دفعت الدولة المصرية، الأربعاء، بالقافلة التاسعة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وذلك في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة داخل القطاع.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن مئات الشاحنات المصطفة ضمن القافلة انطلقت باتجاه غزة، في عملية منسقة لنقل المساعدات إلى الداخل الفلسطيني، تشمل مواد غذائية، ومستلزمات طبية، وأدوية، وحليب أطفال، بالإضافة إلى خيام ومولدات كهرباء ومياه.
وأشارت إلى أن حجم المساعدات المصرية المقدمة منذ بدء إرسال القوافل خلال الأيام القليلة الماضية وحتى القافلة التاسعة، بلغ نحو 20 ألف طن من المساعدات الإنسانية، ما يعكس حجم الالتزام المصري بتخفيف معاناة سكان غزة ودعم صمودهم في ظل العدوان المستمر والحصار الخانق.
وتأتي هذه الخطوة استمرارًا للجهود المصرية الرسمية والشعبية في تقديم العون الإغاثي والطبي العاجل، في وقت لا تزال فيه الاحتياجات الإنسانية في القطاع تتضاعف مع استمرار العدوان الإسرائيلي.
يشار إلى أن قطاع غزة يعيش أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع عدوان شامل يشنه الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، وتغلق قوات الاحتلال منذ شهر مارس الماضي جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع، فضلًا عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.
في غزة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,158، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 151,442، منذ بدء العدوان الإسرائيلي، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 138 شهيدا (3 شهداء منهم انتُشلت جثامينهم)، و771 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,654 شهيدا، و39,401 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 87، والإصابات 570، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,655، والإصابات إلى 11,800.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 193 شهيدا، من بينهم 96 طفلا.
واستشهد 20 مواطنا فلسطينيا وإصابة العشرات، جراء انقلاب شاحنة كانت محملة بالمساعدات، فوق حشد من طالبي الإغاثة وسط قطاع غزة.
وأشارت مصاد محلية في غزة ، إلى أن الحادث وقع أثناء تجمهر عدد كبير من المدنيين المجوعوين، في محاولة للحصول على مساعدات إنسانية، في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار والعدوان المتواصل.
ولفتت المصادر، إلى أن شاحنة المساعدات انقلبت بعد أن أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طريق غير آمنة.
وتعكس هذه المأساة الإنسانية حجم الكارثة التي يواجهها سكان غزة، حيث بات البحث عن رغيف الخبز محفوفاً بالمخاطر، في غياب حلول جذرية وسريعة للأوضاع الكارثية المتفاقمة.
في القدس، اقتحم مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية بحماية قوات الاحتلال.
وفي وقت سابق، اقتحم الوزير المتطرف بالحكومة الإسرائيلية إيتمار بن جفير، مع مصلين يهود في باحة المسجد الأقصى، خلال زيارة لإحياء "ذكرى خراب الهيكل"، وهي المرة الأولى التي يصلي فيها اليميني المتطرف علنًا في هذا المكان المتوتر، كما ظهر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بصحبة حراسة مشددة من جيش الاحتلال وهو يقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك.
فيما قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إبعاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، عن المسجد الأقصى المبارك لمدة 6 أشهر.
وقالت محافظة القدس نقلا عن المحامي خلدون نجم، إن الاحتلال قرر إبعاد الشيخ حسين عن "الأقصى" لمدة 6 أشهر بعد انتهاء مدة إبعاده التي استمرت 8 أيام، على خلفية إلقائه خطبة الجمعة التي استنكر فيها سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى استدعت المفتي في السابع والعشرين من الشهر الماضي، وسلّمته قرارا بالإبعاد عن المسجد لمدة ثمانية أيام، قابل للتجديد.
في إسرائيل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية - نقلًا عن قادة في الجيش - عن تحذيرات متزايدة من تداعيات توسيع العمليات العسكرية بقطاع غزة، في ظل غياب خطة سياسية واضحة للمراحل المقبلة.
وأوضح قادة عسكريون إسرائيليون أن القيادة السياسية لا تمتلك رؤية محددة بشأن الأهداف التالية لاحتلال القطاع، ما يزيد من القلق داخل المؤسسة العسكرية.
وناقشت الاجتماعات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة إمكانية فرض حكم عسكري في غزة، وسط تحذيرات من تبعات باهظة الثمن قد تنجم عن تنفيذ اجتياح شامل، تشمل مقتل عشرات الجنود والمساس بحياة المحتجزين في القطاع.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إنه من حق رئيس الأركان إيال زامير، التعبير عن موقفه لكن الجيش سينفذ قرارات القيادة السياسية.
وأضاف كاتس، أنه سيتخذ قرارات إضافية لتحقيق أهداف الحرب بعد رفض حركة حماس الإفراج عن المحتجزين، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
في الولايات المتحدة، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، الإفصاح عما إذا كان يدعم أو يعارض احتمال سيطرة إسرائيل العسكرية على قطاع غزة، مشيرا إلى أن تركيز إدارته في هذه المرحلة ينصب على ضمان وصول الغذاء إلى السكان الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي المتواصل.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين: "فيما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقا. سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل"، في إشارة إلى مسألة الاحتلال العسكري للقطاع.
وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن 60 مليون دولار لتأمين الغذاء لسكان غزة، مشددا على أن "الناس هناك لا يحصلون على ما يكفي من الطعام"، وأن إدارته تسعى إلى ضمان وصول المساعدات للمحتاجين، بمساعدة إسرائيل وبعض الدول العربية.
على جانب آخر، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ، التصعيد الحاصل في اعتداءات وإرهاب المستعمرين ضد المواطنين الفلسطينيين وبلداتهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، تحت اشراف وحماية جيش الاحتلال ضمن توزيع مفضوح للأدوار بهدف تكريس السيطرة والضم التدريجي المتواصل على الأرض الفلسطينية وفرض حالة من الترهيب والترويع للمواطنين الآمنين في منازلهم.