الخميس، 21 أغسطس 2025 06:37 م

56 عاما على حريق "الأقصى" ولا تزال النيران مشتعلة.. محاولات إسرائيلية لتصفية قضية فلسطين وسرقة الأرض.. الاحتلال يقود حرب إبادة مدمرة فى غزة.. ويواصل مخططاته للقضاء على الهوية العربية والإسلامية وفرض التهويد

56 عاما على حريق "الأقصى" ولا تزال النيران مشتعلة.. محاولات إسرائيلية لتصفية قضية فلسطين وسرقة الأرض.. الاحتلال يقود حرب إبادة مدمرة فى غزة.. ويواصل مخططاته للقضاء على الهوية العربية والإسلامية وفرض التهويد المسجد الأقصى
الخميس، 21 أغسطس 2025 02:00 م
كتب أحمد جمعة
تمر اليوم الذكرى الـ 56 على حريق المسجد الأقصى المبارك فى مشهد مهيب، وذلك بعد إقدام اليهودى المتطرف مايكل دينيس الذى يحمل الجنسية الاسترالية، فى مثل هذا اليوم من عام 1969، باقتحام المسجد الأقصى، وإشعال النيران عمدا فى الجناح الشرقى للمسجد، حيث أتت على واجهاته وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمه وزخرفته كما كان.
 
ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
 
 
كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافذة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
 
واستطاع أبناء الشعب الفلسطيني آنذاك إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هُرعت مركبات الإطفاء من الخليل، وبيت لحم، ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ المسجد الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في يوم الحريق نفسه، كما تعمدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر، حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.
 
 
وجاء هذا العمل الإجرامي في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وما زال، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.
 
ومنذ عام 2003، يقتحم المستعمرون الإسرائيليون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 أيام في الأسبوع، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأوا بأداء صلوات علنية صامتة أثناء اقتحاماتهم، وصولًا إلى أداء طقوس تلمودية، ورفع علم دولة الاحتلال داخله.
 
ونجحت إسرائيل فى السنوات الأخيرة من "أسرلة" مدينة القدس المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية عبر فرض وصايتها على الأماكن المقدسة فى القدس الشرقية، فى محاولات إسرائيلية مستميتة لتغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين آلاف اليهود فى القدس لمحو الهوية العربية والإسلامية للمدينة.
 
وفي عام 1979 أطلقت الشرطة الإسرائيلية وابلا من الرصاص على المصلين المسلمين في ساحات المسجد مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح، وبعد تلك الواقعة بعام عقد حاخامات اليهود مؤتمرا عاما حول القدس خططوا خلاله لاحتلال المسجد الأقصى.
 
أما العام 1981 فقد تم الإعلان عن اكتشاف نفق أسفل الحرم يبدأ من حائط البراق وبعدها بعام حاولت جماعة "حشو نانين" المتطرفة بقيادة رئيسها "يوئيل لرنر" تدمير المسجد عن طريق شحنات شديدة الانفجار، وفى عام 1983 اقتحمت جماعة ما تسمى بـ"أمناء جبل الهيكل" ساحة المسجد وأقامت طقوسا دينية أمام "باب المغاربة" فى حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى، وفى عام 19484 تم اكتشاف ثغرة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعمقها أكثر من عشرة أمتار تؤدى إلى نفق طويل شقته سلطات الاحتلال بمحاذاة السور الغربى للمسجد مما هدد بانهياره.
 
وتسعى "منظمات الهيكل" المزعوم إلى فرض حضور تدريجي لأدوات الطقوس التلمودية في "الأقصى"، حيث سمحت خلال السنوات الماضية بإدخال كتب الأذكار، وملابس الصلاة، وغيرها من أدوات. والآن تحاول هذه الجهات إدخال أدوات أكثر رمزية مثل: لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وحتى المذبح والقربان الحيواني، ما يشكل تصعيدًا واضحًا يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.
 
تأتي ذكري حريق المسجد الأقصى المبارك هذا العام في ظل حرب إبادة جماعية إسرائيلية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، وذلك بهدف تهجير الفلسطينيين وسرقة أرضهم ومحاولة القضاء على الهوية العربية والإسلامية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

الأكثر قراءة



print