اعتبر سياسيون ونواب أن توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشكر والتقدير لمصر على جهودها في شأن القضية الفلسطينية، بمثابة اعتراف وانتصار لتحركات مصر وصمود الشعب الفلسطيني، حيث قدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الشكر لمصر على جهود وقف الحرب على قطاع غزة قائلا: الرئيس السيسي ساهم بشكل كبير في الوصول إلى خطة بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة".
ولفتت إلى أن ما طرحه ترامب يعد بداية لإنهاء الحرب مشروط نجاحه بالالتزام الأمريكي والإسرائيلي ووجود نية جادة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وإحياء عملية السلام، معتبرة أن ما جاء في الخطة من اشتراط إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، إلى نزع سلاح حماس بالكامل، مرورا بتشكيل حكومة انتقالية تُعين من الخارج، هو بمثابة فرض وصاية جديدة خاصة وأنها تغافلت عن قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات، وحاولت فرض ترتيبات أمنية تنتقص من السيادة الفلسطينية.
العرابي: نجاح خطة ترامب مشروط بالتزام إسرائيل وأمريكا..ومصر دورها مقدر
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الدور المصري وجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لصالح استقرار المنطقة ودعم القضية الفلسطينية مقدرة من جميع دول العالم، مؤكداً أن الطريق ما زال طويلاً والتفاصيل كثيرة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مفاوضات شاقة ومضنية.
وأشار العرابي، " إلى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طُرحت بشأن غزة لإنهاء الحرب الإسرائيلية والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية، الأهم فيها هو التزام إسرائيل بعدم إدخال شروط جديدة أو مواقف بعيدة عما ورد في الخطة.
وأكد "عرابي" على أهمية استمرار الالتزام الأمريكي، والشروع في عملية سياسية جادة تفضي إلى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
إشادة ترامب بالرئيس السيسى اعتراف بحكمة واقتدار القيادة المصرية
وبدوره قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن ما طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي الأخير بالبيت الأبيض، وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمثابة محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج الاحتلال الإسرائيلي في ثوب جديد تحت مسمى الوصاية الدولية، مشيرا إلى أن البنود المعلنة من اشتراط إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، إلى نزع سلاح حماس بالكامل، مرورا بتشكيل حكومة انتقالية تُعين من الخارج، تكشف بوضوح أن الفلسطينيين جرى تغييبهم تماما عن أي دور في مستقبلهم، وتحويل قضيتهم إلى ملف إداري – أمني يخدم أجندات واشنطن وتل أبيب.
وأكد "محسب" ، أن أخطر ما في الخطة هو استبعاد السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل كافة من المشهد، وإبقاء غزة تحت وصاية دولية تمولها أموال عربية وخليجية، بينما تظل إسرائيل الضامن الأمني والولايات المتحدة المرجعية السياسية الوحيدة. وهذا يعكس رؤية تنزع عن الفلسطينيين حقهم الطبيعي في السيادة، وتحاول تكريس معادلة "السلام مقابل الاستثمار" بدلًا من "السلام مقابل إنهاء الاحتلال".
وأضاف عضو مجلس النواب، أن مثل هذه الصياغات المنحازة، التي تُقصي الفلسطينيين وتُشرعن الحصار والسيطرة الإسرائيلية، لن تصمد أمام الحقائق التاريخية والسياسية، فالقضية الفلسطينية ليست ملفا إنسانيا أو أمنيا يُدار من الخارج، وإنما قضية تحرر وطني، وحلها الوحيد هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد الدكتور أيمن محسب، على أن أي محاولة لتجاوز هذا الحل أو الالتفاف عليه مصيرها الفشل، لأنها تتناقض مع كل قرارات الشرعية الدولية وإجماع المجتمع الدولي، مؤكدا أن مثل هذه الطروحات بمثابة تهديد صريح للأمن القومي العربي، كما أنها تفتح الباب أمام فوضى إقليمية، مضيفا : " اعتقد أيضا الشعوب العربية لن تقبل بأن تتحول غزة إلى ساحة وصاية دولية، أو أن يُختزل نضال الفلسطينيين في مجرد ترتيبات اقتصادية أو أمنية."
وأكد " محسب"، أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم هو الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، أما ما عدا ذلك من صفقات مؤقتة أو ترتيبات أمنية فلن يحقق سوى مزيد من التوتر والعنف، لأن الشعوب لا يمكن أن تتخلى عن حقها في الحرية والكرامة مهما حاولت القوى الكبرى فرض وصايتها.
علاء عابد: مصر أصبحت قوة إقليمية مؤثرة بفضل جهود الرئيس السيسي
وبدوره أشاد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بالدور التاريخي والمحوري الذي يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز قوة ونفوذ الدولة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً أن مصر أصبحت ركيزة أساسية في إرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح "عابد" أن الرئيس السيسي نجح في أن يجعل من مصر صوتاً مسموعاً وقوة إقليمية ودولية مؤثرة، قادرة على منع سياسات التهجير وداعمة لحقوق الشعوب في العيش بأمان وسلام، لافتاً إلى أن ما تشهده المنطقة من إشادات دولية بدور مصر يعكس ثقلها ومكانتها.
وأضاف رئيس لجنة النقل والمواصلات، أن إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السيسي تمثل اعترافاً دولياً بقدرة القيادة المصرية على إدارة الملفات الكبرى بحكمة واقتدار، مؤكداً أن تلك الإشادة لم تأتِ من فراغ بل من واقع النجاحات التي حققها الرئيس السيسي في الداخل والخارج.
وأكد النائب علاء عابد، أن الشعب المصري يقف خلف قيادته السياسية، ماضياً في مسيرة البناء والتنمية، وداعماً لدور مصر في حماية السلام ومنع التهجير ودعم استقرار المنطقة.
أستاذ علوم سياسية: خطة ترامب خطوة على الطريق لكنها تفتقر لمقومات السلام العادل
وفي السياق ذاته يقول اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة تمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع وفتح نافذة جديدة أمام الحلول السياسية، مشيرا إلى أن ما تحمله المبادرة من بنود يعكس إدراكا متزايدا بخطورة استمرار الصراع على الأمن الإقليمي والدولي، وأن وقف نزيف الدم ومعاناة المدنيين الفلسطينيين يجب أن يظل أولوية قصوى لا تحتمل أي تأجيل.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن خطة ترامب رغم ما تطرحه من عناصر تتعلق بوقف الحرب وإعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى، إلا أنها تظل قاصرة عن معالجة جوهر القضية، إذ تغافلت عن قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات، وحاولت فرض ترتيبات أمنية تنتقص من السيادة الفلسطينية وبالتالي فإن التعامل معها يجب أن يكون بحذر شديد، بحيث يبنى أي مسار سياسي على أسس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وليس على إملاءات طرف بعينه مؤكدا أن نجاح أي مبادرة سلام يظل مرهونا بالاعتراف الصريح بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو البند الغائب عن الطرح الأمريكي حتى الآن، وتجاهل هذه الحقيقة يجعل أي مبادرة ناقصة وغير قادرة على إنتاج سلام عادل ودائم.
ولفت الدكتور رضا فرحات إلي أن أبرز ما يكشفه طرح الإدارة الأمريكية الأخير هو التراجع الصريح عن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين الذي جرى الترويج له طوال الأشهر الماضية مؤكدا أن إسقاط هذا المشروع لم يكن ليتحقق لولا الموقف المصري الصلب الذي أعلن بوضوح أن التهجير خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولولا الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعا عن أرضه وهويته الوطنية وهذا التطور يمثل انتصارا للدولة المصرية و لإرادة الشعب الفلسطيني ويثبت أن المؤامرات الكبرى يمكن أن تتحطم أمام الثوابت الراسخة والتمسك بالحقوق المشروعة.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن الخطة الأمريكية قد تكون بداية مسار سياسي جديد، لكنها ستظل خطوة ناقصة ما لم تقر بإطار شامل يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة ويضع نهاية حقيقية للاحتلال لافتا إلى أن مصر ستبقى الضامن الرئيسي لأي اتفاق عادل، وأن موقفها سيظل منحازا للحق العربي والفلسطيني حتى يتحقق السلام الشامل والعادل الذي تنشده شعوب المنطقة.
المؤتمر: تقدير ترامب للسيسي يؤكد مكانة مصر القيادية دوليًا و إقليميا
فيما يشير الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر وعضو مجلس الشيوخ، إلى أن كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحفي حملت دلالات مهمة حول تقدير المجتمع الدولي للدور المصري في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أن إشادة ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي تعكس مكانة مصر القيادية على الساحة الإقليمية والدولية.
وتابع غنيم:" تصريحات ترامب، التي وصف فيها الرئيس السيسي بأنه "شخص رائع للغاية"، تعكس بوضوح حجم الجهد الدبلوماسي الذي تبذله القيادة السياسية المصرية لحماية الشعب الفلسطيني ودفع الأطراف كافة نحو حلول سلمية تُنهي نزيف الدماء وتفتح الباب أمام الاستقرار في المنطقة.
وأشاد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، بالتحركات المصرية المتواصلة، والتي لم تقتصر على الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فقط، بل شملت التواصل مع الدول العربية والإسلامية والأوروبية، بما جعل من القاهرة محوراً أساسياً في أي جهود لإحلال السلام بالشرق الأوسط.
وأكد غنيم، أن إشادة الرئيس الأمريكي بالدور المصري تمثل شهادة جديدة على نجاح السياسة الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تضع مصلحة الأمن القومي العربي والفلسطيني في صدارة أولوياتها، مشيراً إلى أن مصر ستظل دوماً حائط الصد الأول والداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية.
حزب الجيل: تراجع ترامب عن خطة التهجير انتصار لمصر وصمود الشعب الفلسطيني
بينما اعتبر ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، المنسق العام للائتلاف الوطنى الحر ، أن إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة بعد فشل محاولاته المتكررة في تهجير أهلها وتصفية القضية الفلسطينية، يمثل في جوهره نجاحًا كبيرًا لمصر وقيادتها السياسية، التي واجهت بعزيمة وصلابة كل الضغوط، وأعلنت أكثر من "لا" في مواجهة عنفوان ترامب وإصراره على تحويل غزة إلى "ريفييرا سياحية" أمريكية تُفرغ من أهلها وتُسلخ عن هويتها.
وأوضح أن هذا الموقف المصري الثابت عزز من مركزية القضية الفلسطينية وحال دون تمرير أخطر المشاريع التصفوية.
وأضاف الشهابي أن هذا التطور يعد أيضًا انتصارًا للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني البطل، الذي واجه أعتى آلة حرب إسرائيلية – أمريكية مشتركة، وصمد أمام القتل والتدمير والمجازر، وتمسك بأرضه المقدسة في غزة، مدركًا أنها جزء أصيل من فلسطين التاريخية.
وأكد أن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم ورفضهم لكل أشكال التهجير والتصفية كان هو الحائط الذي تحطمت عنده المؤامرات، وهو الدليل على أن إرادة الشعوب أقوى من كل الضغوط والتهديدات.
وأوضح رئيس حزب الجيل أن خطة ترامب، رغم ما تتضمنه من بعض البنود الإيجابية المتعلقة بوقف الحرب والإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار، إلا أنها تحمل انتقادات جوهرية، أبرزها السعي إلى نزع سلاح غزة بالكامل وتجريد الفلسطينيين من حقهم المشروع في المقاومة والدفاع عن أرضهم، فرض وصاية دولية بقيادة الولايات المتحدة ومجلس سلام يرأسه ترامب، وهو ما يمثل انتقاصًا خطيرًا من السيادة الفلسطينية وارتهان القرار الوطني لإرادة الخارج.
إضافة إلى ابقاء إسرائيل المتحكم الفعلي في الأرض والحدود من خلال ترتيبات أمنية طويلة المدى، ما يعني استمرار جوهر الاحتلال بطرق ملتوية، وتجاهل القضايا الجوهرية مثل القدس وحق عودة اللاجئين والمستوطنات، وهو ما يحول الخطة إلى مجرد تسوية إنسانية واقتصادية مؤقتة وليست حلًا عادلًا وشاملًا.
وختم ناجى الشهابي تصريحه مؤكدًا أن الحل العادل والوحيد للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية، وليس عبر حلول أمريكية – إسرائيلية تستهدف الالتفاف على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.