الإثنين، 01 سبتمبر 2025 06:10 م

رئيس الوزراء يلقى كلمة مصر خلال قمة "منظمة شنغهاى للتعاون بلس".. مدبولى: القمة تأتى فى ظرف دقيق يشهد تهديدًا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف.. والشعب الفلسطينى يواجه كافة أشكال القتل والترويع والتجويع

رئيس الوزراء يلقى كلمة مصر خلال قمة "منظمة شنغهاى للتعاون بلس".. مدبولى: القمة تأتى فى ظرف دقيق يشهد تهديدًا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف.. والشعب الفلسطينى يواجه كافة أشكال القتل والترويع والتجويع
الإثنين، 01 سبتمبر 2025 03:49 م
كتبت هند مختار

ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزاء، اليوم، كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى قمة "منظمة شنغهاى للتعاون بلس" التى تستضيفها مدينة تيانجين الصينية.

وقال رئيس الوزراء فى بداية كلمته: "أتقدم إلى فخامة السيد الرئيس "شى جين بينج"، بكل التحية والتقدير، وأُعرب عن خالص شكرى على دعوته الكريمة للمشاركة فى أول قمة تعقدها منظمة شنغهاى للتعاون بصيغة SCO Plus.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن هذه القمة تُعقد تحت عنوان "تنفيذ التعددية، وضمان الأمن الإقليمى، وتعزيز التنمية المستدامة"، فى وقت يشهد فيه العالم تحديات مُتشابكة وَعَابرة للحدود تَفُوق قُدرات أى دولة مُنفردة، مضيفا: نُثّمن "روح شنغهاي" التى تأسست المنظمة على مبادئها عام 2001، وتركز على الثقة، والمنفعة المتبادلة، والمساواة، واحترام اختلاف الحضارات والثقافات؛ كما نُثمّن ما بذلته الصين من جُهد خلال فترة رئاستها للمنظمة فى إذكاء روح المنظمة.

وتابع رئيس الوزراء: مما لاشك فيه، فإنه تُوجد علاقة مباشرة بين الأمن الإقليمى والتنمية المستدامة، ومن هنا تُوجد ضرورة لتفعيل الآليات الأمنية الإقليمية المختلفة بالشكل الذى يُحقق أمنًا مُساويًا لكل الدول، بحيث يضمن احترام سيادة الدول، وشواغلها، ومحاربة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومعالجة جذوره الاجتماعية والاقتصادية، وتسوية الخلافات عبر الحوار.

وأوضح رئيس الوزراء أن قمة اليوم تأتى فى ظرف دَوْلى دقيق يشهد تهديدًا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف، قائلا: وفى هذا الإطار، فإننى أود الإشارة إلى الحرب الإسرائيلية المُستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق، والذى يُواجه كافة أشكال القتل والترويع والتجويع والانتهاك الصارخ لحقوقه، حيث وصلت حصيلة الضحايا المدنيين قرابة 60 ألفًا والمصابين حوالى 119 ألفًا.ولذا، فإن هذه الحرب لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل حربٌ للتجويع وتصفية القضية الفلسطينية.

وشدد الدكتور مصطفى مدبولى، خلال كلمته، على أن مصر تدين بأشد العبارات قيام إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية فى قطاع غزة، والمساعى الإسرائيلية لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة فى محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، فضلًا عن إدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية فى الضفة الغربية خاصة عنف المستوطنين والأنشطة الاستيطانية، التى تستهدف القضاء على حل الدولتين.

وأضاف: وَغَنِى عن البيان أن مصر تَبذل جُهودًا مُكثفة بالتعاون مع كافة الشركاء للتوصل لوقف إطلاق النار، وهنا أود التأكيد أنه من الضرورى أن تقبل إسرائيل الطرح الحالى بوقف مؤقت لإطلاق النار يتم خلاله التفاوض حول سبل إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة وفقًا للخطة العربية الإسلامية، بالإضافة إلى العمل على الدفع باتجاه عملية سياسية تضمن تنفيذ حل الدولتين.

وتابع رئيس الوزراء: تؤكد مصر على أن إقامة دولة فلسطينية مُوحدة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يظل هو السبيل الوحيد للحل العادل والشامل، الذى يُعيد الاستقرار للمنطقة والعالم.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أن مصر تثمن صيغة "SCO Plus"، باعتبارها منصة لتعزيز التشاور ودفع التعاون بين الدول الأعضاء ودول شركاء الحوار بالمنظمة والدول الأخرى المتشابهة الفكر.

وأضاف: فى هذا الإطار، أود التأكيد على أهمية بذل الجهود لإصلاح النظام العالمى ليكون أكثر عدالة، فضلًا عن أهمية دعم دور الأمم المتحدة فى النظام الدولى القائم على القانون الدولي.

وتابع: تود مصر أن تعرب عن تأييدها لمبادرات فخامة الرئيس الصينى، شى جين بينج، والتى من شأنها دعم جهود إصلاح النظام الدولى لمواجهة التحديات الراهنة وجعل العالم أكثر أمنًا واستقرارًا أسوة بالعديد من الأفكار والمبادرات المطروحة لتحقيق هذه الأهداف التى نصبو إليها.

كما أكد رئيس الوزراء أهمية القيام بإصلاح جذرى فى الهيكل المالى العالمى ومؤسسات التمويل الدولية، بما يشمل تطوير سياسات بنوك التنمية متعددة الأطراف وتوفير التمويل الميسر للدول النامية لدعمها فى مواجهة تداعيات الأزمات الدولية، إلى جانب ضرورة إيجاد حلول مستدامة لقضية الديون.

كما شدد الدكتور مصطفى مدبولى على تعزيز مبدأ المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، خاصة فى مواجهة تغير المناخ وحوكمة الموارد الطبيعية الشحيحة على كوكبنا، قائلا إن حجر الأساس لرفع مستويات التعهدات المناخية يرتبط بصورة مباشرة بشكل وحجم الدعم الدولى من التمويل، وتوافر القدرات التكنولوجية المتطورة، والملكية الوطنية للمشروعات.

وأكد رئيس الوزراء أن مبدأ المشاركة والمسئولية المشتركة يتلازم مع رفض النهج الأُحادى فى إدارة قضايا الموارد الدولية وتسوية الخلافات التى تنشأ بشأنها، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق بطبيعة الحال على قضية إدارة المجارى والأنهار المائية الدولية العابرة للحدود، خاصة فى ظل ظروف أزمة مائية عالمية، نعانى منها بشكل خاص فى مصر.

وفى هذا الإطار، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن مصر دولة كثيفة السكان تحيا فى بيئة صحراوية قاحلة وتعتمد بشكل شبه مطلق على نهر النيل للوفاء بمواردها المائية المتجددة، مضيفا أن مبدأ التعاون مع دول حوض النيل الشقيقة يمثل الركن الأساسى فى المقاربة المصرية للتوصل لأفضل السبل لإدارة موردنا المائى المشترك بما يُحقق المنفعة للجميع، وفقًا لقواعد القانون الدولى لتحقيق الاستخدام المنصف دون وقوع ضرر ذى شأن.

كما أوضح رئيس الوزراء أن التطبيقات التكنولوجية المتطورة، وخاصة الذكاء الاصطناعى، تُمثل مُحفزًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون لوضع سياسات تضمن استخدامها بشكل أخلاقى ومسئول، وضمان الوصول العادل لتقنيات الذكاء الاصطناعى وتلبية التحديات التى تواجه الدول النامية مع احترام أولوياتها الوطنية.

وفى ختام كلمته، أُعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن خالص تمنياته بالتوفيق والنجاح للرئاسة الدورية الجديدة للمنظمة بقيادة الرئيس صدير جاباروف، رئيس جمهورية قيرغيزستان، وتطلعه لمتابعة مخرجات قمة "SCO Plus".


الأكثر قراءة



print