الإثنين، 22 سبتمبر 2025 11:36 م

مؤتمر "حل الدولتين" يُعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة العالمية.. سياسيون: محطة تاريخية لبناء توافق يضمن حقوق الشعب الفلسطينى ويدعم مسار إنهاء الحرب.. والقاهرة شريك مهم فى صنع القرار الدولى

مؤتمر "حل الدولتين" يُعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة العالمية.. سياسيون: محطة تاريخية لبناء توافق يضمن حقوق الشعب الفلسطينى ويدعم مسار إنهاء الحرب.. والقاهرة شريك مهم فى صنع القرار الدولى
الإثنين، 22 سبتمبر 2025 10:00 م
كتبت إيمان علي – سمر سلامة
اعتبر سياسيون ونواب، أن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر “حل الدولتين”، على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تم التأكيد على أهمية هذا المؤتمر كخطوة محورية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، تنفيذاً لمبدأ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
يأتي ذلك مع اقتراب دخول الحرب الإسرائيلية في غزة من عامها الثاني، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المدمر، والمقرر أن يجتمع زعماء العالم في نيويورك بدءاً من الاثنين من أجل بحث الصراع المتواصل، ودعم مبادرة حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين، حيث يتوقع أن تعلن دول عدة على رأسها فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس، وتستعد المملكة المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين.
 
محطة تاريخية
وأكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يجسد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وباريس، ويعكس إدراكا متبادلا لدور مصر المحوري في القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما تناوله الاتصال من متابعة لمخرجات القمة الافتراضية الأخيرة، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك يوم 22 سبتمبر الجاري، يضع القضية الفلسطينية مجدداً في قلب الاهتمام الدولي، بعد سنوات من التهميش والتجاهل.
وأوضح محسب أن إعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين،  يمثل خطوة نوعية سيكون لها انعكاسات واسعة على المسار السياسي، مؤكدا أن هذا التوجه الفرنسي يفتح الباب أمام دول أوروبية ودولية أخرى لاتخاذ مواقف مماثلة، الأمر الذي يعزز من مكانة القضية الفلسطينية على الساحة العالمية، ويعيد لها الزخم الذي حاول الاحتلال طمسه من خلال سياساته العدوانية والاستيطانية، لافتا إلى أن دعوة الرئيس السيسي لباقي دول العالم إلى السير في الاتجاه ذاته، تستهدف تحويل هذا الزخم إلى تحرك دولي متكامل يقود إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية أن مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك يعد فرصة تاريخية لإعادة بناء توافق دولي حقيقي حول أسس التسوية السياسية، مشيرا إلى أن انعقاده على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة يمنحه ثقلا استثنائيا، ويؤكد أن المسألة الفلسطينية لم تعد قضية إقليمية محصورة بين طرفين، وإنما قضية مركزية للأمن والسلم الدوليين، مشددا على أن  السلام الشامل لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، وأن أي محاولات لتجاوز هذا المسار أو الالتفاف عليه لن تؤدي سوى إلى استمرار دوامة العنف وعدم الاستقرار.
وأشار محسب، إلى أن الموقف المصري ظل ثابتا عبر العقود، وهو أن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو المدخل الأساسي لأي تسوية عادلة، موضحا أن القاهرة لم تدخر جهدا في دعم الشعب الفلسطيني سواء سياسيا أو إنسانيا، بدءا من استضافة الحوارات الوطنية الفلسطينية، مرورا بجهود التهدئة في غزة، وصولا إلى التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي يقودها الرئيس السيسي على المستويين الإقليمي والدولي، قائلا:" هذا النهج المتوازن والفاعل أكسب مصر احتراما وثقة المجتمع الدولي، باعتبارها الدولة التي تملك الرؤية والقدرة على الدفع نحو سلام حقيقي".
وشدد الدكتور أيمن محسب، على أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الدوحة مؤخراً، وما تضمنته من مخرجات داعمة للقضية الفلسطينية، مثلت بدورها رافدا مهما للتحركات الدولية الحالية، مؤكدا أن الربط بين الجهود الإقليمية والمؤتمر الدولي المرتقب يعكس وجود إرادة جماعية تتبلور حول الرؤية المصرية، التي ترى أنه لا بديل عن الحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن هذا الزخم يشكل فرصة يجب استثمارها لإحداث اختراق حقيقي في مسار القضية، خاصة مع تصاعد الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والرفض المتزايد لسياسات الاستيطان وفرض الأمر الواقع.
 
آفاق جديدة للتسوية العادلة
وبدوره قال النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن المناقشات التي دارت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي، خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس، بشأن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «حل الدولتين» غدًا في نيويورك، تجسد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وباريس، وتعكس حرص البلدين على التنسيق الدائم تجاه القضايا الدولية والإقليمية.
وأضاف عابد أن هذا التنسيق يعكس مكانة مصر المحورية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتأكيد على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرًا إلى أن موقف القاهرة يحظى بتقدير ودعم واسع على المستويين العربي والدولي.
وأكد النائب علاء عابد، أن دعوة الرئيس السيسي المتكررة لضرورة إحياء عملية السلام وتفعيل حل الدولتين تعكس رؤية مصر الثابتة والداعمة للسلام العادل، وهو ما يجعلها ركيزة أساسية في أي جهد دولي أو إقليمي لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار عابد ، إلى أن التعاون المصري الفرنسي في هذا الملف يعكس إدراكًا مشتركًا بأن استقرار الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون حل القضية الفلسطينية، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور المتنامي للدبلوماسية المصرية في طرح حلول عملية ومقبولة من جميع الأطراف.
 
أجندة مصر بالأمم المتحدة
وقال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر وعضو مجلس الشيوخ، إن مشاركة مصر في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعكس المكانة التي تحظى بها الدولة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتابع غنيم: "حضور مصر الفعال في المحافل الدولية يعكس ثقلها السياسي ورؤيتها الداعمة لقضايا السلام والتنمية وحقوق الإنسان، وأن الكلمة التي سيلقيها رئيس الوزراء في الاجتماعات الدولية المختلفة، سواء في الذكرى الـ30 للمؤتمر العالمي للمرأة أو في المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، تمثل صوت مصر القوي المدافع عن قضاياها القومية والعربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعمها الثابت لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل".
وأضاف النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن أجندة رئيس الوزراء في نيويورك، والتي تشمل المشاركة في الجلسة الافتتاحية للشق رفيع المستوى لاجتماعات الجمعية العامة، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية مع قادة الدول وممثلي المنظمات الدولية، تمثل فرصة مهمة لتعزيز الشراكات الدولية وتبادل الرؤى حول مختلف القضايا العالمية والإقليمية.
وأشار غنيم، إلى أن حضور مصر على هذا المستوى يعكس حرص القيادة السياسية على أن تكون الدولة المصرية شريكاً فاعلاً في صنع القرار الدولي، وداعماً لمسار السلام والتنمية، مؤكداً أن هذه المشاركة تعزز صورة مصر كدولة رائدة تسعى لترسيخ مبادئ التعاون المشترك لمواجهة التحديات العالمية الراهنة.
 
الحرب في غزة 
وفي السياق ذاته، أكد حزب الحرية المصري، تقديره البالغ للمداخلة الهامة التي طرحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصاله مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي جاءت في إطار متابعة مخرجات القمة الافتراضية الأخيرة، وبحث سبل خفض التصعيد في المنطقة.
وأشاد النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، بموقف القيادة المصرية الداعم للتحركات الدولية الرامية إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق، ووقف الانتهاكات المتواصلة بحق قطاع غزة ودولة قطر الشقيقة، بما يعكس حرص مصر الدائم على إرساء الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي.
كما ثمّن عضو مجلس النواب، الجهود الجارية لعقد مؤتمر "حل الدولتين" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، باعتباره محطة مفصلية في طريق الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحدود الرابع من يونيو 1967.
واعتبر عضو مجلس النواب، إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خطوة إيجابية وبالغة الأهمية نحو تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وينضم إلى دعوة السيد الرئيس السيسي بضرورة أن تحذو بقية دول العالم حذو فرنسا، تعزيزًا للمسار الدولي نحو إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار المنشود.
وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس النواب دعم الحزب  الكامل للدور المصري المتوازن والفاعل في إدارة الأزمات الإقليمية والدولية، والذي يعكس مسؤولية مصر التاريخية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب العربية، وعلى رأسها الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
 
الاعتراف الدولي بدولة فلسطين
اعتبر المستشار مايكل روفائيل، رئيس حزب مصر القومي، أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «حل الدولتين»، يكتسب أهمية استثنائية في هذا التوقيت الدقيق، إذ يأتي ليؤكد أن القاهرة وباريس تتحركان في اتجاه واحد نحو دعم مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتجسيد مبدأ حل الدولتين باعتباره الخيار الواقعي والوحيد لتحقيق السلام العادل.
وأشار روفائيل، إلى أن هذا التنسيق المصري – الفرنسي يعكس إدراكًا مشتركًا بخطورة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والتداعيات المترتبة على استقرار المنطقة، فضلًا عن الاعتداءات المتصاعدة ضد دولة قطر الشقيقة، الأمر الذي يفرض ضرورة الإسراع في بلورة موقف دولي ضاغط يضع حدًا لسياسة الاحتلال.
وتابع: إعلان فرنسا نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين يمثل نقلة نوعية في مسار الاعتراف الدولي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددًا على أن دعم الرئيس السيسي لهذه الخطوة يعكس رؤية مصرية ثابتة تعتبر أن تحقيق السلام لا ينفصل عن إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق إلى أصحابها.
ولفت روفائيل، أن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر “حل الدولتين” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تمثل فرصة تاريخية لصياغة موقف دولي موحد، مشيرًا إلى أن مصر ستظل في مقدمة القوى الساعية إلى توحيد الصف العربي والإسلامي، وهو ما ظهر جليًا في القمة الاستثنائية التي استضافتها الدوحة مؤخرًا.
وأضاف روفائيل، أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بترجمة المواقف إلى إجراءات عملية، حتى يتحقق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك المدخل الحقيقي لاستقرار الشرق الأوسط وإنهاء دوامة الصراعات.

print