كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، عن تقدم في المباحثات بين تل أبيب ودمشق لتطبيع العلاقات خلال الفترة المقبلة. وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن المفاوضات الجارية حول الاتفاق الأمني يتوقع أن تفضي إلى نتائج خلال أيام.
أكد "الشرع" في تصريحات للصحفيين بالعاصمة دمشق أن هناك "حاجة" إلى الاتفاق الأمني، مشيرا إلى أن ذلك سيتطلب احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها وأن يكون خاضعا لمراقبة الأمم المتحدة.
ويجري الجانبان السوري والإسرائيلي محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية وانسحاب القوات الإسرائيلية التي توغلت في الجنوب.
وتضغط الولايات المتحدة على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل أن يجتمع زعماء العالم الأسبوع المقبل لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
كما قال الرئيس السوري إن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة على بلاده وما يزيد على 400 توغل بري منذ الثامن من ديسمبر 2024، حين أطاح هجوم المعارضة الذي قاده بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وأضاف "الشرع" أن أفعال تل أبيب تتناقض مع السياسة الأمريكية المعلنة بأن تكون سوريا مستقرة وموحدة، ووصف تلك الأفعال بأنها خطيرة جدا، لافتا إلى أن سوريا تسعى لإبرام اتفاق مشابه لاتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، التي أنشأت منطقة منزوعة السلاح.
وأجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال الساعات الماضية مباحثات موسعة مع وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك في العاصمة البريطانية لندن، بهدف التوصل لاتفاقية أمنية لتوقيعها على هامش زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك سبتمبر الجاري.
وأكدت مصادر سورية أن اسرائيل ترفض العودة لـ "فك الاشتباك" للعام 1974 والعودة لخط 7 ديسمبر 2024، وقدمت مقترحا خطيا عبر المبعوث الأمريكي حيث ترغب تل أبيب في البقاء في مرصد جبل الشيخ واطرافه، توسيع المنطقة العازلة، اقامة ثلاث مناطق مخففة من السلاح، الاتفاق على ترتيبات أمنية تصل لضواحي دمشق، وسيطرة جوية في الجنوب السوري، ووضع ممر جوي إلى حدود العراق للوصول إلى ايران، مع تنازل سوري عن الجولان بشكل كامل والمضي قدما في تطبيع العلاقات بين تل أبيب ودمشق.
وأوضحت المصادر أن الجانب السوري طالب خلال المفاوضات بتفعيل اتفاق فك الاشتباك للعام 1974، انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر 2024، التوصل لاتفاق أمني جديد يراعي أمن اسرائيل وسيادة سوريا، ربط ملف التطبيع والانضمام لاتفاقات الابراهيمية بمستقبل الجولان، احترام المجال الجوي السوري، على أن تراقب القوات الدولية "اندوف" تنفيذ الاتفاق.
واقترحت الولايات المتحدة على دمشق وتل أبيب استمرار العملية التفاوضية، وضع ترتيبات أمنية جديدة، التأكيد على استعدادها توفير ضمانات أمنية وإجراءات الانذار المبكر.
فيما تخطط الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وساطتها إلى ضرورة "إعلان مبادئ" بين سوريا وإسرائيل خلال الأيام المقبلة حال فشلت المفاوضات في إنجاز اتفاق أمني جديد.
إلى ذلك، يصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، إلى واشنطن لعقد مباحثات مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي، وذلك للمطالبة بإلغاء "قانون قيصر".
وتعد زيارة الشيباني إلى الولايات المتحدة هي الأولى لوزير خارجية سوري منذ 25 عاما، وذلك وسط رغبة من النظام السوري الجديد لتعزيز علاقاته مع الولايات المتحدة والانضمام إلى التحالفات السياسية والعسكرية التي تقودها واشنطن.