الجمعة، 05 سبتمبر 2025 01:02 ص

عودة مصر للواجهة العالمية.. "إسنا التاريخية" تحصد جائزة الآغا خان للعمارة بعد غياب 20 عاما.. لجنة التحكيم تشيد بمشروع إحياء المدينة: قدم رؤية شاملة.. ومحافظ الأقصر: الجائزة تعكس اهتمام الدولة بالسياحة.. صور

عودة مصر للواجهة العالمية.. "إسنا التاريخية" تحصد جائزة الآغا خان للعمارة بعد غياب 20 عاما.. لجنة التحكيم تشيد بمشروع إحياء المدينة: قدم رؤية شاملة.. ومحافظ الأقصر: الجائزة تعكس اهتمام الدولة بالسياحة.. صور إحياء وكالة الجداوى ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية
الخميس، 04 سبتمبر 2025 10:00 م
الأقصر – أحمد مرعى

في خطوة مميزة وبعد 20 عاما من آخر مرة لفوز مصر بتلك الجائزة العالمية، أعلنت لجنة التحكيم العليا لجائزة الآغاخان العالمية للعمارة، وهي جائزة معمارية أنشأها آغا خان الرابع في عام 1977 في مدينة جنيف بسويسرا، عن فوز مشروع "إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية" بجائزة الآغا خان للعمارة في دورتها لعام 2025، أحد أهم الجوائز المرموقة في هذا المجال، حيث يضع ذلك الفوز مصر مجدداً على الخريطة العالمية للعمارة بعد غياب دام أكثر من عقدين، بعد فوز مكتبة الإسكندرية بالجائزة عام 2004، ويأتي ذلك تتويجًا لمسار طويل من العمل التشاركي الذي جمع بين مؤسسة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، ووزارة السياحة والآثار، ومحافظة الأقصر، وبدعم من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، ومملكة هولندا، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، في تجربة فريدة رسخت نموذجاً ملهماً للتنمية القائمة على حفظ التراث الثقافي وإشراك المجتمع المحلي.

 

وقد أشادت لجنة التحكيم العليا للجائزة بالمشروع، ووصفته بأنه يتجاوز الحدود المعتادة لمشروعات الحفاظ العمراني، إذ يقدم رؤية تعمل على الاهتمام بالعناصر المختلفة للتنمية بجوانبها الاقتصادية والثقافية، من خلال برنامج اجتماعي شامل يهدف إلى تحسين البيئة التراثية تدريجياً، حيث أكدت لجنة الجائزة في جنيف بسويسرا، على أن المشروع تميّز بكون المجتمع المحلي لاعبًا رئيسيًا في مسيرة إنجازه، موضحة أن "السكان يضطلعون بدورٍ رئيسي في الحفاظ على التناغم العمراني من خلال تراثهم الحي، مما يُطلق زخمًا تجديديًا مستدامًا في نسيج عمراني كان قد أصبح متداعياً"، وقد رأت لجنة التحكيم العليا، والتي تضم في عضويتها عدد من خبراء العمارة، والثقافة، والفنون من العديد من دول العالم، أن قيمة المشروع تكمن في أنه لم يقتصر على المعالم الأثرية الشهيرة، بل امتد إلى النسيج العمراني، والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، حيث أبرز البيان أن "من خلال ترميم أو إعادة استخدام المباني – التجارية والسكنية والروحية – يعمل المشروع على تنشيط منظومة عمرانية تاريخية كاملة للتعامل مع التحديات المعاصرة المتمثلة في تحسين الظروف الإنسانية وتطوير بنية العمل للحرفيين".

 

وأضافت اللجنة في تقريرها، أن ما تحقق في إسنا "يعكس صدى التقنيات والمعارف المحلية من خلال نتائج صغيرة وتراكمية مبتكرة، بما يُسهم بفعالية في الحفاظ على القلب العمراني للمدينة، وتعزيز هويتها، وحيويتها الثقافية، ومرونتها الاقتصادية." كما أكدت اللجنة أن أهمية مشروع إسنا تكمن في كونه لا يركز فقط على المعالم الأثرية والعناصر المادية من النسيج التاريخي، بل يولي اهتمامًا خاصًا بالتراث غير المادي، بما في ذلك الحرف التقليدية والممارسات الثقافية، وبالدور الفعال لرأس المال الثقافي غير المادي باعتباره وسيلة لإحياء البعدين المادي وغير المادي معاً.

 

وقد مثل الالتزام الواضح، الذي أشادت به اللجنة في بيانها، من جانب الحكومة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر، والدعم اللافت الذي حظي به المشروع من شركاء دوليين، بيئة مواتية لضمان استدامة الإنجازات، حيث يُعد هذا التعاون بين الدولة، والمجتمع المدني، والجهات المانحة نموذجًا يحتذى به في كيفية تحويل التراث إلى قاطرة للتنمية المستدامة. وختمت لجنة التحكيم بيانها بالإشارة إلى أن المشروع يمثل سابقة في السياق المصري، قائلة: "أصبح المشروع أول "خطة حفاظ" لمنطقة عمرانية غير أثرية يتم اعتمادها من قِبَل الحكومة المصرية، وذلك وبجمعه بين إعادة الاستخدام التكيّفي، وتمكين المجتمع، وتحفيز الاقتصاد المحلي"، وقد شكّل هذا الإنجاز نقطة تحول بارزة لمدينة إسنا التي ظلت لسنوات طويلة خارج الخريطة السياحية، إذ اقتصرت أنشطة الزيارة بها على معبد خنوم الشهير فقط، بينما عانت شوارعها، وأسواقها التاريخية، ومبانيها التراثية من التداعي، غير أن المشروع تمكن، من خلال التعاون مع أجهزة الدولة والقطاع الخاص، من إعادة صياغة الصورة الذهنية للمدينة، فارتفع عدد زوارها لأكثر من ثلاثة أضعاف، وأُُعيد إدماجها كوجهة ثقافية وسياحية غنية بالطبقات التاريخية المتنوعة التي تشمل العصور اليونانية-الرومانية، والقبطية، والإسلامية، والعصر الحديث.

ومن جانبه عبّر المهندس كريم إبراهيم، مدير مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية، عن اعتزازه بهذا التقدير الدولي، مشيرًا إلى أن الجائزة لا تكرم التصميم المعماري فقط، بل تحتفي بدور العمارة كأداة للتنمية المستدامة وتعزيز الروح المجتمعية. وأوضح أن الهدف من المشروع كان إعادة تقديم إسنا كوجهة ثقافية وسياحية متكاملة، وتحفيز الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز استفادة المجتمع من عوائد السياحة.

وأوضح المهندس كريم إبراهيم، إنه قد شمل المشروع سلسلة واسعة من التدخلات المادية التي غيّرت وجه المدينة، مثل ترميم وكالة الجداوي الأثرية وفتحها للجمهور لأول مرة منذ أكثر من سبعين عامًا، وتطوير سوق القيسارية التقليدي بالمدينة بالتعاون مع أصحاب المحلات ومحافظة الأقصر، وتحسين موقع معبد خنوم وتزويده بخدمات الزوار وذلك بالتكامل مع جهود وزارة السياحة والآثار لترميم المعبد، إلى جانب ترميم استراحة الملك فاروق (الخاصة الملكية) بالمطاعنة. كما تم ترميم وتجديد واجهات 15 مبنى وموقع تراثي آخر بالمدينة، وتطوير شارع السوق (البازار) مع توفير عناصر تظليل وفراغات عامة محسنة، لكن ما يميز المشروع حقًا هو أن هذه التدخلات لم تقتصر على الجانب العمراني، بل امتدت إلى بناء القدرات وتعزيز المشاركة المجتمعية. فقد وفر المشروع من خلال أنشطته المئات من فرص العمل، وقام بتدريب أكثر من 400 فرد من أبناء إسنا على الحرف التقليدية، وأنشطة الترميم وإعادة التأهيل، وإدارة مواقع التراث الثقافي، والإرشاد السياحي. كما تم توثيق التراث المادي وغير المادي للمدينة بما شمل أكثر20 مبنى تراثي، و25 وصفة طهي تقليدية، وإطلاق مشاريع اقتصادية صغيرة بقيادة النساء مثل "مطبخ أوكرا لسيدات إسنا" و"ورشة الأعمال الخشبية".

وأكد مدير مشروع إحياء إسنا التاريخية، إنه شارك أيضاً المشروع مع أصحاب الأعمال المحليين في تطوير أكثر من 15منشأة متناهية الصغر لتقديم الخدمات السياحية المتميزة لزائري المدينة. وقد أسهمت هذه المبادرات في فتح آفاق جديدة للمرأة والشباب، ورسخت قناعة بأن التراث يمكن أن يصبح محركًا للشمول الاجتماعي والنمو الاقتصادي المستدام.

ومن جانبه، أكد محافظ الأقصر المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة، أن فوز إسنا بالجائزة يعزز من الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل الاهتمام بالسياحة والتنمية المستدامة في الأقصر وصعيد مصر، مشيرًا إلى أن إسنا تشهد حاليًا تنفيذ مشروع رائد تقوده الدولة المصرية لتطوير كورنيش المدينة الممتد بطول 1,260 مترًا بهدف تحويله لواجهة حضارية وسياحية عصرية عبر إنشاء ممشى نهري، وبازارات، ومسرح مفتوح، وحدائق ترفيهية، بما يعزز البنية التحتية، وينشط السياحة، ويوفر متنفسًا حديثًا لسكان المدينة وزوارها. كما تعمل الدولة حاليًا على تطوير الفراغات العامة، والارتقاء بالبنية الأساسية، وترميم واجهات المباني التراثية المحيطة بمنطقة معبد خنوم، وكذلك المسار المؤدي إلى المعبد من خلال البازارات السياحية.

هذا ويعيد فوز مشروع إعادة إحياء إسنا بجائزة الآغا خان للعمارة للأذهان مسيرة مصر الطويلة مع هذه الجائزة العريقة التي تأسست عام 1977 بمبادرة من سمو الأمير كريم آغا خان. وتهدف الجائزة إلى تكريم المشاريع التي تحقق التوازن بين التميز المعماري، وتلبية الاحتياجات الاجتماعية، والثقافية، والبيئية للمجتمعات المحلية. وكانت مصر قد حصلت على الجائزة في سبع مناسبات سابقة، من آخرها متحف النوبة عام 2001 ومكتبة الإسكندرية عام 2004، إلا أن أي من المشاريع المصرية لم يُدرج في القائمة القصيرة منذ ذلك الحين. ومن هنا، فإن فوز مشروع إسنا يمثل محطة فارقة في عودة العمارة المصرية إلى مكانتها المستحقة عالميًا، ويقدم في الوقت نفسه نموذجًا قابلاً للتطبيق في مدن مصرية أخرى تبحث عن مسار جديد للتنمية يجمع بين الحفاظ على الهوية المحلية وتطلعات المستقبل.

إحياء البازارات السياحية بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةإحياء البازارات السياحية بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

إحياء وكالة الجداوى ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةإحياء وكالة الجداوى ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

إنتاجات للورش الحرفية ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةإنتاجات للورش الحرفية ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

تجديد البازارات ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةتجديد البازارات ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

تجديدات وكالة الجداوى بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةتجديدات وكالة الجداوى بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

تطوير السوق التاريخي بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةتطوير السوق التاريخي بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

تطوير منقطة معبد خنوم بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةتطوير منقطة معبد خنوم بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

تطوير وكالة الجداوى بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةتطوير وكالة الجداوى بمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

جانب من تطوير وكالة الجداوى التاريخية بالمشروعجانب من تطوير وكالة الجداوى التاريخية بالمشروع

 

جانب من ورش تدريب الشباب على الحرف اليدويةجانب من ورش تدريب الشباب على الحرف اليدوية

 

جائزة الأغاخان العالمية للعمارة تعلن فوز مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية
جائزة الأغاخان العالمية للعمارة تعلن فوز مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

دعم الفتيات بالحرف اليدوية عبر مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةدعم الفتيات بالحرف اليدوية عبر مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

دعم كبير للمطاعم التراثية ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةدعم كبير للمطاعم التراثية ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

دورات تدريبية وزيارات سياحية ضمن فعاليات المشروع بمدينة إسنادورات تدريبية وزيارات سياحية ضمن فعاليات المشروع بمدينة إسنا

 

عودة الحياة لورش النول ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةعودة الحياة لورش النول ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

عودة تراث النول ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةعودة تراث النول ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

فرحة دعم السيدات ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةفرحة دعم السيدات ضمن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية يعيد الحياة للمدينة من جديدمشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية يعيد الحياة للمدينة من جديد

 

مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية يفوز بجائزة أغاخان لدورة 2025مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية يفوز بجائزة أغاخان لدورة 2025

 

مصر تحصد جائزة الأغاخان العالمية للعمارة بفوز مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخيةمصر تحصد جائزة الأغاخان العالمية للعمارة بفوز مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية

 

ورش تدريب السيدات على الحرف اليدوية ضمن المشروع القومىورش تدريب السيدات على الحرف اليدوية ضمن المشروع القومى

 

ورش تدريبية للفتيات ضمن مشروع إحياء مدينة إسناورش تدريبية للفتيات ضمن مشروع إحياء مدينة إسنا

 


print