيجامات الكستور، خاصة في فترة حرب 6 أكتوبر، حيث ارتبطت هذه البيجامة بذكريات وطنية وصناعية عميقة.
 
تجولنا في شوارع المحلة، بين محال الملابس المتراصة على جانبي الطريق، ولاحظنا أن البيجامة الكستور لا تزال حاضرة رغم مرور العقود وتغير الأذواق، بعض المحال التجارية ما زالت تعرض هذه البيجامة التي لطالما كانت رمزًا للجودة والأصالة.
 
يقول أحمد عبد الرحمن، صاحب أحد المحال: "رغم التطور الكبير في الموضة وتغير كل شيء، إلا أن البيجامة الكستور ما زالت تجد زبائنها، هناك أسر تأتي خصيصًا لشراء هذه البيجامات، خاصة في فصل الشتاء، حيث تُعرف بدفئها وجودتها التي لا تضاهى."
 
ويضيف محمد حسن صاحب محل آخر: "الأكثر إقبالًا على البيجامة هم كبار السن الذين تربوا عليها ويعشقونها بسبب متانتها ونعومة القطن المصري طويل التيلة، أسعار البيجامات متفاوتة لكنها مناسبة جدًا، ونوفرها بألوان عديدة تناسب كل الأذواق."
يضيف: هذه البيجامة التي صنعت بأيدي مصرية ماهرة، لم تكن مجرد قطعة ملابس، بل تحولت إلى إرث صناعي وثقافي يرتبط بفترة مهمة من تاريخ مصر، ومازالت البيجامة الكستور تحظى بمكانة خاصة بين المواطنين، تؤكد استمرارية التراث رغم كل تغيرات العصر.
 
وجيه الشربيني يحكي قصة الكستور: أيام كانت فيها الملابس لغة وطن
 
من 5 آلاف بيجامة يوميًا إلى رمز أصالة.. البيجامة الكستور تحيا بذكريات المحلة
 
في أحد أحياء مدينة المحلة، حيث تختزن الأزقة ذكريات الصناعة المصرية العريقة، التقينا بوجيه الشربيني، القيادي العمالي الذي عاش في قلب الصناعات القطنية، ليحدثنا عن ما كانت تمثله "البيجامة الكستور" في مصر عمومًا، ولدى شركة غزل المحلة خصوصًا، كان حديثه رحلة بين الماضي والحاضر، يحمله الحنين إلى زمنٍ صنعت فيه الملابس أكثر من دفء، بل صنعت تاريخًا وهوية.
 
بدأ وجيه حديثه بعينين تلمعان بالذكريات: «الحديث عن البيجامة الكستور يعيدنا إلى سنوات طويلة ماضية، وخصوصًا في فترة السبعينات، أثناء أيام الحرب»، في تلك الحقبة، كانت صناعة البيجامة الكستور تزدهر بامتياز، وكانت تُصنع من القطن المصري طويل التيلة، الخام الأرقى آنذاك، أشار إلى أن تلك البيجامة كانت تحتاج في صناعتها إلى حوالي خمسة أمتار من القماش، وهو رقم ليس بالقليل، لكنه كان يعكس الجودة والترف في التفاصيل.
 
تحدث وجيه عن أن سعر البيجامة في تلك الأيام كان يقارب جنيهًا ونصف الجنيه، قيمة كبيرة في ذلك الزمن، لكنها كانت تستحق هذا السعر لأنها "تعيش العمر"، كما يقول، خطوط الإنتاج في مصنع غزل المحلة كانت تعمل على مدار الساعة، بنظام ثلاث ورديات متعاقبة: من السابعة صباحًا إلى الرابعة والنصف فجرًا، بلا توقف إلا لضرورات الصيانة أو الطوارئ.
 
يوميًا، كانت تُنتَج حوالي خمسة آلاف بيجامة من هذا النوع، يشتريها جميع الفئات العمرية بلا تمييز، الكبار والصغار، لكونها قطعة يتوقع أن تظل لفترة طويلة، شديدة التحمل، ودافئة في الشتاء، وخفيفة في الصيف بأنواع مناسبة.
 
كان لوجيه تجربة شخصية مع المصنع والبيجامة الكستور، فقد نال شهادة دبلوم الصنايع عام 1971، ثم التحق بالعمل في الشركة ليصبح مساعد رئيس وردية، خلال تلك الفترة، لم يكن العمل مجرد وظيفة، بل كان نمط حياة يُعاش، وكان العمال يفخرون بصناعتهم، حين اشتدت الأيام في حرب السادس من أكتوبر 1973، ترك وجيه عمله وانضم إلى الأبطال بدرجة عريف، شارك في مهام خلف خطوط العدو، وعايش لحظات بطولية لا تُنسى.
 
أما أكثر ما يتذكره بامتنان، فهو حين رأى الجنود الإسرائيليين الأسرى وهم يرتدون "البيجامة الكستور" تلك اللحظة التي جسدت رمزية الصنعة الوطنية، بأنّ شيئًا صنع في مصر كان يُستخدم حتى في تلك المعركة التاريخية.
 
عاد وجيه إلى تفاصيل أيام المصنع: «كنا نصدر كميات كبيرة من البيجامة الكستور إلى الخارج، كان الإقبال عليها كبيرًا لدرجة أن الطلب يفوق الإنتاج أحيانًا»، وأوضح أن البيجامة لم تكن تقتصر على الاستخدام الليلي، بل كانت تُصمم أنواع صيفية وأخرى شتوية، لتلائم الفصول وتضمن الراحة والاستدامة.
 
ذكر أن راتبه في تلك المرحلة كان 12 جنيهًا، وكان المبلغ أكثر مما يكفي، كان يعيش حياة بسيطة، لكنه برضا وكرامة، ويلبي احتياجات أسرته ويشكر الله، كان من عشاق الرياضة أيضًا، ولعب في فريق غزل المحلة لكرة القدم، يتذكر ذلك بابتسامة: «أنا من جيل فاروق جعفر ومصطفى يونس»، جيل عشّاق الكرة والعمل معًا.
 
ومع تقدّم الزمن، دخلت ملابس جديدة على الساحة، التشيرتات، والملابس الرياضية، والملابس الجاهزة ذات القصّات العصرية، بدأ الإقبال على البيجامة الكستور يقل تدريجيًا، لكنها لم تختفِ، يقول وجيه: «ما زالت البيجامة الكستور موجودة حتى الآن، ولها زبائنها». هي ليست مجرد قطعة ملابس، بل إرث يحمل بين طياته دعوة إلى الأصالة والعودة إلى الزمن الجميل.
 
حديث وجيه لا يركز فقط على البيجامة، بل على الإنسان الذي صنعها، والبيئة التي احتضنت الصناعة، والغزل التي كانت من أرقى صناعات مصر، في ذاك الزمن، كان المصنع أشبه بقلعة إنتاج ونسيج مجتمع، كل قسم فيه كان له قدسيته، من الغزل إلى النسيج، ومن الإنتاج النهائي إلى الجودة والتغليف، العمال كانوا فخورين بعملهم، وكانوا يرون أنفسهم جزءًا من مشروع كبير للنهضة الصناعية.
 
في ذلك المكان، بين ذكرى البيجامة الكستور، وحكايات العمال الذين أمضوا ليالٍ في نسيج القماش، وذكريات الزمن الذي كانت فيه الصناعة عنوانًا للوطن، يقدّم وجيه الشربيني دروسًا في الصمود والحب للعمل، قصته تعكس عمق علاقة المصري بالصناعة الوطنية، والإيمان بأنّ الإنسان عندما يعمل بقلب، فإنّ ما ينتجه لا يذبل.
 
كلما تتجول في مدينة المحلة الآن، قد تجد محالًا تعرض بيجامة الكستور في زواياها، بل قد تجد صناعًا قدامى مازالوا يحتفظون بمكائنهم أو أدواتهم في بيوتهم، كأنها كنوز تذكّرهم بزمن كان يُحتفى فيه بالقماش المصري، بالتطريز البسيط، بالقطن الخالص.
 
وفي عصر يطغى فيه الاستهلاك السريع والموضة المتغيرة، يقف وجيه كحارس لذكرى صنعتها الأيادي، يذكّر بالأصل، بالجودة التي تبقى، بالهوية التي تُصنع في مصانع وطنية، لا تُستورد من الخارج.
 
هذه القصة لا تنتهي عند البيجامة فحسب، بل عند كل من أراد أن يعرف كيف يُحفظ تاريخ الصناعة في ذاكرة البشر، وكيف يحيا التراث وسط زحمة التكنولوجيا والتغيير، فحين تتحدث البيجامة الكستور، فإنها تحكي عن رجالٍ صنعوا الحياة بخيوط القطن، عن عائلة حبت العمل، عن مصر التي تستطيع أن تصنع، وتفخر بما صنعت.
 
البيجامة الكستور في ذاكرة المصريين: بين التاريخ والحاضر
 
وصلنا، بمحيط برج ساعة شركة غزل المحلة الذي يقف شامخًا كأحد أبرز المعالم المعمارية والتاريخية لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، التي أسسها طلعت باشا حرب، ويعد البرج ثاني أقدم برج ساعة في العالم، شُيد هذا الصرح الهندسي على يد مهندسين إنجليز، ويبلغ ارتفاعه 103 أمتار، مبنيًا بالكامل بالخرسانة المسلحة من قاعدته وحتى قمته.
يمتاز البرج بعقربين ضخمين، حيث يبلغ طول العقرب الكبير 2.25 متر، وهو مزود بأربعة مصابيح نيون تضئ ليلاً، في حين يبلغ طول العقرب الأصغر 1.25 متر ومزود بمصباحين نيون. كما يحتوي البرج على ناقوس يُطلق دقات في كل ساعة تتوافق مع رقم الساعة الحالية، ليبث في المكان جواً من التاريخ والتراث الصناعي.
 
وفي جولة حول الشركة والمناطق المحيطة بها، التقينا بعدد من المواطنين لنتحدث معهم عن البيجامة الكستور، تلك القطعة التراثية التي صنعتها شركة الغزل والنسيج بالمحلة والتي ارتبطت بتاريخ مصر العريق، خاصة في حقبة السبعينيات وحرب 6 أكتوبر 1973.
 
محمد عبد الرحمن، رجل سبعيني، يقول: "أنا أعرف البيجامة الكستور جيدًا، خاصة تلك التي تنتجها شركة المحلة، كانت جزءًا من حياتنا اليومية، وكل من في جيلنا كان يرتديها، لا زلت أحتفظ بقطعة منها حتى الآن، كانت تعبر عن بساطة وجودة في نفس الوقت."
 
أما فاطمة حسن، ربة منزل، فتشير إلى أنها كانت تشتري البيجامات لأطفالها لسنوات، مؤكدة أن الأسعار كانت مناسبة للجميع، "كانت البيجامة الكستور مريحة وتوفر الدفء في الشتاء، وكان لها رونق خاص لا تجده في الملابس الحديثة."
 
بينما يرى إياد محمود، شاب في العشرينيات من عمره، أن معرفته بالبيجامة الكستور محدودة، قائلاً: "سمعت عنها فقط عبر الإنترنت وشاهدت صورًا كثيرة عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم أرتدها أو أشاهدها على أرض الواقع، كل ما أعرفه أنها كانت ترتدى من قبل الأسرى الإسرائيليين بعد هزيمتهم في حرب أكتوبر 1973، وقرأت ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي."
 
غزل المحلة يحتفي بنصر أكتوبر عبر البيجامة الكستور
 
تزامنا مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد، تعود البيجامة الكستور التي ارتداها الأسرى الإسرائيليون لتتصدر المشهد مجدداً، تحمل هذه البيجامة، التي صنعت في شركة غزل المحلة، رمزية عميقة تذكرنا بالفخر والصمود في وجه التحديات.
 
وفي كل عام، تبرز صور البيجامات الكستور التي تنشرها شركة غزل المحلة على صفحاتها الرسمية، مصحوبة بعبارات تعكس الإنجاز الوطني مثل: "المصانع بقت أكبر والتوصيل في 6 ساعات"، في إشارة مباشرة إلى عبور الجيش المصري لخط بارليف والانتصار السريع على العدو خلال 6 ساعات فقط.
 
تبقى البيجامة الكستور أكثر من مجرد قطعة قماش، فهي شاهد حي على لحظة تاريخية صنعتها يد مصرية وأثبتت أن الصناعة الوطنية يمكن أن ترتبط بأعظم الانتصارات.

 

موضوعات متعلقة :

احتفالية نقابة الصحفيين بذكرى نصر أكتوبر المجيد اليوم

حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة

رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسى بذكرى نصر أكتوبر

مجلس الشيوخ يرسل برقية تهنئة للرئيس السيسي بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر

الأحد 5 أكتوبر.. احتفالية نقابة الصحفيين بذكرى نصر أكتوبر المجيد

النائبة أمل رمزى: استحضار روح نصر أكتوبر ضرورة لحماية الوطن ومواجهة تحديات الحاضر

الرئيس السيسى يرأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويشيد بما يبذله الجيش المصرى من جهود لدعم ركائز الأمن والاستقرار على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.. ويؤكد: روح نصر أكتوبر ستظل راسخة بوجدان المصريين

الرئيس السيسى: روح نصر أكتوبر ستظل راسخة في وجدان الشعب المصرى جيلا بعد جيل

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يهنئ الشعب المصرى بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر

النائب أحمد سمير: نصر أكتوبر لحظة ميلاد جديدة لكرامة الأمة ووعيها

الرئيس السيسى يتوجه لمنطقة النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة بمدينة نصر ويضع إكليل الزهور على قبر الجندى المجهول فى الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر المجيد.. ويزور قبرى جمال عبد الناصر وأنور السادات ويصافح أسرتيهما


الأكثر قراءة



print