أغلقت الحكومة الأمريكية للمرة الأولى منذ 7 سنوات، بعد فشل مجلس الشيوخ فى تمرير قانون لتمديد تمويل الحكومة، ما أثار قلق حول المدة التى سيستمر فيها الإغلاق فى الوقت الذى هدد فيه الرئيس الجمهورى دونالد ترامب بإجراءات لا يمكن التراجع عنها تتضمن عمليات فصل وتسريح جماعى للموظفين الفيدراليين.
وألقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون اللوم على زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر لعدم حشد الديمقراطيين خلف مقترح التمويل الجمهورى وقال جونسون أنه لن يتفاوض مع الديمقراطيين إلا بعد إعادة فتح الحكومة، قائلًا: "لا يوجد ما يتم التفاوض عليه السؤال الوحيد الليلة هو: إلى متى سيبقى تشاك شومر الحكومة مغلقة؟"، مضيفًا: "إنها مقامرة خطيرة".
على الجانب الآخر، قال زعيم الأقلية الديمقراطية فى النواب حكيم جيفريز، إن الديمقراطيين مستعدون للتفاوض حول مشروع قانون تمويل الحكومة، وقال جيفريز: "نحن نقول فلنمول الحكومة.. دعونا نجلس ونجرى محادثة"، وتساءل جيفريز عن استراتيجية الخروج بعد بدء الإغلاق الحكومي: "لقد كان الجمهوريون يلقون المحاضرات على أمريكا طوال العام بأنهم يسيطرون على الحكومة.. فكيف يمكن أن يكون الأمر الآن، فى هذه اللحظة تحديدًا، أنهم فجأة تحت رحمة الديمقراطيين الذين هم فى موقع الأقلية فى مجلسى النواب والشيوخ؟"
من جانبه، حذر الرئيس دونالد ترامب الديمقراطيين من أن السماح بإغلاق الحكومة سيتيح للإدارة اتخاذ إجراءات "لا رجعة فيها"، بما فى ذلك فصل جماعى للموظفين الفيدراليين وإيقاف برامج مهمة لهم.
وبعد الإغلاق كانت وزارة النقل اول من يعلن إجراءات استثنائية، حيث بدأت تطبيق إجازات إجبارية لأكثر من 11 ألف موظف فى إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، ما يمثل نحو ربع موظفيها، وذلك عقب دخول الإغلاق الحكومى الجزئى حيز التنفيذ لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل الموازنة الفيدرالية.
وأكدت الوزارة، أن أكثر من 13 ألف مراقب حركة جوية سيواصلون العمل لضمان سلامة الأجواء؛ إلا أنهم لن يتقاضوا أجورهم إلى حين انتهاء فترة الإغلاق كما أوضحت أنها تعانى بالفعل عجزا يقارب 3,800 مراقب عن مستويات التوظيف المستهدفة، ومع ذلك ستستمر فى التوظيف والتدريب خلال فترة الإغلاق حفاظا على كفاءة المنظومة.
وأشارت وزارة النقل إلى أن نحو 12200 موظف من إجمالى العاملين بالوزارة البالغ عددهم 53717 موظفًا سيخضعون للإجازة الإجبارية.
ماذا يحدث بعد إغلاق الحكومة؟
خلال آخر إغلاق للحكومة عام 2018-2019، والذى استمر 35 يومًا، كان يعمل لدى الحكومة الأمريكية ما يقرب من 2 مليون موظف، حصل 380 ألفًا منهم على إجازة قسرية، وواصل 420 ألفًا عملهم دون الحصول على اجر، واضطر الكثير منهم لتأجيل سداد أقساط الرهن العقارى أو مدفوعات بطاقات الائتمان ما عرضهم لخطر دفع غرامات التأخير أو التخلف عن سداد القروض.
وبموجب القانون، ستستمر الأنشطة الأساسية لحماية الحياة والممتلكات مثل العمليات العسكرية وإنفاذ القانون وفحص الأغذية. ويجب على الرئيس الاستمرار فى أداء مسؤولياته الدستورية. ولذلك يبقى معظم البيت الأبيض، كما يجب دفع رواتب أعضاء الكونجرس بموجب التعديل السابع والعشرين للدستور.
وقالت وزيرة الأمن الداخلى، كريستى نويم، إن عناصر إنفاذ القانون فى الوزارة سيواصلون عملهم طوال فترة "الإغلاق الذى تسبب فيه الديمقراطيون"، كما أن هناك عددًا من الكيانات، بما فى ذلك الاحتياطى الفيدرالى ومكتب الحماية المالية للمستهلك، لا يتم تمويلها من خلال الاعتمادات السنوية التى يقرها الكونجرس، ويمكنها الاستمرار فى العمل اعتمادًا على مصادر تمويلها الخاصة.
وستستمر إدارة الطيران الفيدرالية وإدارة أمن النقل فى تقديم وظائف السلامة الأساسية ولن تتوقف. ومع ذلك، قد يواجه المسافرون تأخيرات، إذ أن مراقبى الحركة الجوية وضباط إدارة أمن النقل سيعملون من دون أجر، وهو ما أدى فى الإغلاقات السابقة إلى ارتفاع معدلات الغياب عن العمل.
ويستثنى الأفراد العسكريون النظاميون من الإجازات القسرية ويواصلون الحضور إلى الخدمة من دون أجر أما معظم الموظفين المدنيين فى وزارة الدفاع فسيتم منحهم إجازات قسرية فى البداية.
