ووفق الأمم المتحدة أنه مع إصدار الجيش الإسرائيلي تعليماته للسكان بالنزوح من أجزاء من مدينة غزة جنوبا، حذر المكتب من أن الناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء وأن المجاعة تزداد وسط الأوضاع الانسانية المزرية بالفعل، بالإضافة إلى مستلزمات المأوى وأنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد لدعم مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء قطاع غزة شمالا وجنوبا على حد سواء حيث نزح الكثيرون بشكل متكرر.
المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أدان الهجمات في غزة واستهداف المدنيين، ما رفع إجمالي عدد الشهداء منذ انتهاء وقف إطلاق النار في منتصف مارس إلى ما يقرب من 12,000، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك إن الجيش الإسرائيلي وسط الهجوم المستمر على مدينة غزة أصدر مزيدا من الأوامر للسكان خلال اليوم الماضي لافتا الي ان المنظمات الإنسانية ذاتها لم تسلم من الهجمات وتعرضت احداها للقصف في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص، من بينهم عامل إغاثة واحد على الأقل وطفل واحد.
فيما أوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة " أوتشا " إنه منذ تأكيد المجاعة في محافظة غزة، أفادت وزارة الصحة هناك بأن أكثر من 100 شخص ربعهم من الأطفال لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء قطاع غزة.
من جانبه أعرب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن فزعه من الاستخدام العلني لخطاب الإبادة الجماعية، والمعاملة اللاإنسانية المشينة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل مسؤولين إسرائيليين مضيفا إن غزة أصبحت مقبرة.
وقال المسؤول الأممي: "إن القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة، وإلحاقها معاناة لا توصف وتدميرا شاملا، وإعاقتها وصول المساعدات الكافية لإنقاذ الأرواح، وما يترتب على ذلك من تجويع المدنيين؛ وقتلها للصحفيين وموظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات غير الحكومية، وارتكابها جريمة حرب تلو الأخرى، كلها أمور تصدم ضمير العالم وأضاف أن "المنطقة تصرخ من أجل السلام. وغزة أصبحت مقبرة"،
وأكد المسؤول الأممي: "إن مزيدا من العسكرة والاحتلال والضم والقمع لن يؤدي سوى إلى تغذية مزيد من العنف والانتقام والإرهاب وشدد على ضرورة التحرك الآن لإنهاء العنف الدموي، داعيا الي اتخاذ خطوات حاسمة لمنع الإبادة الجماعية و أن تبذل الدول مزيدا من الجهود لتجنب الجرائم الفظيعة
ودعا المسؤول الأممي الدول إلى وقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، وممارسة أقصى قدر من الضغط لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين تعسفيا، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية كافية إلى غزة -بكل الوسائل المتاحة لهم، واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف مخطط إسرائيل للسيطرة على غزة وضمها المتسارع للضفة الغربية المحتلة.