الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 10:34 م

غزة تعمق الانقسامات فى السياسة الأمريكية.. واشنطن بوست: تحول بموقف الديمقراطيين من دعم إسرائيل.. تزايد مطالب وقف بيع الأسلحة الهجومية لتل أبيب.. والجمهوريون ينتقدون الدول الغربية بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية

غزة تعمق الانقسامات فى السياسة الأمريكية.. واشنطن بوست: تحول بموقف الديمقراطيين من دعم إسرائيل.. تزايد مطالب وقف بيع الأسلحة الهجومية لتل أبيب.. والجمهوريون ينتقدون الدول الغربية بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية السيناتور بيرنى ساندرز
الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 08:00 م
كتبت ريم عبد الحميد
 
 
مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من ببدء عامها الثالث، وتزايد الانتقادات الدولية لنتنياهو وحكومته فى ظل سياسة التجويع والإبادة الجماعية التي ينتهجها بحق الفلسطينيين، تتعمق الانقسامات السياسية بين الديمقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة بشأن دعم واشنطن لحليفتها، حيث تعالت أصوات بعض الديمقراطيين فى توجيه انتقادات غير مسبوقة لتل أبيب، فيما حرص الجمهوريون، لاسيما اليمين المحافظ، على دعم الدولة العبرية وانتقاد أي محاولات للضغط عليها، حتى ولو عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
تحدثت صحيفة واشنطن بوست عما وصقته بـتحول سريع فى موقف الديمقراطيين من إسرائيل فى ظل استمرار حربها على غزة ووجود أدلة على مجاعة، لافتة إلى أن عدداً متزايداً من الديمقراطيين البارزين يدعون إلى وقف مبيعات الأسلحة الهجومية على إسرائيل، كجزء من تحول أوسع من الموقف من الدولة العبرية داخل الحزب.
 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الابتعاد الواضح عن عقود من الدعم الديمقراطى غير المشروط لإسرائيل قد تسارعت فى الأسابيع الأخيرة بعد أن أدت أشهر من الحصار المفروض على المساعدات إلى مجاعة فى غزة، وفقا لتقييم صادر عن السلطة العالمية عن الجوع.
 
 
فخلال الأيام العشر الأخيرة، قال السيناتور بيرنى ساندرز إنه الآن يعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فى غزة، وهو الاتهام الذى تجنب توجيهها بحذر على مدار عامين. كما أصدر السيناتوران كريس فان هولين وجيف ميركلى تقريراً يعلن أن إسرائيل تطبق خطة لتطهير غزة عرقياً. وقدم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أول مشروع قرار من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
من ناحية أخرى،  وصف أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك السابق، والذى يعد مدافعاً قوياً عن إسرائيل، الوضع فى غزة بالمروع، وقال إن الحرب يجب أن تنتهى على الفور، فى ابتعاد واضح عن موقف السابق مع سعيه لأن يصبح عمدة لنيويورك.
 
 
وأجبرت التطورات العديد من الديمقراطيين، ومنهم قادة الحزب، على مصارعة الرغبة المتزايدة للناخبين بأن توقف الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة الهجومية لإسرائيل وإعادة التفكير فى العلاقة بين واشنطن وتل أبيب. وقد عارض ذلك فى كثير من الأحيان رغبة بعض المسئولين المنتخبين فى الدفاع عن إسرائيل، حتى لو كان ذلك يعنى مواجهة رد فعل سريع من العديد من الناخبين الديمقراطيين.
 
 
  وذهبت واشنطن بوست إلى القول بأن دعم إسرائيل كان لا يمس تقريباً فى السياسات الأمريكية. وقد تفاجأ قادة الحزب من التحول الدرامى فى الآراء من الناخبين الديمقراطيين. وأصبحت إسرائيل معزولة على الساحة العالمية فى الوقت الذى توشك حربها على غزة على الدخول فى عامها الثالث.
 
 
على النقيض من الديمقراطيين، يتمسك الجمهوريون بدعم تل أبيب. وتجلى ذلك بعد اعتراف عدد من الدول "الحليفة" بالدولة الفلسطينية، وهى خطوة رمزية كبيرة، فى سبيل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
 
 
حيث رصد موقع أكسيوس انتقادات أصوات من اليمين الأمريكي ومن الجمهوريين لـ اعتراف بريطانيا واستراليا وكندا بالدولة الفلسطينية وأدانوا هذه الخطوة.
 
 
من بين هؤلاء، نيك هيلى، سفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المتحدة. انضمت هيلى إلى مجموعة من الأصوات من اليمين فى إدانة القرار، واتهمت الدول الثلاث بـ "الرضوخ لحماس من خلال الضغط للاعتراف بالدولة الفلسطينية". وزعمت هيلى أن حلفاء أمريكا كانوا مهتمين بإرضاء حماس أكثر من إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب.
 
 
 
بينما قال بريان ماست، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن الاعتراف بدولة فلسطينية ، هو تظاهر فارغ بالفضيلة. واتهم لسيناتور ليندسى جراهام، الجمهورى عن ولاية كارولينا الجنوبية العالم المتحضر بـما أسماه "مكافأة النازيين الدينيين المعاصرين بتسمية اعتباطية".
 
 
وكان أكثر من 20 من المشرعين الجمهوريين قد وقعوا خطاباً الأسبوع الماضى موجهاً إلى رؤساء وزراء بريطانيا وأستراليا وكندا والرئيس الفرنسي يصفون خططهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها متهورة.
 
 
كما وصف وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو الخطوة بأنها متهورة و"صفعة على وجه ضحايا هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل".
 
 
إلا أن ماكرون قال فى تصريحات لقناة CBS News إن هدف حماس ليس بالتأكيد إقامة دولة فلسطينية، ولكن هدفها تدمير إسرائيل وإقناع أكبر عدد من الناس أنه لا فرصة للسلام والاستقرار، وإقامة دولة فلسطينية، وقتل أكبر عدد من الإسرائيليين". وتابع قائلا إنه إنهاء الحرب وعزل حماس فإن عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وخطة السلام التى تتماشى معها هي شرط مسبق.
 
 
 
ويأتي موقف الجمهوريين المعارض بشدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فى الوقت الذى يتخذ فيه منافسيهم الديمقراطيين موقفاً أكثر صرامة من إسرائيل بسبب حربها الوحشية المستمرة على قطاع غزة، والمجاعة والإبادة الجماعية التي تحدث بحق سكان القطاع.
 
 
 
كما أن موقف الرأي العام الأمريكي بدأ يتغير. وكشف استطلاع رأى أجراه مجلس شيكاغو للشئون العالمية، ونشرت نتائجه صحيفة واشنطن بوست قبل أيام، أن عدداً متزايداً من الأمريكيين يرون أن دعم بلادهم لإسرائيل فى حرب غزة أكثر من اللازم.
 
 
 
وقال 53% من الديمقراطيين المشاركين فى الاستطلاع إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل أكثر من اللازم، وكانت النسبة 40% العام الماضى. وبين الجمهوريين، قال نحو النصف إن الولايات المتحدة تتبع التوازن الصحيح فى دعم إسرائيل فى الحرب. واستطلاعات العام الماضى، أثناء رئاسة بايدن، قال 40% إن الولايات المتحدة لا تدعم إسرائيل بما يكفى. لكن هذا العام تراجعت النسبة إلى 14% فقط.
 
 
 

 


الأكثر قراءة



print