تستعد قوات الاحتلال الإسرائيلية بكامل قواتها، إلى تنفيذ عملية عسكرية جديدة وكبيرة، لتتمكن من السيطرة على قطاع غزة بشكل كامل، وذلك بوضع اللمسات الأخيرة للخطة التي وافق عليها رئيس وزراء الاحتلال، بنامين نتنياهو، من خلال حشد ما يقرب من 100 ألف جندي من قوات الاحتياط، بالتزامن مع مساع سياسية لتجديد مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك مع اقتراب الحرب من عامها الثاني على التوالي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن العملية البرية الواسعة النطاق ستبدأ قريب، لكنها لم تحدد موعدها بشكل مباشر، وسوف تعتمد على محاولات إسرائيل إجلاء نحو مليون من سكان غزة من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، على الرغم من الصعوبات المتوقعة في القيام بذلك والاعتماد على الأمم المتحدة كمتعاون مع العملية الإنسانية الكبرى.
وحسب صحيفة يديعوت إحرنوت، فإن جيش الاحتلال وجه ألوية نظامية للاستعداد لمناورة جديدة في مدينة غزة، كما تلقت ألوية الاحتياط، ولأول مرة، أمرًا بالاستعداد للتفعيل في سبتمبر بموجب الأمر رقم 8.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن المرحلة المقبلة من استعدادات الجيش ستشهد تحويل المفهوم العملياتي الذي أقره رئيس الأركان إيال زامير، إلى خطط ميدانية تضعها القيادة الجنوبية لأربع فرق على الأقل، بينها فرق احتياط، بهدف محاصرة مدينة غزة من جميع الجهات والتقدم تدريجيًا نحو أحيائها الغربية، ولا سيما صبرا والرمال والشيخ عجلين، التي تضم العديد من المباني الشاهقة المتبقية.
تلي ذلك مرحلة الإجراءات القتالية، وتشمل بحث خطط التحرك وتوقيتها، والاستعدادات اللوجستية، والتدريبات النهائية، وحشد القوات قرب الحدود ومحور نتساريم، إلى جانب تنفيذ الضربات الجوية الأولى.
وقد عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير على وزير الدفاع يسرائيل كاتس، "مبادئ خطة" السيطرة العسكرية على مدينة غزة، فيما قال الأخير إنه ينتظر "خطة كاملة" للعملية الأسبوع المقبل للموافقة عليها، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وفي وقت سابق أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي، خلال كلمة في أحد المعسكرات على هامش مراسم تغيير قادة، إن الجيش يكمل استعداداته لتعميق هجومه ضد حكم "حماس" وقدراتها العسكرية في غزة، بحسب قوله.
وأضاف أن "المفهوم الرئيسي" للسيطرة على مدينة غزة، والذي وافق عليه مجلس الوزراء الأمني المصغر "قد يتطلب حشد ما بين 80 ألفاً إلى 100 ألف جندي احتياط".
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر مقرب من البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسريع العمليات العسكرية في غزة.
ميدانيا، واصل جيش الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي على القطاع، مخلفا عشرات من الشهداء والمصابين، وأفاد وسائل إعلام فلسطينية، باستشهاد 3 مواطنين بينهم طفل جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط دوار الاتصالات غرب مدينة رفح.
كما استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف الاحتلال وسط قطاع غزة، إضافة إلى إصابة برصاص الاحتلال في مدينة أصداء شمال غربي خان يونس.
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن جيش الاحتلال نفذ 5 عمليات نسف لمبان في حي الزيتون بمدينة غزة، فيما شنت طائرة الاحتلال الحربية غارة على غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية، استشهاد 32 مواطنا في أنحاء قطاع غزة برصاص وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 61,776 شهيدا و154,906 مصابين.
من ناحية أخرى، قتل الحصار والتجويع الإسرائيلي لقطاع غزة 4 فلسطينيين على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية أن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 239 شخصاً، من بينهم 106 أطفال.
